الحرب السورية الفرنسية
أخذت الحرب الفرنسية-السورية مكانها خلال عام 1920، بين الحكام الأردنيين ، حيث أنشئت المملكة العربية السورية حديثا وسيطرت عليها فرنسا ، خلال سلسلة من التعاقدات ، والتي بلغت ذروتها في معركة ميسلون ، حيث هزمت القوات الفرنسية القوات الهاشمية التي كانت تحت قيادة الملك فيصل ، وأنصاره ، ودخلوا دمشق في 24 يوليو من عام 1920 ، وأعلنوا تولية الحكومة الفرنسية الجديدة علي سوريا في 25 يوليو ، برئاسة علاء الدين Alaa al-Din al-Durubi . وفي النهاية تم تقسيم سوريا إلى عدة دول عميله تحت الانتداب الفرنسي علي سوريا ولبنان . وأعلنت الحكومة البريطانية ، المعنية أنتدابها علي الولاية الجديدة في العراق ، ووافقت على إعلان الهارب فيصل ملك جديد للعراق .
خلفية عن الحرب السورية الفرنسية –
قرب نهاية الحرب العالمية الأولى ، اعتقلت قوات المشاة المصرية إدموند اللنبي بدمشق في 30 سبتمبر عام 1918، وبعد ذلك بوقت قصير يوم 3 أكتوبر 1918، دخل حاكم المملكة الأردنية فيصل دمشق أيضا ، في المراحل النهائية من الثورة العربية ضد العثمانيين . وفي 5 أكتوبر عام 1919 ، بعد الحصول على إذن من الجنرال اللنبي ، أعلن فيصل إقامة حكومة دستورية عربية في دمشق . وبعد تنفيذ اتفاق سايكس بيكو عام 1916، والتي قسمت بقايا الأراضي المحتلة من الإمبراطورية العثمانية بين فرنسا وبريطانيا ، تأسست الإدارة العسكرية الفرنسية في بلاد الشام ، وعين الجنرال هنري غورو ممثلا للحكومة الفرنسية في الشرق الأوسط وقائد للجيش الفرنسي في بلاد الشام ، التي تركزت في سوريا . في حين تبين الأحداث في أوروبا التي من شأنها أن تجعل في نهاية المطاف المملكة العربية السورية تحت الانتداب الفرنسي ، وكان هذا أيضا تحفيز للمجتمعات القومية السورية مثل آل الفتاة ” جمعية الشباب العربي ” لاتخاذ الاستعدادات لعقد مؤتمر وطني .
ودعت هذه المجتمعات القومية السورية إلي الاستقلال الكامل للمملكة العربية ، وتوحيد العالم العربي تحت قيادة الحاكم الأردني فيصل ، حيث عقدت الدورة الرسمية الأولى للمؤتمر السوري في 3 يونيو عام 1919 وانتخب عضو من آل الفتاة يدعي هاشم الأتاسي رئيس لها ، وفي يوم 25 يونيو ، وصلت لجنة للملك وكرين في دمشق مع موجة من المنشورات التي تقول “الاستقلال أو الموت” وفي 2 يوليو عام 1919، أصدر الكونغرس السوري عددا من القرارات المتعلقة بتشكيل سوريا كملكية دستورية مستقلة تماما وتعين فيصل ملكا عليها ، وطلب المساعدة من الولايات المتحدة ، ورفض أي من الحقوق التي تطالب بها الفرنسيين . وكانت آمال فيصل أن الأميركيين أو البريطانيين سيأتوا لمساعدتهم والتدخل ضد الفرنسيين ولكن سرعان ما تلاشت مع ما يعتبره الكثيرون حافزا ضد إنشاء وتدمير المملكة العربية السورية : بالاتفاق مع الأنجلو الفرنسية ، حيث ينص الاتفاق الأنجلو الفرنسية علي انسحاب القوات البريطانية من سوريا إشار إلي نهاية التدخل العسكري البريطاني في سوريا .
وفي نهاية المطاف ، سيضطر فيصل لعقد مفاوضات مع كليمنصو في يناير 1920 الذي ينص على أن الفرنسيين ستؤيد وجود الدولة السورية ، ولكن لن تنسحب قواتهم من سوريا التي سوف تظل محطة لهم طالما ظلت الحكومة الفرنسية هي الحكومة الوحيدة التي تزويدهم بالمستشارين والخبراء الفنيين ، ولكن لم تعد أخبار هذا الحل الوسط تبشر بالخير مع أنصار التفكير بشدة ضد الفرنسيين والاستقلال ، وضغطت على الفور علي فيصل لعكس التزامه مع فرنسا ، وهذا ما فعله .
الحرب الفرنسية-السورية –
وقعت الحرب بين القوات السورية والفرنسية ، علي بعد نحو 12 ميلا إلى الغرب من دمشق وذلك في 23 يوليو عام 1920 ، ودارت المعركة عندما انتقل الفرنسيين للاطاحة بالحكومة القومية المعلنة حديثا هاشم آل الأتاسي في عهد الملك فيصل . وتم مؤخرا الإعلان عن المملكة المستقلة في سوريا بعد أن هزم الجيش العربي بقيادة العثمانيين من قبل العقيد البريطاني توماس إدوارد لورنس وأسر دمشق . ومع ذلك ، ونتيجة للمفاوضات بين القوى الغربية في مؤتمر سان ريمو ، واتفاقية سايكس-بيكو السرية بين بريطانيا وفرنسا ، ووافقت عصبة الأمم بانتداب الفرنسيون على سوريا ، ولكن رفض فيصل وحكومته أن يعترف بها ، ورفض فيصل أيضا الاعتراف باستقلال لبنان من “سوريا الكبرى”. وقام الفرنسيون باقامة الجمهورية على بقايا الإقليم المتمتع بالحكم الذاتي ذات الأغلبية المسيحية العثمانية السابقة ، وتقدمت القوات الفرنسية من بيروت وكانت بقيادة الجنرال غورو . وورد أن بعض اللبنانيين الموارنة قاتلوا مع الجانب الفرنسي ، حيث أنهم كانوا غير راغبين في الانضمام إلى المملكة السورية التي يغلب عليها المسلمون . وعموما قاد القوات السورية يوسف العظمة ، الذي قتل في المعركة ، ولذا هزمت القوات الفرنسية بسهولة الجيش السوري المشكل حديثا حيث كان الملك في المنفى . وأصبحت تقام الإحتفالات المارونية المفتوحة هناك علي الفوز الفرنسي ، حيث بشرت المعركة بعهد جديد من الاستعمار الفرنسي ، وأدت إلى المزيد من الثورات في شمال سوريا ودمشق .
حرب التسلسل الزمني :
قيام الثورات في أنحاء البلاد :
في أعقاب المفاوضات مع كليمنصو في يناير كانون الثاني عام 1920 ، قامت هجمات عنيفة ضد القوات الفرنسية التي وقعت بشكل متقطع في انحاء سوريا وعلى نحو فعال ، ولذا تم تجميعها في المؤتمر السوري الذي عقد في مارس عام 1920 لإعلان فيصل ملك علي سوريا ، وكذلك لوضع المملكة العربية السورية رسميا مع هاشم الأتاسي كرئيسا للوزراء . وأعلنت إستقلال المملكة العربية السورية في دمشق يوم 8 مارس عام 1920 ، وذلك نتيجة خلاف ظاهر مع الفرنسيين حول طبيعة حكمها .
وقد تنكر لهذا العمل فورا من قبل البريطانيين والفرنسيين ، وعقد مؤتمر سان ريمو ودعوا معا من قبل عصبة الأمم في أبريل 1920 بإنشاء صراحة ولاية فرنسية فى سوريا ، ونشبت الحرب بين القوميين العرب السوريين مع الفرنسيين ، وكانت حملة مدمرة علي المعلنة المملكة العربية الجديدة من سوريا ، حيث بدأت بعدة حوادث عنف في المنطقة من قبل الميليشيات العربية ، مثل معركة تل حاي ، مما أدى إلى إرسال المزيد من الدعم الدولي من الفرنسيين .
وقررت عصبة الأمم بأن يظل الانتداب الفرنسي لسوريا كما هو مخطط لها ، وأصدر غورو الفرنسي في نفس العام انذارا للحكومة السورية إلى حل قواتها والخضوع للسيطرة الفرنسية . وقلق الملك فيصل من نتائج المعركة الدامية الطويلة مع الفرنسيين ، مما أضطره للإستسلام ، يوم 14 يوليو عام 1920، ولكن رسالته لم تصل إلى وزير الملك فيصل ، وقرر يوسف العظمة الدفاع عنها ، وتجاهل الملك ، وقاد جيشا إلى ميسلون للدفاع عن المملكة العربية السورية ومنع التقدم الفرنسي ، وتقدمت الحكومة الأردنية إلي دمشق على مضض على الرغم من وصول الانذار الفرنسي إليها .
معركة ميسلون –
على الرغم من قبول الملك فيصل لإنذار فرنسا ، ولكن رفض يوسف العظمة الاستسلام ، وأثار مجموعة صغيرة من الجنود المنحل والمدنيين ، ومدهم بالأسلحة الحديثة ، وجهزهم تجهيزا جيدا ، وقادهم إلى ميسلون ، وعلى الرغم من انه ليس لديه أوهام بشأن نتيجة المعركة ، أراد الله لـ يوسف العظمة – أن يكون واضحا في أن سوريا لن تستسلم دون قتال ، لحرمان الاحتلال الفرنسي من أي شرعية ، وأسفرت معركة ميسلون علي الهزيمة السورية الساحقة ، حيث كانت القوات الفرنسية تحت قيادة الجنرال Mariano Goybet وهزم بسهولة القوات السورية ، وقتل يوسف العظمة في معركة .
المراحل النهائية –
جرت المرحلة الأخيرة من الحرب يوم 24 يوليو 1920، عندما دخلت القوات الفرنسية دمشق دون أي مقاومة ، وفي اليوم التالي ، تم إلغاء المملكة العربية السورية ، وتم تثبيت الحكم الفرنسي رسميا . وبعد مؤتمر سان ريمو وهزيمة النظام الملكي للملك فيصل ، التي لم تدم طويلا في سوريا ، وبعد معركة ميسلون ، أعلن الجنرال الفرنسي هنري غورو بتأسيس الإدارة المدنية في المنطقة . وتم تقسيم المنطقة إلى ست ولايات ، وهي ولايات دمشق عام” 1920 ” ، ودولة حلب عام ” 1920 ” ، ودولة العلويين في عام ” 1920″ ، وجبل الدروز في عام”1921 ” ، والحكم الذاتي للواء إسكندرون في عام ” 1921 ” ويطلق عليه ” العصر الحديث هاتاي ” ودولة لبنان الكبير في عام” 1920 “، الذي أصبح فيما بعد الدولة الحديثة في لبنان .