المدرب الأسباني إيمري الذي أصبح حديث العالم
منذ بداية كرة القدم نجد أختلاف ما بين ممارسي كرة القدم حول العالم فالأختلاف هنا أختلاف جوهري فالرياضة في العادة تقسم الرياضيين الى فئات فهناك مثلا قارة تتقدم على قارة في لعبة ما مثل كرة القدم فقارة أوروبا منتخبتها متقدمة في التصنيف عن قارة أسيا و أفريقيا مثلا ، وكذلك الأندية الأوروبية تكون في فئة أعلى من الفرق الأسيوية والأفريقية وهذا ليس عنصرية وأنما راجع للنتائج التي تظهر دائما تفوق أبناء القارة العجوز على قارتي أفريقيا وأسيا ، نفس الأمر هنا ينطبق على اللاعبين فهناك لاعبين ب 100 مليون دولار وهناك لاعب أخر ب 50000 دولار وهذا راجع لفرق الأمكانات ما بين هذا وذاك ، نفس الأمر ينطبق على المدربين ، فهناك مدربين على مستوى تدريبي يصنف من الفئات الأولى وهناك مدربين يأتون في المرتبة الأقل ، وهكذا ولعل المدربين الذين في المرتبة الأولى منطقيا يكونوا على نفس الأمر يدربون أفضل الأندية في العالم مستغلين هذا الشخص الذي من الممكن أن يضيف لفريقهم ، وفي السنوات الأخيرة ظهر على الساحة كثير من المدربين المخضرمين وفي نفس الوقت يتميزون بصغر السن عن أقرانهم وهناك جيل الخبرة الذي مازال يعطي كرة القدم بخبرته وجهده وعطائه رغم أنه تعدى الستون عاما ورغم كبر السن تجد أن بعض الأندية الكبيرة والمنتخبات تسعى للتعاقد معهم ، أما المدربين الشباب في عالم التدريب فأنهم من يمتلكون الساحة الكروية الأن وتسعى كثير من الأندية الى تغير ثقافتها والتطور من خلال أعطاء الفرصة لهولاء الشباب الذين يسعون لأثبات الذات ومن ضمن هؤلاء المدربين هو المدرب الأسباني أوناي إيمري والذي يعتبر من أفضل المدربين في الوقت الحالي على مستوى العالم وفيما يلي أهم معلومات عن هذا المدرب.
أوناي إيمري اللاعب :
أوناي إيمري هو مدرب كبير أستطاع في وقت قصير أن يكون حديث العالم نظرا لما يقدمه من مستويات كبيرة مع فريق باريس سان جيرمان وتألقه معه في بطولة دوري الأبطال الأوروبي .
أوناي إيمري أتسوغوين ولد في 3 نوفمير 1971 في أسبانيا ، لعب كرة القدم من خلال نادي ريال سويسيداد وكان يلعب في خط الوسط ، شارك مع فريق الرديف خمس سنوات وكان لاعب أساسي وقتها ولكنه لم يصعد للفريق الأول الا عام 1995 فاشرك فقط في خمس مبارايات ، أنتقل بعدها لفريق توليدو وأستقر به أربع سنوات شارك خلالها 126 لقاء ، وفي عام 2000 أنتقل الى نادي راسينغ فيرول وشارك في 61 لقاء ، وفي عام 2002 أنتقل الى نادي ليغانيس وشارك في 28 لقاء ، وفي عام 2004 أعلن اللاعب أعتزاله بعد قضاء عام مع فريق لوركا ديبورتيفا .
أوناي إيمري المدرب :
بعد الأعتزال أتجه إيمري الى التدريب مباشرة وراي أن هذا المجال هو الأفضل له بعد أعتزال كرة القدم وجاءت له فكرة التدريب من خلال فريقه الذي أعتزل به عندما كان يعاني من حيث النتائج فقرر إيمري قبول المهمة والأشراف على فريق لوركا ديبورتيفا في موسم 2004-2005 وقادهم للصعود من الدرجة الثالثة الى الدرجة الثانية وقدم مع الفريق في الموسم التالي نتائج رائعة جعلته يحصل على المركز الثالث وفي نهاية الموسم الثاني تلقى عرض من فريق ألميرية والذي وافق على الفور من أجل خوض تجربة جديدة مع الفريق .
مع نادي ألمرية تسلم القيادة في موسم 2006-2007 وأستطاع أن ينتشل الفريق من القارع الى القمة وأحتلال المركز الثاني في الدوري الأسباني الدرجة الثانية ، فصعد الى الدوري الممتاز وفي موسمه الأول حقق نجاحات كبيرة جعلت الفريق يستمر في الدوري ، وفي الموسم التالي أحتل مع الفريق المركز التاسع وأستطاع أن يفوز على فالنسيا وبرشلونة والتعادل مع الريال .
في موسم 2008 أنتقل إيمري الي نادي الخفافيش وفي موسمه الأول مع الفريق واجته بعض الصعوبات بعد الخسارة عشر مباريات بالدور الأول جعلته يبتعد عن الصدارة ولكن قبل نهاية الدور الثاني أستطاع أن يفوز بخمس مباريات متتالية قبل أن يحقق الفوز على نادي ريال مدريد بثلاثية ليحتل المركز السادس في أول موسم ، وفي الموسم الثاني تألق مع الفريق وأستطاع قيادة الفريق في الدوري ليحتل المركز الثاني ليشارك بدوري الأبطال الأوروبي والذي لم يستغل الفرصة بالصورة الكافية ورحل الي الدوري الأوروبي بعد خروجه من مسابقة دوري الأبطال ، وفي العام الثالث والعام الذي يليه حافظ مع فالنسيا على أحتلال المركز الثالث في جدول ترتيب الدوري الأسباني وفي نهاية عقده وقع عقد مع فريق سبارتك موسكو بالدوري الروسي ليخوض مرحلة جديدة .
تجربة سبارتاك موسكو لم تكن قوية للمدير الفني مع الفريق فقد قدم معهم نتائج مخزية للغاية خاصة مع الفرق الكبري مثل زينت الذي خسر بخمسة أهداف ، ثم المباراة الأخيرة مع الخصم الأكبر دينامو موسكو بخمسة اهداف لهدف ليعلن بعدها النادي أقالة المدرب الأسباني .
بعد رجوع إيمري الى أسبانيا مرة أخرى أعلن نادي أشبيلية عن تعاقده مع المدرب في صيف 2013 وفي أول موسم للفريق لم يقدم المطلوب منه وأحتل المركز التاسع وهو مركز لا يليق بفريق بحجم أشبيلية ولكن لحسن الحظ أن هذا العام وبسبب أستبعاد أصحاب المراكز السادس والسابع من البطولات الأوروبية شارك فريق أشبيلية في بطولة الدوري الأوروبي وأستطاع أن يفوز بها وفي الموسم التالي أحرز المركز الخامس بالدوري وشارك بالدوري الأوروبي وفاز أيضا بلقبها وفي عام 2016 يستطيع إيمري قيادة الفريق الى المرة الثالثة في بطولة الدوري الأوروبي ليكون أول مرة بالتاريخ وفي النهاية فسخ المدرب تعاقده مع النادي بعد تلقيه عرض كبير ومغري من فريق باريس سان جيرمان الفرنسي والذي أنتقل اليه في موسم 2016 وحقق معهم بطولة كأس الأبطال الفرنسية ويطمح هذا المدرب في تحقيق الكثير مع هذا النادي حيث يقدم معهم مستويات كبيرة حتى الأن .