أصبحت دولة الكويت الأن تضمن جيشاً من أقوى الجيوش على مستوى دولة الكويت ، ولكن قديماً ربما كان الوضع مختلفاً بعض الشئ ، حيث كان الأمن قديماً في الكويت يعتمد على الفداوية، وهم عبارة عن مجموعة الرجال المسلحين والتابعين إلى أمير الكويت آنذاك ، أما عن الأسواق فكان لها حرس مستقل يسمونهم بالنواطير ولا يتجاوز عددهم العشرين حارساً على الأكثر وذلك في عام 1929 ، وفي نفس العام تم تأسيس دائرة البلدية في الكويت والتي تولت مهمة تنظيم شؤون حرس الأسواق، بالإضافة إلى جباية رسم الحراسة من الدكاكين، واستمر هذا الأمر عدة سنوات إلى أن جاء عام 1938 يحمل العديد من التغييرات.

دائرة الأمن العام 1938 :

وفي عام 1938 قام الشيخ أحمد الجابر الصباح بتأسيس دائرة الأمن العام في الكويت والتي كان مقرها في ساحة الصفاة بوسط مدينة الكويت، وفي بداية تأسيسها لم يتجاوز عدد أفراد قوة الشرطة التابعة لدائرة الأمن العام عن حوالي 60 فرداً آنذاك ، ولا ينضم إلى هذا العدد قوات الفدواية وهو قوات حرس الأمير الخاصة ، كما تولى الشیخ على الخليفة الصباح رئاسة دائرة الأمن العام منذ بداية تأسيسها حتى وفاته في عام 1942 ، وتولى خلفه الشيخ عبد الله المبارك الصباح الذي كان يشغل آنذاك منصب نائب رئيس دائرة الأمن العام قبل ذلك .

تطوير دائرة الأمن العام 1951 :

وفي عام 1948 تم تأسيس قوة الحدود والأمن بداخل دولة الكويت والتي انضمت إلى دائرة الأمن العام وفي عام 1953 تم تغيير اسمها إلى الجيش الكويتي وتم تقسيمه آنذاك إلى قوات أمن وقوات حرس حدود ، كما استقل كلا من ادارة الأمن العام والشرطة والجيش، لكن استمر كلا القوتين تحت قيادة الشيخ عبد الله المبارك. وفي نفس العام أيضاً تم تأسيس القوة الجوية الكويتية من خلال تأسيس نادي الطيران بمطار النقرة والذي كان تابع إلى دائرة الأمن العام في الكويت آنذاك ، وضم هذا النادي 8 طائرات بريطانية من أنواع أوتوكار وأيجليت للتدريب وتم تخريج أول طيارين كويتيين في 1954، ثم بعثوا إلى المملكة المتحدة للتدريب المتقدم.

في عام 1957 تم إقامة أول عرض عسكري لقوات الأمن العام الكويتي بحضور رئيس أركان حرب القوات البرية البريطانية في الشرق الأوسط السير جيفري بورن ، وبلغ عدد القوات آنذاك 2,500 فرد منهم 1,000 فرد لحرس الحدود و1,500 لقوات الأمن في الكويت .

وبعد استقلال دولة الكويت تم إعادة تنظيم دائرة الشرطة من جديد لتصبح تابعة لوزارة الداخلية وذلك في عام 1962 ، كما قامت الشرطة الكويتية بتدريب منتسبيها منذ بداية تأسيسها في عام 1938 وتبلورت هذه الجهودات في إنشاء كلية الشرطة ، وذلك في عام 1969 والتي سميت فيما بعد بأكاديمية سعد العبد الله للعلوم الأمنية.

ومنذ ذلك الحين توسعت إدارات وزارة الداخلية كي تواكب التوسعات التي شهدتها المحافظات في الكويت خلال هذه الفترة ، وفي عام 1996 قام الجيش الكويتي بإنشاء كلية مبارك العبد الله للقيادة و الاركان المشتركة وقامت هذه الكلية بتخريج منتسبيها من الضباط بدرجة الماجستير في العلوم العسكرية و الحصول على لقب ضابط ركن ، و تعد هذه الكلية أفضل كلية قيادة وأركان في الخليج العربي بشهادة السفارة البريطانية بالكويت.

وفي عام 2001 أقر مجلس الوزراء الكويتي مشروع الشرطة النسائية وبالفعل تم قبول أول دفعة من الشرطة النسائية في أكاديمية سعد العبد الله في الكويت في عام 2007 ، ومازالت هذه الاكاديمية تخرج العديد من الدفعات المميزة التي يمكنها أن تقدم خدمتها لدولة الكويت .