قرية الخزنة قرية لا يبصر أهلها إلا في الليل
من أكثر الأمور المرعبة هي أن نعيش في الظلام حتى لو كان الأمر اختياريا، فما بالك بقرية بالكامل يعيش أهلها في الظلام إجباريا، فهل يمكن العيش فعلا في الظلمة؟ فنحن نخشى على نفسنا أن ننام في الظلام لمجرد النوم ونتلمس طلوع الشمس حتى تشرق بنورها على الجميع، فالحياة في الظلام هي حالة قرية بأكملها هي قرية الخزنة باليمن والمعروفة باسم ” قرية العميان” والتي يعيش سكانها في حالة من الغليان بسبب الحروب إضافة إلى حالة نادرة واستثنائية وهي العيش في الظلام، حيث يطبق العمى على سكان قرية الخزنة الواقعة في منطقة بني الحسن بمديرية عبس الساحلية في محافظة حجة، وقد عرف عن أهلها أنهم لم ينعموا بنعمة الإبصار إلا في الليل حيث الظلام الدامس، فما حقيقة هذا الأمر ؟
قصة قرية الخزنة “قرية العميان”
تقع قرية الخزنة أو ما تعرف ب “قرية العميان” في منطقة بني الحسن بمديرية عبس الساحلية في محافظة حجة جنوب غربي العاصمة اليمنية صنعاء، حيث يعيش أهلها في حالة من الفقر المدقع مع نقص شديد في الكهرباء والمياه والمواد الغذائية، ويتعرضون لظاهرة استثنائية وهي إصابتهم بالعمى نهارا ومع بزوغ الشمس وتتحسن حالتهم البصرية مع غروب الشمس وفي الظلام الدامس، وصار أهل هذه القرية محط أنظار واهتمام العلماء والأطباء لمعرفة الأسباب الأساسية لهذه الظاهرة الغريبة والاستثنائية وهل هي مرض وراثي.
التفسير الطبي لهذه الظاهرة
البحث عن الأسباب التي جعلت حالة سكان قرية الخزنة تصل إلى هذا الحد من الغرابة والدهشة هو أن السبب يعود إلى اضطرابات وراثية بأهل القرية، حيث توصل الأطباء والعلماء والباحثون إلى هذا السبب الموجود في أهل هذه القرية على وجه الخصوص وبشكل استثنائي بعيدا عن باقي مناطق اليمن، حيث تبين من خلال البحث أن سكان هذه القرية يعانون من مرض في شبكة العين هو المسؤول عن استقبال الضوء، ففي كل عين هناك نوعان من المستقبلات واحد منها مسؤول عن استقبال ضوء الليل والآخر مسؤول عن استقبال ضوء النهار ، وأهل قرية الخزنة لا يملكون هذه الاستقبالات التي تمتص أشعة الشمس لذلك سيصابون بالعمى أو فقدان البصر في أثناء النهار، والغريب أنه لا يوجد علاج إلى الآن لهذه الحالة سوى إجراءات وقائية بارتداء النظارات الشمسية الطبية أثناء النهار للرؤية بدون أضرار والاستمتاع بحياة طبيعية خلال النهار.
وقد ذكر أحد سكان هذه القرية من فترة لأحد المواقع الإخبارية أن أكثر من 40 أسرة قد أصيبت بالعمى في القرية، وأشار بأن أحد رجال الخير قد أتى بطبيب أجنبي وقام بالكشف على سكان القرية المصابين بهذا المرض واتضح أن هذا المرض يأتي بسبب مشكلة خاصة بالشبكية الخاصة بالعين ويحتاج إلى عمليات بأسعار باهظة، وأشار أن المولود يولد مبصرا وبعد سن السادسة من عمره يصاب بالعمى حيث يقول الأطباء بأن الطفل يولد مصابا بالجينات وحين سن المدرسة يكتشف أنه لا يستطيع القراءة وأنه مصاب بالمرض نفسه.