قصة نجاح محمد العسيري من سوق الخضار حتى مشروع طائرات F-15
الشباب هم سواعد المستقبل، بأيديهم يغيرون ملامح المستقبل للأفضل، وبفضل إرادتهم وطموحاتهم من الممكن أن يصنعون المستحيل، فمستقبل أي أمة يتوقف على الشباب، فمهما كان طريق المستقبل ملئ بالعثرات فبالإرادة والعزيمة تمحى هذه العثرات ويمهد الطريق لغد أفضل بإذن الله تعالى، فقصص النجاح بالمملكة كثيرة جدا خاصة قصص نجاح الشباب الذين استطاعوا أن يغيروا حياتهم ومستقبلهم إلى الأفضل والذي ينصب بلا شك في مصلحة الوطن، وقصتنا اليوم هي قصة شاب طموح بدأ رحله كفاحه من سوق الخضار ليجتهد ويتميز حتى وصل إلى مشروع طائرات F-15 بشركة السلام لصناعة الطيران وهو الشاب ” محمد على العسيري” ، فما هي قصة نجاحه؟ هذا ما سوف نورده في هذا المقال
قصة نجاح الشاب محمد العسيري
روى الشاب محمد علي العسيري الذي يبلغ 38 عاما لصحيفة المواطن قصة نجاحه، فهو من سكان قرية الغال في ربيعة ورفيدة بمنطقة عسير بدأ بالعمل في محل للاتصالات وكان يعمل 8 ساعات يوميا وبراتب 1500 ريال حينما كان يدرس بالصف الثالث الثانوي، فلم يكن عمله به أي راحة أو جازة، ولكن متعته الحقيقية في شعوره بأنه أصبح يعتمد على نفسه، وحينما تخرج من الثانوية العامة لم يؤهله مجموعه للالتحاق بالكلية ولكنه رضي بما قدره الله له.
وكانت ثاني محطة من محطات رحله كفاحه هي التقدم لمكتب عمل قد أحاله إلى شركة اتصالات مسبقة الدفع حيث تم توظيفه متدربا صيفيا براتب 1500 ريال لمدة شهرين، وكانت طريقة العمل هي أن تضع الشركة كشك في أحد المجمعات التجارية الضخمة في الرياض ويقوم بالتوزيع حيث كان موزعا معتمدا وحقق الكثير من الإنجازات، ثم عمل بسوق مؤقت في الشهر الثاني وكانت من التجارب الناجحة والتي أكسبته الكثير من الخبرات، وعليها فقد تقدمت الشركة بعقد رسمي له ليصبح مندوب مبيعات براتب 3200 ريال ويصبح موظفا رسميا.
وبعدها قرر أن يترك شركة الاتصالات ليعمل في محل للخضار والفواكه مع أحد جيرانه براتب 1800 ريال من الفجر وحتى العصر، ثم يذهب للعمل في محل ملابس نسائية براتب 2000 ريال حتى الساعة 11 ليلا، وكانت هذه المرحلة مرهقة جدا، وبعدها قرر العمل بمحل للذهب والمجوهرات لمدة تقارب من العام ومرتبها جيد ولفترتين صباحية ومسائية.
بداية عمله في شركة ” السلام للطائرات”
كانت بداية العمل في شركة السلام للطائرات عندما أخبره أحد الأصدقاء بأن هناك شركة تابعة لبرنامج التوازن الاقتصادي هي شركة السلام للطائرات والتي تحتاج إلى أفراد أمن صناعي، فالغريب أنه قد رفض الفكرة من البداية لعلمه بقلة رواتب مهنة الأمن، ولكن أخبره صديقه بطبيعة المرتبات والحوافز وبالفعل تقدم وعمل بإدارة الأمن والسلامة ومكث فيها 4 سنوات .
ثم عرف ببرنامج تدريب لمدة سنتين في الشركة ينتهي بالتوظيف، وهنا قرر أن يخوض هذه التجربة، وبالفعل تحدث مع أحد المسؤولين في قسم الصيانة والتحق بالتدريب لندة سنتين، وبعدها تم تعيينه في قسم الأجزاء الداخلية للطائرة للعمل بمشاريع الشركة للطائرات المدنية والطائرات الخاصة VIP طائرات 130_C وطائرات الاواكس، ولم يتوقف طموحه عند هذا الحد بل طور من نفسه ومن قدراته حتى أنه استمر لمدة 8 سنوات في هذا القسم وبعدها فكر بالالتحاق بتخصص آخر حيث تم قبوله في مشروع طائرات F-15 والتدريب لمدة سنتين على هذا التخصص بنجاح ليتم تعيينه في هذا المشروع.
رسالة العسيري للشباب
محمد العسيري هو شاب مثله مثل باقي الشباب استطاع أن يصنع المستحيل ويصنع مستقبله الذي يخشى الكثير من الشباب الخوض فيه لأسباب كثيرة أبرزها نظرة المجتمع له، ولكن في الحقيقة فإن النجاح يأتي بعد خطوات طويلة، لذلك وجه العسيـري في نهاية حديثه رسالة إلى الشباب بضرورة الصبر والاجتهاد والتحمل حتى يصبحوا نافعين لوطنهم ولأنفسهم، ويصبحوا من أهم قصص النجاح في المملكة.