الإيطالي ” أنريكو فيرمي ” مخترع المفاعل النووي.
من هو انريكو فيرمي مخترع المفاعل النووي؟
عالم شهير ينسب اليه الفضل في انتاج اول مفاعل نووي في التاريخ مع فريق آخر من العلماء، ولد في التاسع والعشرون من شهر سبتمبر عام 1901 وكان يعمل كأستاذا بجامعة روما الايطالية، له العديد من الاكتشافات والنظريات التي كان سببا في ارساء قواعدها بجانب انتاج المفاعل النووي، كإرساء مبادئ نظرية الكم واكتشافه للعنصر رقم 93 في الجدول الدوري الحديث الذي قام بترتيبه العالم الروسي مندليف وذلك كان قبل سنوات عديدة من مولد انريكو في عام 1869، حصل انريكو فيرمي على جائزة نوبل في الفيزياء وذلك كان في عام 1939.
ظل هاجس تحويل عنصر ما إلى عنصرا اخر يراود فيرمي الامر الذي دفعه لأن يطالب ادارة جامعته روما بان تحضر له عينه من عنصر الراديوم المشع والذي كانت ماري كوري قد اكتشفته، كان وقتها العنصر الوحيد القابل للتحول ولكن الجامعة لم تكن قادرة على تحمل تكاليف شراء جراما واحدا من الراديوم حيث بلغ سعر الجرام في ذلك الوقت 34 الف دولار.
لجأ فيرمي الى حيلة اخرى للتغلب على هذه المشكلة وهي انه قام باستبدال عنصر الراديوم بغاز الرادون المشع وهو غاز يتكون من تحلل عنصر الراديوم، وبالفعل بدأ فيرمى اجراء اول اختباراته على هذا الغاز عبر وضعه داخل انبوب بصحبة احد المساحيق، والنتيجة كانت مذهلة بحق حيث اخذ الغاز يطلق اشعاعات لايام ثم توقف بعد ذلك! وهنا كان فيرمي يواجه اكتشاف اخر وهو ان الراديوم او بقاياه من الممكن ان يقوموا بالتحول الى عناصر اخرى.
الفاشية النازية كانت السبب الأساسي الذي دفع فيرمي للبحث عن أرض جديدة ليستكمل بها أبحاثه، فوقع اختياره على الولايات المتحدة الامريكية وبالفعل حزم حقائبه وسافر الى هناك وبمجرد ان وطأت قدماه ارض المطار كانت الاخبار قد تداولت عن وصول العالم الايطالي الشهير مكتشف العنصر 93، ففتحت له جامعة كولومبيا بولاية نيويورك الابواب على مصرعيهما ليكمل ما قد بدأه من تجارب.
مساعدة اينشتاين :
محاولات فيرمي الدؤوبة بمساعدة زميله العالم المجري زيلارد كان ينقصها كميات مناسبة من اليورانيوم لإجراء التجارب اللازمة، ولذا قام بمطالبة الحكومة الامريكة أن تمده بما يريد وبالفعل قامت عددا من الطائرات الامريكية بنقل كميات كافية من خام اليورانيوم من عدة دول مثل الكونغو البلجيكي (زائير) وكندا، كان فيرمي يحاول تحقيق النظرية التي شرحها العالم اينشتاين والتي تفيد بان الطاقة يمكن ان تنطلق من المادة فيما عرفه بالنظرية النسبية الخاصة.
وصلت انباء محاولات فيرمي والحكومة الامريكيه الي قلب النازية النابض هتلر، مما جعله يقوم باعطاء الاشارة الى جميع العلماء الالمان ان يقوموا ببحوثهم على الذرة للتوصل الى امكانية استخدامها في الحرب، في ذات الوقت كان فيرمي يحاول اقناع حكومة واشنطن بفكرته التي تعتمد على ضرورة اقامة تجارب على التفجير المتسلسل لليورانيوم، لان قوته التفجيرية سوف تكون اقوى مئات المرات من أي مفجر اخر عرفه العالم، ولجأ في هذا الامر الى مساعدة العالم اينشتاين.
وافق اينشتاين على تقديم يد المساعد لفريمي واضاف الى خطاب المساعدة الذي كان فيرمي في سبيله لان يرسله الى حكومة واشنطن حيلة غاية في الدهاء لكي يحث الحكومة للموافقة على طلب فيرمي، حيث نوه في الخطاب الى ان الحكومة الالمانية بقيادة هتلر قد توقفت عن شراء المزيد من اليورانيوم وهذا يعني ان بحوثهم اوشكت على النجاح! انهى هتلر خطاب فيرمي بجملة تقول (إن الإنسان لأول مرة في التاريخ، سوف يستخدم الطاقة التي لا تأتي من الشمس).
وافقت الحكومة الامريكية على طلب العالمين اينشتاين وفيرمي على الفور، وفي الحال كانت ما تسمى بلجنة “شئون اليورانيوم” تقوم بدورها لتسهيل الامور على العلماء المساهمين في مشروع تجارب اليورانيوم، وهم أوتو هان الألماني، ونيلز بور الدانمركي، وجيمس شادويك البريطاني، وأوتو فريش وأندرسون السويسريان، وإميليو سيجريه الإيطالي، وإيرين جوليو الفرنسية وليز ميتنر النمساوية بالاضافة الى الايطالي فيرمي.
نجاح التجارب :
في الثاني من ديسمبر من عام 1942 تكللت محاولات فريق العلماء بالنجاح حيث توصلوا الى نتائج تفيد بارتفاع في درجات حرارة ركام اليورانيوم واصبح هذا اليوم هو يوم مولد عنصر الذرة المتحول، ارسل العلماء يزفون الاخبار الى حكومة واشنطن في خطاب اعربو فيه عن سعادتهم بالنتائج التي توصل اليها الفريق بقيادة فيرمي قائلين (الملاح الايطالي وصل الى الدنيا الجديدة)، ولاحقًا بعد ثلاث سنوات تمكنت الولايات المتحدة الامريكية من بناء اول مفاعل نووي في التاريخ تحديدا في 26 يوليو عام 1945، والذي اطلقت منه اول قنبلة نووية على مدينة هيروشيما اليابانية وبعدها بثلاثة ايام قنبلة اخرى على مدينة ناجازكي.
وفاته:
توفي انريكو فيرمي في الثامن والعشرون من نوفمبر من عام 1954 في ولاية شيكاغو بالولايات المتحدة الأمريكية.