ماهي صفات الداعي إلى الله ؟
كان قد خص المولى عز وجل المسلمين بنعمة الدين الإسلامي والتي هي من أكبر النعم فكان لزاماً على المسلمون القيام بشكر الله عز وجل على تلك النعمة ، و الفضل منه ، وذلك عن طريق الدعوة إلى الله جل شأنه والإيمان به وبرسوله وتنبيه الغافل ، و القيام بتعليم الجاهل بالشكر تدوم النعمة ، وتزداد ، فالدعوة إلى المولى عز وجل لها أهمية عظيمة ومكانة غير محدودة في الدين الإسلامي حتى إن بعضاً من علماء المسلمون اعتبروها من أركان الدين الإسلامي ، وذلك راجعاً لمكانتها ،عظيم أجرها وأثرها فمن المعلوم أن الدعوة إلى الله جل شأنه هي تلك المهمة العظيمة التي أرسل بها الله عز وجل جميع أنبياؤه ورسله إلى البشر ثم كان سيد جل شأنه هذا علاوة على أن الدعوة إلى الله عز وجل هي سبباً أساسياً في حفظ النفس وحفظ الأمة من نزول العقاب والهلاك عليها من عند المولى جل شأنه فالساعة لا تقوم إلا بعد هلاك جميع من يدعون إلى الله جل شأنه من جانب البعض من البشر .
صفات الداعي إلى الله عز وجل
:
– يتم إطلاق لقب الداعية إلى الله على كل من أخذ على عاتقه مهمة الدعوة إلى الله تعالى سواء كان ذلك في مجتمعه أو في مجتمعات أخرى ، ولكي يتمكن الداعية إلى الله سبحانه وتعالى من القيام بدعوته وتحصيل الغاية التي يسعى إليها عن طريقها ألا وهي هداية الناس إلى طريق الله عز وجل فعليه أن يتحلى بالعديد من الصفات ومنها :-
العلم الشرعي
أولاً :-
امتلاكه للعلم الشرعي الكافي للقيام بالدعوة إلى الله ، وذلك يكون من خلال قدرته على إجابة أسئلة الناس المختلفة ومعرفته بمواطن التحليل والتحريم في الدين الإسلامي .
الاخلاص في العمل
ثانياً :-
إخلاصه للعمل ، وهو أن يكون لله عز وجل وأن يوجه نيته في كيفية ترغيب الناس في الدين الإسلامي والقيام بهدايتهم إلى طريق الخير والصلاح وحمايتهم من عذاب النار ، وذلك طمعاً منه في ثواب المولى عز وجل .
الاسلوب الرقيق
ثالثاً :-
أن يقوم الداعي بإتباع أسلوباً رقيقاً وطيباً في دعوته بل القيام باحتيار ذلك الأسلوب السهل الذي يتناسب مع من يقوم بدعوته إلى الله ، وذلك من خلال اختياره الأسلوب يتناسب مع عمره ودينه ولغته ومكانته الاجتماعية أو العلمية في مجتمعه .
القدوة الحسنة
رابعاً :-
أن يتصف الداعي إلى الله بصفات النبي صلى الله عليه وسلم وتقليده ، فهو القدرة الحسنة التي يدعو الداعي الناس إلى الاقتداء بها ، ولذلك فالأولى أن يقتدي به هو أولاً في كل تصرفاته أو سلوكياته وأفعاله .
اجتناب الغضب
خامساً :-
اجتناب الغضب في خلال الدعوة إلى الله من جانبه أو استعجاله للنتائج من جانب الناس .
الصبر و الحلم
سادساً :-
تحليه بصفات الصبر والحلم فالداعية عادة ما يواجه بالرفض وعدم القبول ، وفي أحيان عديدة قد يصل الأمر إلى السباب والإهانة من جانب الناس الذين يقوم بدعوتهم ، ولذلك فإن عليه أن يتصف بالصبر والحلم الشديد .
سابعاً :-
القدرة العالية على تقدير الأمور والناس بشكلاً صحيحاً ، وذلك من خلال اختيار الداعية للوقت المناسب للحديث والنصح والوقت المناسب للصمت والاستماع .
ثامناً :-
تحليه بالبشاشة والصدر الرحب والعقل فكل تلك الصفات هي صفات أساسية يجب أن تكون متوفرة في شخصية الداعية إلى الله فالغلظة أو سوء الطباع والتنفير وكثرة الوعيد للناس عنه وعما يقوم بالدعوة إليه .
تاسعاً :-
التعلم و الاستفادة من تلك الخبرات السابقة للدعاة في عرض الدعوة .
عاشراً :
– استعداد الداعية غلى الله للتضحية من أجل دعوته سواء بوقته أو بماله أو براحته .
الشجاعة
إحدى عشر :-
تحلي الداعية بالثبات والشجاعة في مواجهة المحن أو الشدائد فمن المعروف أن الداعي إلى الله ، وفي خلال دعوته من الممكن أن يتعرض للكثير من الشدائد أو المحن ، و التي تكون من تدبير أعدائه والذين يحاولون بكل الطرق والوسائل إيقافه عن القيام بدعوته .
العمل بالقران الكريم و السنة النبوية
أثنى عشر :-
إكثار الداعية من الاستشهاد بأيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة والقصص فمن المعروف أن الإنسان بطبيعته يتعظ ويتعلم عن طريق ضرب الأمثال له .
ثلاثة عشر :
– تجنب الداعي إلى الله دائماً أماكن الاتهام أو السوء فمن الممكن أن يجد الداعي إلى الله نفسه في مواقف من غير مقصد منه تسئ إليه أو تشكك في أخلاقه ، ولذلك فإنه ينبغي له دائماً أن يكون شديد الحيطة ، و الحذر .
التواضع
أربعة عشر :-
تحلي الداعية إلى الله بصفة التواضع وعدم الغرور بما يملكه من العلم ، فلا يقوم بمدح نفسه ولا يزكيها .
محبة الناس
خمسة عشر :-
قدرته على جلب محبة الناس إليه ورغبتهم في القرب منه ، وذلك يكون من خلال أخلاقه العالية وحسن تعامله مع الناس وقيامه بمشاركة الناس لهمومهم وأفراحهم وما إلى غير ذلك من الأمور الاجتماعية التي ستعمل على جذب الناس عليه وحبهم له .