كيفية اعتناء الإسلام بالصحة ؟
كانت قد أتت الشريعة الإسلامية للعمل على حفظ النفس البشرية من شتى جوانبها ومن بين تلك الجوانب الهامة منها هي صحة الإنسان سواء صحته النفسية أو البدنية ، حيث أن من ضمن غايات الدين الإسلامي الحنيف هو حفظ العقل والنسل ومنع الأضرار بهما بأي شكل كان والشريعة الإسلامية هي شريعة تهدف أن يكون الإنسان في أكمل صحته وعافيته سواء النفسية أو الجسدية وان يظل بما من وبعيداً عن كل الآفات الصحية والأمراض والعلل التي لو نالت منه ستعمل على انهاك صحته وقدرته وبالتالي سيكون لها بشكل عام تأثيراً سلبياً على المجتمع ككل فالفرد هو جزء من تكوين المجتمع ، ولهذا لم تغفل الشريعة الإسلامية الجانب الصحي في حياة الفرد المسلم بل عالجته من خلال منهجية سليمة وواضحة علاوة على إرشادات نبوية عظيمة تناولت الكثير من الأساليب التي من خلالها يتمكن المسلم من الحفاظ على صحته وقوته وعافيته ولعل من أبرز الدلائل على ذلك الحرص الشديد من جانب الإسلام على الصحة البشرية هي تحريمه للخمور وللتدخين وللمخدرات والتي كلها تعمل على انهاك صحة الإنسان وتدميرها بشقيها النفسي والجسدي .
كيفية اعتناء الدين الإسلامي بصحة الفرد المسلم :
– يوجد العديد من الأدلة التي توضح مدى الاهتمام العالي والشديد للدين الإسلامي بصحة الإنسان و منها :-
أولاً :-
تحريم الدين الإسلامي للآفات الصحية والتي تؤثر على صحة الإنسان ، و تعمل على الحاق الضرر بها مثال الخمور وآلتي ورد تحريمها في القرآن الكريم بشكل مباشر ، و واضح علاوة على تحريم الشريعة الإسلامية لأي أمر يقاس على الخمر سواء في تغييبها للعقل أو في ضررها الجسدي ، حيث كانت القاعدة الإسلامية الصريحة في ذلك (لا ضرر ولا ضرار ) .
ثانياً :-
أمر الإسلام بالاعتدال في المأكل والمشرب من جانب الفرد المسلم فلا يأكل الفرد أكثر من حاجته وقد أكدت نتائج الدراسات العلمية والطبية الحديثة على أن إسراف الإنسان في الطعام له العديد من الآثار السلبية والأضرار على صحته والتي تعمل على إصابته بالأمراض مثال مرض السكري وأمراض القلب والسمنة بمشاكلها المتعددة .
ثالثاً :-
تأكيد الإسلام على أهمية ممارسة الرياضة والتي تعمل على تقوية الجسم البشري و إعطاؤه القوة والنشاط علاوة على أنها من ضمن أسباب توفير الحماية له من الأمراض نتيجة دعمها القوي للجهاز المناعي البشري .
رابعاً :
– رؤية الدين الإسلامي في إعفاءه للمريض من الصلاة ، و هو واقفاً أو ساجداً قي حالة عدم تمكنه نتيجة ظروفه الصحية من ذلك و اكتفاءه بأن يؤدي صلاته وهو جالس أن أستطاع ، وذلك من أجل الحفاظ على صحته .
خامساً :
– تحريم الدين الإسلامي لتناول لحم الخنزير والذي أثبت العلم الحديث مدى أضراره القوية والمدمرة على صحة الإنسان .
سادساً :-
منع الدين الإسلامي الاقتراب من الشخص المريض بمرض معدي وذلك خوفاً على صحة الشخص السليم من إمكانية انتقال العدوى له .
سابعاً :-
حث الدين الإسلامي على ضرورة زيارة الشخص المريض وذلك من أجل مواساته والتخفيف عنه علاوة على رفع روحه المعنوية وهذا شكل من أشكال اهتمام الإسلام بالصحة النفسية للإنسان .
ثامناً :-
قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( أن لبدنك عليك حق) وهذا معناه أن الفرد المسلم مكلف بشكل ملزم بالمحافظة على صحته ، و أن عليه إلا يقوم بإرهاق نفسه ولو بالصلاة على حساب نومه وراحة جسده .
تاسعاً :-
أمر الدين الإسلامي بالحفاظ على النظافة الشخصية للفرد من خلال نظافة ملابسه وتقليمه لأظافره وأسنانه وفرض الوضوء عليه قبل أدائه للصلاة وذلك من أجل الحفاظ على صحته وحمايته من الأمراض التي من الممكن أن تصيبه في حالة عدم اهتمامه بنظافته الشخصية كنتيجة للميكروبات أو للجراثيم .
عاشراً :
– نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدخول أو الخروج من ارض أو بلد ظهر بها مرض الطاعون ، حيث تعد تلك السابقة الأولى والتي لم يصل إليها أحد إلا متأخراً بأهمية الحجر الصحي على تلك الأمراض المعدية والقاتلة للإنسان مثل مرض الطاعون .
إحدى عشر :-
أمر الدين الإسلامي المسلمين بالصيام فقد وجد أن هناك ارتباطاً وثيقاً للغاية بين الصحة الجسدية للفرد وبين الصيام وبرزت الكثير من الفوائد الطبية الهامة للصيام على صحة الإنسان ومن بينها تهذيبه لروحه وإمساكه لشهواته والابتعاد عن ملذات الدنيا إضافة إلى إراحة معدته ، و أعضاء جسده المختلفة .
أثنى عشر :- أمر الدين الإسلامي بالصلاة :-
تعد الصلاة على كونها عبادة روحية بدوراً صحياً كبيراً ، وذلك يتمثل في أوقاتها الخمسة اليومية والتي تضمن في حركاتها العديد من تلك الحركات التي لها العديد من الفوائد الصحية الهامة للإنسان ومنها تحقيق السكينة والطمأنينة والاستقرار النفسي للفرد علاوة على ما أكدته الأبحاث الطبية الحديثة من أن حركات الصلاة في الإسلام هي مجموعة من الحركات ذات الفائدة الطبية العالية لجسم الإنسان وأعضائه .