جوانب مضيئة في حياة الملا عبد القادر السرحان

عبد القادر السرحان ؛ أحد النماذج المضيئة في تاريخ دولة الكويت ، فهو أول مختار لجزيرة فيلكا وهي إحدى جزر الكويت ، كما أنه من الشخصيات التاريخية العريقة ذات البصمة المميزة في تاريخ دولة الكويت لتوليه العديد من المناصب الهامة في الدولة ، والتي تنوعت ما بين القضاء والأمامة والخطابة ، بالإضافة إلى التدريس وعقد الانكحة .

من خلال التقرير التالي ، سنلقي الضوء على بعض الجوانب المضيئة في حياة الشيخ عبد القادر السرحان ، فقط من خلال السطور التالية :


نشأة الملا عبد القادر السرحان :

ولد عبدالقادر السرحان ببيت والده بجزيرة فيلكا بدولة الكويت في عام 1322هجرية الموافق 1914 ميلادية وهو ينتمي إلى أسرة عريقة اشتهرت طوال حياتها بالعلم والتدين ؛ حيث كان جده عبد القادر قاضياً لأهالي جزيرة فيلكا وصاحب كتاب شهير لتدريس الأولاد القراءه والكتابة وحفظ القرآن الكريم، كما تولى والده الملا محمد السرحان والذي وافته المنية في عام 1937م القضاء بعد وفاة جده وأكمل مسيرة التعليمية في مدرسته الخاصة وبمساعدة عمه الملا معروف السرحان والذي وافته المنية ايضاً في عام 1966م، كما عمل كخطيب وأمام مسجد شعيب بالإضافة إلى انه تولى منصب ناظر مدرسة فيلكا القديمة.


رحلته الدراسية

وقد درس عبدالقادر في كتاب والده واستطاع أن يتعلم اللغة العربية قراءة وكتابه ، كما استطاع أن يحفظ القرآن الكريم ، ثم ارسله والده إلى الفاو في العراق ليتلقى دورس من الشيخ محمد أحمد الخلف مفتي الفاو آنذاك ، ثم استكمل دراسته مع عدة علماء اجلاء ومنهم الشيخ عبد اللطيف العدساني الذي واظب على حضور دروسه الفقيه في المذهب الشافعي والتي تلقاها في مسجد العدساني الكبير، ومن شيوخه أيضاً كان الشيخ سيد يعقوب والملا ادريس إسماعيل ادريس.

وعند بلوغة سن الثالثة عشر انتقل عبد القادر السرحان إلى السكن داخل أسوار الكويت ليكمل هذا الشيخ الجليل طلبه للعلم في المدرسة الأحمدية والتي تم تأسيسها في عام 1921م وقد سميت هذه المدرسة بهذا الأسم نسبة إلى حاكم دولة الكويت انذاك وهو الشيخ أحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه، ومن الاساتذة الذين درس على يديهم هو الأستاذ عبدالملك الصالح مدير المدرسة الأحمدية والشيخ عبدالله النوري ، بالإضافة إلى الشيخ عبدالوهاب الفارس والشيخ عبدالعزيز الفارس والأستاذ راشد السيف والأستاذ محمود شوقي الايوبي رحمهم الله. ومكث السيد عبد القادر السرحان عدة سنوات ينهل من علوم هذه المدرسة النظامية ، واستطاع خلال هذه السنوات ان يتعلم الحساب والجغرافيا والتاريخ  ، هذا بالإضافة إلى علوم الدين واللغة العربية. وبعد انتهاء فترة دراسته في المدرسة الأحمدية لم يتوقف شغفه وبدأ في تعلم المزيد، فقرر والده ارساله مرة أخرى للدراسة عند الشيخ عبد الله بن محمد الاعرج في مدينة البصرة بالعراق ، ليمكث عنده لمدة وصلت الى سبعة أشهر ينهل من علمه الشرعي الوفير ، بالفعل كانت هذه الفترة مرحلة فارقة في حياته العلمية والعملية .

وبعد عودته من مدينة البصرة ، التحق عبدالقادر بكتاب والده ليمتهن مهنة التدريس ويعمل كمعلماً لتدريس الأولاد  في جزيرة فيلكا ، حيث ساهم كثيراً في تعليم أبناء وطنه العديد من العلوم من بينها العلوم لغوية وشرعية.


افتتاح اول مدرسة حكومية في جزيرة فيلكا بالكويت :

وفي عام 1937م  تم افتتاح أول مدرسة حكومية في جزيرة فيلكا وكان مقرها في ديوانيه آل شعيب بالقرب من مسجد شعيب بالجريزة ، وكان عبدالقادر يعمل كمدرساً بها مع نخبة من الاساتذة الافاضل كمعروف السرحان والملا حاجي محمد القيسي والأستاذ يوسف الحاج أحمد والأستاذ عيسى مطر، كما تولى عمه الملا معروف السرحان نظارة المدرسة ، ثم بعد ذلك تولى هذا المنصب الأستاذ عيسى مطر من بعده ثم الأستاذ محمد كمال وهو من البعثة التعليمية من فلسطين. واستمر الملا عبدالقادر بمهنة التعليم التي احبها سنوات طويلة تجاوز الثلاثين عاماً حتى تقاعد في الستينيات من القرن الماضي.

وفي 1 من مارس من عام 2002 ، انتقلت روح عبد القادر السرحان الى بارئه مفارقاً الحياة وتركاً خلفه تاريخاً مشرفاً في العديد من المجالات .


تكريم دولة الكويت لعبدالقادر السرحان :

تم تكريمه من وزارة التربية بعهد الوزير السابق الأستاذ صالح عبدالملك الصالح باهدائه ميدالية وشهادة شكر في عيد العلم، كما أطلقت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية اسمه الكريم على أحد مساجدها في ضاحية الشعب تقديراً لدوره الكبير في خدمة الكويتيين.