بحيرة الأصفر في الأحساء

يوجد بالمملكة العربية السعودية مجموعة كبيرة جدا من البحيرات تتنوع في أحجامها ما بين صغيرة الحجم و أخرة متوسطة و كبيرة الحجم ، لكن يمكن القول أن بحيرة الأصفر تعد أكبر البحيرات التي توجد بالمملكة و الخليج العربي بأكملها ، و تتميز البحيرة بمناظر طبيعية ساحرة و عدد من الأعشاب الغريبة التي تنتشر و تنمو حولها لعل من أبرزها أشجار الأرطى والشنان والسرخس ، و هناك مجموعة من الخبراء الذين يعملون في مجال البيئة قاموا بتشبيه بحيرة الأصفر ببحيرة قارون التي توجد في جمهورية مصر العربية و يرجع السبب وراء ذلك التشبيه أن البحيرتين يتشابهان في كل من الخصائص المائية والحيوانية والعشبية ، و بحيرة الأصفر محاطة بالكثبان الرملية و هذا جعل الوصول لها أمر في منتهى الصعوبة فلا يمكن الوصول إليها إلا من خلال سيارات الدفع الرباعي .

بحيرة الأصفر في الأحساء


كحل الصيف وبياض الشتاء …

لقد صرح بعض كبار مدينة الأحساء و شيوخها أنهم يطلقون على بحيرة الأصفر ” كحل الصيف وبياض الشتاء ” و لعل السبب الرئيسي وراء أطلاقهم ذلك عليها هو أن عندما يزداد مياة الصرف الصحي خلال فصل الصيف يؤدي ذلك إلى تحويل لون البحيرة إلى لون غامق ، وعلى العكس من ذلك في فصل الشتاء حيث يتحول لون البحيرة إلى اللون الفاتح بسبب زيادة مياة الأمطار .


بحيرة الأصفر و الزراعة ….

عندما نتحدث عن الزراعة في مدينة الأحساء يجب أن نثرد دور بحيرة الأصفر حيث كانت البحيرة تتجمع فيها مياة الأمطار أضافة إلى المياة الزائدة عن متطلبات الزراعة بالمدينة لكن مع أزدياد مساحة الرقعة الزراعية و القيام بتوسعات هائلة في زراعة النخيل أدى ذلك إلى زيادة مياه الصرف الزراعي المعالجة التي كانت تتجمع في مدينة الأحساء و من ثم تذهب للسير في قنوات الصرف  ثم تقوم بالتجمع في قناة رئيسة يبلغ طول ذلك القناة لحوالي عشرة كيلو متر ، لتنتهي بأن تصب مياهها في البحيرة ، والجدير بالذكر أن البحيرة تقوم بدور في غاية الأهمية في فصل الشتاء حيث تنقل تلك المصارف مياه الأمطار .

بحيرة


بحيرة الأصفر أكبر تجمع مائي ….

بالفعل يمكن القول أن بحيرة الأصفر تعد أكبر تجمع مائي و ذلك لأن مداها الجغرافي يبلغ مساحة 48 كيلو متر  في منطقة الخليج كما أنها تعد البحيرة الوحيدة في المملكة التي يوجد بها حياة فطرية متكاملة ، بينما عمق البحيرة يختلف حسب معدل المياة و كمية الأمطار التي تتجمع فيها .


أصل تسمية بحيرة الأصفر بذلك الأسم ….

البحيرة قديما كان لها أسم أخر وهو بحيرة هجر ، و بعد ذلك تم تسميتها ببحيرة الأصفر نسبة إلى الأصفر الثعلبي  الذي كان يحكم  المنطقة في عصر بنو العباس .


أماكن تدفق المياة إلى البحيرة …

–  مياه الأمطار النقية .




من المصارف الأهلية حيث ما تبقى من سقي النخيل والمزارع .

– مياه مصارف ري المزارع .

– مياه الصرف الصحي الذي تتم معالجته بصورة كاملة من محطات الهفوف ، و الذي تتم معالجته بشكل جزئي بالترسيب والتعقيم .


البحيرة محطة استراحة لهجرات الطيور …..

تعتبر بحيرة الأصفر محطة استراحة لأنواع متعددة من هجرات الطيور والتي تمر مرتين خلال السنة أحداهما يكون المرور من الشمال إلى الجنوب والمرة الأخرى يكون المرور من الجنوب إلى الشمال ، أما بالنسبة لأنواع تلك الطيور فهي متعددة و مختلفة فهناك الطيور ذات الحجم الكبير مثل البط والأوز و أخرى صغيرة الحجم مثل البلابل والعصافير .


بحيرة الأصفرهي أصل المياه في الأحساء سابقا …

لقد ذكر المؤرخين البحيرة كثيرا و أكدوا أنها تعتبر أصل المياه في مدينة الأحساء قديماً ، و ذلك لأنها كانت قديما امتدادا لنهر المُحَلم العظيم الذي كان يبدأ من عين الحارة والعيون القريبة منها مارا خلال جبل القارة  حتى يصب في الخليج العربي وكان يمر فيه المراكب والسفن و ذلك وفقا لما قاله المؤرخ عبدالخالق الجنبي ، و لكن عندما جف النهر قام القرامطة  عام 929 ميلاديا في عهد عبدالله بن الحسن القرمطي بعمل نظام ري زراعي جديد تم تنظيمه حسب انسيابية الأرض و ينتهي بتجمع مائي كبير جدا في الجزء الشرقي من العمران مباشرة .

بحيرة الأصفر


كمية المياه المتدفقة في البحيرة صيفا و شتاءا …

كمية المياه التي تتدفق في البحيرة في فصل الشتاء تبلغ حوالي 9 ملايين متر مكعب في مساحة 19.2 كيلو متر مربع ، لكن كمية المياه التي تتدفق في البحيرة خلال فصل الشتاء تبلغ حوالي 59 مليونا و500 ألف متر مكعب على مساحة حوالي 48 كيلو متر مربع .