نيرون هو ذلك الإمبراطور الروماني الخامس و الأخير ، و هو من أحد أغرب الشخصيات و أكثرها جنوناً في تاريخ الامبراطورية الرومانية ، حيث أن نيرون كان ابناً بالتبني للإمبراطور الروماني لكلوديوس ولهذا وصل نيرون إلى سدة الحكم للامبراطورية عن طريق ذلك ، حيث كان نيرون في بداية توليه أمور العرش الروماني لا يزال صغيراً وهذا ما جعل استلامه لحكم الامبراطورية الرومانية مجرداً من السلطات الفعلية للحاكم أي أنه كان مجرد إمبراطور أسمياً فقط أما كل السلطات الخاصة بإدارة أمور الحكم وشئونه فكانت في يد والدته ، حيث لم يكن نيرون هو الوريث الشرعي للعرش الروماني بل كان العرش الروماني من حق بريتاينكوس إلا أنه بمجرد أن اشتد عود نيرون إلا وقد أخذت سلوكياته الغير طبيعية في الظهور والوضوح مثل العدوانية الشديدة والطيش والتهور الغير محدود وكانت بداية ظهور تلك السلوكيات السلبية لديه بشكل شديد الوضوح عندما قام بالصراع والتنافس على الحكم فيما بينه وبين والدته الحاكمة الفعلية للامبراطورية ، مما كان دافعاً له إلى القيام بالهروب إلى المفاسد والمجون بل أنه قد وصل الأمر به إلى التنكر والنزول إلى الطرقات وسرقة الناس إلا أن كان قيام أحد أصدقاؤه بإخباره بأن والدته تعد العدة لإسقاطه عن العرش الروماني وأنها تنوي أن تقوم بتعيين ( أغسطس ) كقيصراً للإمبراطورية الرومانية بعد إسقاطه وأنها لم تكتفي بذلك بل أنها قد وعدت ( أغسطس ) بالزواج منها بعد نجاحهم في إسقاطه عن العرش و ( أغسطس ) هو أحد أحفاد الإمبراطور الروماني ( لكلوديوس ) في الأساس وعلى الفور قرر نيرون إعدام والدته إلا أن أثناه بعضاً من أصدقائه عن ذلك ، و أكدوا له ضرورة إعطاؤها فرصة للدفاع عن نفسها حتى لا يتسبب ذلك القرار بغضب الشعب عليه وبالفعل أقتنع نيرون برأيهم إلا أنه قام في اليوم التالي بإرسال أحد الأشخاص ليواجه والدته بتلك التهمة فما كان من والدته إلا أن غضبت بشكل شديد ، و قامت بلعن وسب نيرون بأبشع الألفاظ إلا أنها استطاعت الدفاع عن نفسها ونفت تلك التهمة عنها .

نيرون و قتله لوالدته :-

كان نيرون شخصاً فاسداً و ماجناً ومتهوراً إلى حد بعيد لدرجة أنه تعرف على إحدى بائعات الهوى و أحبها حباً شديداً ، مما نتج عنه تأثره الشديد برأيها لدرجة قيامه بالانفصال عن زوجته إرضاءا لها على الرغم من محاولات والدته العديدة لإثناءه عن ذلك القرار المتهور إلا أن تلك السيدة قامت بإشعال ذروة الخلافات مرة أخرى بين نيرون ووالدته الأمر الذي زاد من كراهية نيرون وبغضه لوالدته و أتخذ قرارا بالتخلص من والدته عن طريق تدبير مؤامرة لقتلها إلا أنها لم تنجح إلا أن نيرون ظل يخطط لقتلها إلا أن قام بإرسال أحد أصدقائه إليها في قصرها وقتلها صديقه بالسيف بل قام بإحراق جثة والدة نيرون .

أسلوب حكم نيرون للإمبراطورية الرومانية :-

كان نيرون حاكماً فاشلاً للغاية وذلك في أسلوب إدارته لشئون حكم الامبراطورية حيث ترتب على أسلوبه المتهور والغير حكيم للحكم في إغراق البلاد في الفتن وزادت وتيرة الاغتيالات السياسية في عهده إلى حد غير مسبوق وطالت المؤامرات شخص نيرون إلا أنه قد نجأ من كل محاولات الانقلاب عليه أو محاولات قتله .

أكبر جرائم نيرون (جريمة حرق روما ) :-

تعد جريمة حرق نيرون لروما من أعظم جرائم نيرون و أكثرها بشاعة إذ صور له خياله المريض بأنه من الأفضل أن يقوم بإحراق روما من أجل بناءها من جديد بشكل أفضل وبالفعل قام نيرون بإشعال النيران بشكل مبدئي في قاعدة السيرك الخشبية بالمدينة لتنتشر بعدها السنة النيران في كل أرجاء روما ، حيث يقال أن الحريق نظراً لقوته قد أستمر حوالي أسبوعاً كاملاً مشتعلاً ، حيث دمر عدد عشرة أحياء كاملة من روما بشكل كامل من مجموع أربعة عشر حياً في لمدينة ومات الآف الأشخاص حرقاً كنتيجة لذلك والغريب أن نيرون كان يترقب مشهد الحريق في حالة من الهدوء الشديد ، و ذلك كان من خلال اعتلائه لبرجاً عالياً في المدينة إلا أن من نتائج الحريق السلبية والتي انعكست على نيرون كان زيادة الرفض الشعبي لحكمه وزيادة الكراهية له بين أوساط شعبه فألهمه عقله المريض بضرورة أن يقوم بالهرب من المسئولية عن الحريق بتقديمه طرفا أخر كبش فداء لشعبه ففكر في الطائفة اليهودية في روما إلا أنه تراجع عن تلك الفكرة نظراً لأن اليهود كانوا تحت حماية إحدى زوجاته إلا أن ألهمه عقله باتهام المسيحيين بالمسئولية عن حريق روما وبالفعل أصدر أوامره بقتل المسيحيين وتقديمهم إلى الوحوش المفترسة وهم أحياء أمام أهل وسكان روما والغريب في تلك الفترة الزمنية القديمة كان استمرار تعذيب المسيحيين وقتلهم لمدة أربعة أعوام كاملة إلا أن استمرار سياسات نيرون الفاشلة والغير حكيمة بالحكم أوصلت الجميع من شعبه إلى السخط الشديد عليه والرغبة في التخلص منه الأمر الذي أخاف نيرون كثيراً ودفعه الخوف في النهاية إلى الانتحار مخلفاً ورائه فوضى عارمة في كل شئون الامبراطورية الرومانية وظلت من وقتها شخصية نيرون من أغرب تلك الشخصيات الغير سوية على الإطلاق في التاريخ البشري .