أفضل قصائد الشاعر عبد الرحمن العشماوي
الشعر العربي الذي امتاز به العرب دون غيرهم هو الذي مازال يشتهر به العرب بدرجة كبيرة للأن ، وقد اختارنا اليوم واحد من هؤلاء الشعراء بالعصر الحديث وهو الشاعر السعودي عبد الرحمن العشماوي وهو من قرية عراء منطقة الباحة جنوب المملكة العربية السعودية وقد ولد في عام 1956 حصل على الماجستير والدكتوراه في البلاغة والنقد ومنهج الأدب الإسلامي ، الحق يقال أن هذا الشاعر اشتهر كثيرا بالنشاط وهذا ما وجدناه عنه وعن السيرة الذاتية المنتشرة له فالجميع شهد له بتفتح الذهن وتفاعله المميز مع مشاكل الأمة بشكل مستمر ، ولذلك اختارنا له اليوم أفضل قصائده كي تكون أمامنا للقراءة والاضطلاع ، فهيا بنا نقرأ ونستمتع بهذه القصائد المميزة خلال السطور الآتية
قصيدة في طريق الحزن
في طريق الحزن. .
واجهت فتاة مسلمة
تحمل الطفل الذي يحمل أعلى الأوسمة
لم يكن يبكي. .
ولا لا مست الشكوى فمه
– غير أني وأنا أنظر
أبصرت على الثوب دمه
حينما سلمت ردت . .
وهي عني محجمه
واستدارت وأنا أسمع بعض الغمغمة
وسؤالا كاد يجتاح مدى سمعي
لمه.؟؟
والصدى يرتد من كل الزوايا المظلمة
صارخا في وجه إحساسي
لمه؟؟
عجبا من أنت يا هذي وماذا تقصدين
ولماذا تحجمين!؟
ولماذا هذه العقدة
تبدو في الجبين
حينها. أبصرت برقا
وغزا سمعي رنين
وكأني بنداء جاء ممزوجا بأصوات الأنين
هذه القدس
أما تبصر أثار السنين
أو ما تبصر في مقلتها خارطة الحزن الدفين؟؟
أو ما تبصر جور الغاصبين؟؟
هذه القدس التي يطفح من أهداب عينيها الضجر
لم تزل تسأل عن مليار مسلم
أو ما يمكن أن تبصر فيهم وجه مقدم!؟
هذه القدس التي أسعدها الطفل الأغر
حينما واجه رشاش الأعادي بالحجر
حينما أقسم أن يقتحم اليوم الخطر
يا جراح الطفل أشعلت جراحي
وقتلت البسمة الخضراء في ثغري
وأحييت نواحي
يا جراح الطفل هيضت جناحي
أنت حركت على قارعة الحزن
رياحي
.يا جراح الطفل عذرا
حين أجلت كفاحي
وتغافلت عن الليل
فلم أنثر له نور صباحي. .
يا جراح الطفل
يا وصمة عار في جبيني
يا بيانا صارخا يعلنه دمع حزين
يا جنون الألم القاسي الذي
أذكى جنوني
يا يد الأم التي تلتف حول الطفل
مقتولا
وتبكي
ألجمتها شدة الهول فما تستطيع
تحكي
وجهها لوحة ألام وتعبيرات ضنك
أنت يا أم البطل
لملمي حزنك هذا وافتحي باب الأمل
نحن لا نملك تأخير الأجل
ليت لي طولا
.لكي امسح هذا الحزن عنك
يا صغيرا مات في عمر الزهور
يا صغيرا ضم في جنبيه
وجدان كبير
يا صغيرا واجه الرشاش . .
مرتاح الضمير
يا صغيرا مد عينيه لجنات وحور
يا صغيرا
سجلت أشلاؤه أسمى حضور
أن! ت رمز للمعالي يا صغيري
ما الذي أكتب؟؟
قد جف مدادي
لا ترى عيني سوى نار وأكوام رماد
وبقايا من شظايا ورؤوس وأيادي
وبقايا لعبة الطفل الذي مات.
بلا ماء وزاد.
صورة تنبئ عن حقد الأعادي
هذه الأشلاء في الأقصى تنادي
من تنادي؟؟
ليت شعري من تنادي
هذه الصخرة روع تتألم
قلبها من شدة الهول تحطم
لم تزل تلمح
ما يجري . .
من البغي المنظم
ثغرها ما زال مقتول السؤال
أين أنتم يا أباة الضيم
يا أهل النضال
أين انتم يا رجال
أنسيم أن باب المجد مفتوح
لمن شدوا إلى الأقصى الرحال
يا أخا الكعبة والبيت المطهر
يا حبيبا
حبه في خافق الأمة أزهر
حبه أوضح من ناصية الشمس وأظهر
يا مدى ذاكرة التاريخ
والماضي المعطر
أيها الأقصى الذي تنعشه الله(( أكبر.))
مقلة الإسراء ترنو
ويد المعراج تمتد وتدنو
وفم الأمجاد يدعوكم بأصوات الأوائ
اكسروا هذي السلاسل
اكسروها أيها الأبطال عن يد تناضل
اكسروها
قيدوا الأيدي التي ترمي
على القدس القنابل
اكسروها
واجعلوها في أيادي
من يهزون المعاول
يعلنون الحرب في وجه اليتامى
والأرامل
ويهدون على الأطفال جدران المنازل
قيدوا فيها يهوديا
بلا وعي يقاتل
اكسروها
وأعيدوا ذكريات المجد في
ذات(( السلاسل))
حطموا تمثال وهم.
ظل يبنيه اليهود
واعلموا أن سلام القوم وهم.
ماله في هذه الدنيا وجود
أيهود وسلام؟؟ وسلام ويهود؟؟
هذه الأكذوبة الكبرى
وفي التاريخ ألاف الشهود
اكسروا هذي السلاسل
لا تقولوا: مات رامي.
وأخو رامي زياد
وبكت من قسوة الأحداث
لبنى وسعاد
وتداعت أمم الكفر
على أهل الرشاد
لا تقولوا: إن قوات اليهود استوطنت
ومن الأقصى دنت
لا تقولوا: إن باراك إلى شارون عاد
كل هذا أيها الأبطال
عنوان الكساد
عندكم أنتم من الإيمان
ما تحتاجه كل البلاد
فافتحوا بوابة النصر وقولوا
إن باب النصر لا يفتح إلا بالجهاد
رثاء اب
هزي جذوعك يا غصون اللوز
في وطني الحبيب
فلربما صار البعيد لنا قريب
ولربما غنت عصافير الصفاء
وغرد القمري
وابتسم الكئيب
هزي غصونك
وانثري في الأرض لوزك يا جذوع
ودعي النسيم يثير أشجان الفروع
ودعي شموخك يا جذوع اللوز
يهزأ بالخضوع
هزي غصونك
ربما سمع الزمان صدى الحفيف
ولربما وصل الفقير إلى رغيف
ولربما لثم الربيع فم الخريف
هزي غصونك
ربما بعث الصفاء إلى مشاعرنا
بريده
ولربما تتفيأ الكلمات في درب المنى
ظل القصيدة
أنا يا جذوع اللوز
أغنية على ثغر اليقين
أنا طفلة نظرت إلى الأفاق
رافعة الجبين
أنا من ربا المرزوق
تعرفني ربوع بني كبير
أملي يغرد يا جذوع اللوز
في قلبي الصغير
وأبي الحبيب يكاد بي
من فرط لهفته يطير
أنا ياجذوع اللوز من صنعت لها المأساة
مركبة صغيرة
أنا من قدحت على مدى الأحلام
ذاكرة البصيرة
لأرى خيال أبي وكان رعيتي
وأنا الأميرة
كم كنت أمشط رأسه
وأجر أطراف العمامة
وأريه من فرحي ربا خضرا
ومن أملي غمامة
كم كنت أصنع من تجهمه
إذا غضب، ابتسامه
أنا ياجذوع اللوز
بنت فقيد واجبه مساعد
أنا من تدانى الحزن من قلبي
وصبري عن حمى قلبي
تباعد
أنا طفلة تدعى عهود
أنا صرخة للجرح
تلطم وجه من خان العهود
أنا بسمة في ثغر هذا الكون
خالطها الألم
صوتي يردد في شمم
عفوا أبي الغالي ، إذا أسرجت
خيل الذكريات
فهي التي تدني إلى الأحياء
صورة من نأى عنهم
ومات
قصيدة الحروف المقطعة
عين ولام ثم ميم
ألف ونون
ياء مشددة وهاء
من هاهنا ابتدأ العناء
من هاهنا جر السماسرة الرداء
وطغى على النهر الغثاء
عين. وتنتفض العمالة والعناد
لام . ويظهر في ملامح وجه عالمنا الكساد
ميم . ويرفع ملحد علم الفساد
ألف . ويبتدأ الحصاد
نون . وتبدأ نكسة كبرى ويجتاح الجراد
ياء . وتغرق أمتي في اليانصيب
هاء .وتقطع هامة الأمل الحبيب
عين ولام ثم ميم
ألف ونون
ياء مشددة وهاء
هذي حروف الوهم في زمن الضياع
هذي حروف اليأس في بحر… يبدد موجه حلم الشراع
هذي حروف الموت في وجدان أمتنا….. وقنطرة الصراع
عين ولام ثم ميم
ألف ونون
ياء .مشددة وهاء
عين .عذاب
لام .لهيب واضطراب
ميم. مجافاة الكتاب
ألف .أسى
نون .نقيق ضفادع وصدى نعاب
ياء .يد سوداء موحشة الخضاب
هاء .هوى يغتال قلب الحر يلتهم الصواب
عين ولام ثم ميم
ألف ونون
ياء مشددة وهاء
من أين نخرج أيها الليل البهيم
من أين نبدأ رحلة الأمل العظيم
من أين …وانكسر السؤال
وسمعت صوتا من وراء الأفق موفور الجلال
يا سائلا في ثغره اشتعل السؤال
هذا الطريق أمام عينك يا غريق
وأمامك الروض المندى والرحيق
وأمامك القران زادك في الطريق
وحديث خير الناس والبيت العتيق
قصيدة غب يا هلال
غب يا هلال
إني أخاف عليك من قهر الرجال
قف من وراء الغيم
لا تنشر ضياءك فوق أعناق التلال
غب يا هلال
إني لأخشى أن يصيبك
– حين تلمحنا – الخبال
أنا – يا هلال
أنا طفلة عربية فارقت أسرتنا الكريمة
لي قصة
دموية الأحداث باكية أليمة
أنا – يا هلال
أنا من ضحايا الاحتلال
أنا من ولدت
وفي فمي ثدي الهزيمه
شاهدت يوما عند منزلنا كتيبه
في يومها
كان الظلام مكدسا
من حول قريتنا الحبيبة
في يومها
ساق الجنود أبي
وفي عينيه أنهار حبيسه
وتجمعت تلك الذئاب الغبر
في طلب الفريسه
ورأيت جنديا يحاصر جسم والدتي
بنظرته المريبه
مازلت أسمع – يا هلال –
ما زلت أسمع صوت أمي
وهي تستجدي العروبه
ما زلت أبصر نصل خنجرها الكريم
صانت به الشرف العظيم
مسكينة أمي
فقد ماتت
وما علمت بموتتها العروبه
إني لأعجب يا هلال
يترنح المذياع من طرب
وينتعش القدح
وتهيج موسيقى المرح
والمطربون يرددون على مسامعنا
ترانيم الفرح
وبرامج التلفاز تعرض لوحة للتهنئه
( عيد سعيد يا صغار )
والطفل في لبنان يجهل منشأه
وبراعم الأقصى عرايا جائعون
واللاجئون
يصارعون الأوبئه
غب يا هلال
قالوا :
ستجلب نحونا العيد السعيد
عيد سعيد ؟؟!
والأرض ما زالت مبللة الثرى
بدم الشهيد
عيد سعيد في قصور المترفين
هرمت خطانا يا هلال
ومدى السعادة لم يزل عنا بعيد
غب يا هلال
لا تأت بالعيد السعيد
مع الأنين
أنا لا أريد العيد مقطوع الوتين
أتظن أن العيد في حلوى
وأثواب جديده ؟
أتظن أن العيد تهنئة
تسطر في جريده
غب يا هلال
واطلع علينا حين يبتسم الزمن
وتموت نيران الفتن
اطلع علينا
حين يورق بابتسامتنا المساء
ويذوب في طرقاتنا ثلج الشتاء
اطلع علينا بالشذى
بالعز بالنصر المبين
اطلع علينا بالتئام الشمل
بين المسلمين
هذا هو العيد السعيد
وسواه
ليس لنا بعيد
غب يا هلال
حتى ترى رايات أمتنا ترفرف في شمم
فهناك عيد
أي عيد
وهناك يبتسم الشقي مع السعيد
قصيدة هو رامي أو محمد
هو رامي أو محمد
صورة المأساة تشهد:
أن طفلا مسلما في ساحة الموت تمدد
أن جنديا يهوديا على الساحة عربد
وتمادى وتوعد
ورمى الطفل وللقتل تعمد
هو رامي أو محمد
صورة المأساة تشهد:
أن طفلا وأبا كانا على وعد من الموت محدد
مات رامي أو محمد
مات في حضن الأب المسكين،.
والعالم يشهد
مشهد أبصره الناس،.
وكم يخفى عن الأعين مشهد
هو رامي أو محمد
صورة المأساة تشهد:
إن إرهاب بني صهيون،.
في صورته الكبرى تجسد
أن حس العالم المسكون بالوهم تبلد
أن شيئا اسمه العطف على الأطفال،.
في القدس تجمد
هو رامي أو محمد
صورة المأساة تشهد:
أن لصا دخل الدار وهدد
ورأى الطفل على ناصية الدرب فسدد
وتعالى في نواحي الشارع المشئوم صوت القصف حينا،.
وتردد
صورة المأساة تشهد:
أن جيشا من بني صهيون،.
للإرهاب يحشد
أن نار الظلم والطغيان توقد
أن ألاف الخنازير،.
على المنبع تورد
هذه الطفلة سارة
زهرة فيها رواء ونضارة
رسم الرشاش في جبهتها،.
شكل مغارة
لم تكن تعلم أن الظالم الغاشم أزبد
وعلى أشلائها جمع أشلاء وأوقد
هو رامي أ و محمد
صورة المأساة تشهد:
أن جرح الأمة النازف منها لم يضمد
أن دين المجد مازال علينا،.
لم يسدد
أن باب المجد مازال،.
عن الأمة يوصد
صورة المأساة تشهد:
أن أشجارا من الزيتون تجتث،.
وفي موقعها يغرس غرقد
أن تمثالا من الوهم،.
على تل من الإلحاد يعبد
هو رامي أو محمد
صورة المأساة تشهد:
أن ما أدلى به التاريخ،.
من أخبار صهيون مؤكد
أن ما نعرف من أحقاد صهيون تجدد
ما بنو صهيون إلا الحقد،.
في صورة إنسان يجسد
أمرهم في نسق الناس معقد
يا أعاصير البطولات احمليهم
ووراء البحر في مستنقع الذل اقذفيهم
وعن القدس وطهر القبلة الأولى خذيهم
قربيهم من مخازيهم وعنا أبعديهم
هو رامي أو محمد
هو سعد وسعيد ورشيد ومرشد
هي لبنى هي سعدى وابتسام وهي سارة
هم بواكير زهور المجد في عصر الإثارة
هم شموخ في زمان أعلن الذل انكساره
هم وقود العزم والإقدام عنوان الجسارة
هم جميعا جيلنا الشامخ،.
أطفال الحجارة
لو سألناهم لقالوا:
ما الشهيد الحر،،.
إلا جذوة توقد نار العزم،.
والرأي المسدد
ما الشهيد الحر إلا،.
شمعة تطرد ليل اليأس،.
والحس المجمد
ما الشهيد الحر إلا،.
راية التوحيد في العصر المعمد
ما الشهيد الحر إلا،.
وثبة الإيمان في العصر المهود
ما الشهيد الحر إلا،.
فارس كبر لله ولما حضر الموت تشهد
ما الشهيد الحر إلا،.
روح صديق إلى الرحمن تصعد
أيها الباكون من حزن علينا،.
إنما يبكى الذي استسلم للذل وأخلد
نحن لم نقتل،.
ولكنا لقينا الموت أعلى همة منكم وأمجد
نحن لم نحزن ولكنا فرحنا ورضينا
فافرحوا أنا غسلنا عنكم الوهم الملبد
طلقوا أوهامكم،.
إنا نرى الغاية أبعد
هو رامي أو محمد
هو سعد وسعيد ورشيد ومرشد
ربما تختلف الأسماء لكن
هدف التحرير للأقصى موحد.