اشهر روائيين بالمملكة مهنتهم الطب
إن الموهبة لا تعتمد على الدرجة العلمية للإنسان ، يمكن أن يكون الإنسان عالما ، طبيبا ، مهندسا ولكنه يتميز بموهبة أخري كالرسم ، التمثيل ، كتابة الشعر أو الرواية ، و العكس صحيح يمكن أن يكون رساما و لكن لديه موهبه علمية و الأمثلة في حياتنا كثيرة مثل تشيخوف ، يوسف إدريس ، عصام خوقير ، عبدالله مناع ، و الآن في هذه المقالة نتناول نبذة مختصرة عن روائيين هم في الأصل أطباء ، برعوا في الأدب و الرواية و سلطوا الأضواء عليهم بتميزهم الرائع و هم :
– الروائي منذر القباني…
هو في الأصل طبيب جراح متخصص في خراحة الكبد و البنكرياس ، و لقد أصدر أولى رواياته في عام 2006 ميلاديا بعنوان ( حكومة الظل ) ، و لكن القراء يعتبرونه قرين الروائي العملاق دان براون مبدع ( شيفرة دافنشي ) ، و لقد أصدرالقباني سلسلة من الروايات التي تتميز بكونها ذات خيوط متشابكة ممتلئة بالألغاز و الإثارة و الغموض ، فبعد نجاح روايته ( حكومة الظل ) ، أصدر رواية ( عودة الغائب ) ، ثم الرواية الثلاثية و أجزائها هي ( فرسان وكهنة ) في عام 2012 ميلاديا و( قطز ) في عام 2014 ميلاديا ، ثم ( قرين ) في عام 2016 ميلاديا ، و يري العديد من القرآء المتابعين لروايته أنه دفع الرواية العربية و حلق بها في سماء الخيال العلمي و الفزياء و التاريخ الإسلامي ، حيث أنشأ خليطا بين الغموض و التشويق في سرد روائي رائع أبهر القرآء .
– الروائية الهنوف الدغيشم…
هي طبيبة الأسنان السعودية الهنوف الدغيشم ، أثر بها سفرها من الرياض إلى فرايبورغ الألمانية ، حيث تواجهت مع أناس غرباء يختلفون في الحكايات و المشاعر ، و إختلافات إجتماعية غريبة و لكنها سرعان ما إكتشفت أنها هى الغريبة و ليس هم ، فشعرت بشئ من الحرية حيث ليس هناك من يتتبعها أو يتربص بها ، فهذه المساحة من الحرية جعلتها تفكر بشكل أكبر و مدارك متحررة القيود ، و كان نتاج إبداعها كتاب أسمته ( فرايبورغ .. رقة العزلة ) ، و هو عبارة عن قصص قصيرة واقعية من مشاهداتها الحياتية اليومية سردت بشكل روائي منمق و مبدع و مميز ، و من الجدير بالذكر أن هذه الروايات ساعدتها كثير في تكوين شخصيتها الخاصة و إصلاح إنكسارات داخلية بها على حد قولها .
– الروائي المبدع سعود الشعلان…
سعود الشعلان هو في الأصل طبيب متخصص في طب العيون ، و لقد أبدع الروائي المميز سعود الشعلان أولى رواياته عام 2006 ميلاديا تحت عنوان ( و مات الجسد و إنتهت كل الحكايات ) ، و من الجدير بالذكر أن الشعلان كتب هذه الرواية على فترات متباعدة حيث إستغرقت منه ستة سنوات لإنهائها و إصدارها، أما عن روايته الثانية فقد أصدرها في عام 2009 ميلاديا تحت عنوان ( مهل ) ، يري الشعلان أن أهم ما يميز الروائي أن له ذاكرة تصويرية تسير ببطء شديد داخل أحداث الرواية ، و من أشهر مقولاته (الفرح نستضيفه لحظات ثم يرحل ، أما الألم فيبقى في أرواحنا ما يشاء الله له أن يبقى ، يطبع بقتامة لونه كلماتنا ، وينثر رماده الباهت على حروفنا ) ، و بعد أربعة أعوام من روايته الثانية ( مهل ) أصدر رواية ( فلك ) و لقد قيمت على موقع ( good reads ) ب3.42 نجمة من خمسة نجوم رغم الإنتقادات الكثيرة التي لحقت بها .
– الروائية المبدعة
شيماء الشريف…
أصدرت المبدعة شيماء الشريف روايتها تحت إسم ( بعد الحلم ) و التي تميزت بالخيال العلمي و دمج حقائق طبية داخل الأحدات و كان ذلك عام 2014 ميلاديا ، و من الجدير بالذكر أن كتابة هذه الرواية إستغرقت قرابة العام و النصف عام تقريبا ، أما عن عام 2015 ميلاديا فقد أصدرت رواية ( أنصاف المجانيين ) ، حيث تري المبدعة شيماء الشريف أن كلا منا بداخله جزء مجنون .
– المبدعة رجاء الصانع…
إشتهرت كطبيبة أسنان ، ولكنها فجرت مفاجأة في الأوساط الأدبية و الثقافية بعد إصدارها رواية ( بنات الرياض ) و كان ذلك في عام 2005 ميلاديا ، حيث أحدثت ضجة بين القراء و الرأي العام السعودي ، حيث حققت مبيعات تصل إلى ثلاثة ملايين نسخة ، و تلقت أكثر من عرض من دور النشر الأجنبية لترجمتها .
وختاما…
ليس بالضرورة أن تكون تعمل في مجال واحد تدفن فيه حياتك بل يجب عليك أن تتجه للتغير خاصة إذا أنعم عليك الله بالموهبة ، فالمواهب كثر منها الرواية و منها الألعاب الرياضية و منها العلمية أبدع فيما تحب فستجد نجاحا لم تشهده من قبل و أنظر بعينيك إلى هؤلاء الأطباء الروائيين المبدعون هم أطباء و لكنهم أبدعوا و عرفوا كروائيين كبار .