احذروا الدمى الجاسوسة في منازلكم !
تمثل الدمى والألعاب الناطقة عالم ملئ بالمرح والمتعة للأطفال الصغار، ولكن في الوقت ذاته فإنه أمر مقلق جدا للآباء والأمهات لأنهم لم يتمكنوا من معرفة الحقيقة الكاملة وراء هذه الدمى والتي قد حذر منها الكثيرون من أهل الخبرة بصناعة الألعاب، فالألعاب هي عالم آخر يحاول الأطفال الدخول فيه ولكن له نتائج سلبية من الممكن أن تؤثر على الطفل نفسه والأسرة بشكل كامل، فالطفل لا يعرف إلا الشكل الخارجي للدمى ويرتبط بها على هذا الأساس خاصة إن كانت دمى ناطقة يمكن أن يتفاعل معها ويتحدث معها، مثل الدمى المتوفرة الآن في الأسواق والتي يتم تشغيلها من خلال تطبيقات معينة للهواتف الذكية، لذلك فالتكنولوجيا سلاح ذو حدين والحد الأخطر الذي لم يتوقعه أحد أن تصبح هذه الدمى جاسوسا ينقل كافة المعلومات التي يسجلها إلى جهات استخبارية، وهو الأمر الذي قد آثار الجدل حوله.
الدمى الجاسوس
مؤخرا حذرت جمعيات أوروبية وأمريكية مدافعة عن حقوق المستهلكين من أن بعض الدمى والألعاب المتصلة بالإنترنت من الممكن أن تتحول إلى جاسوس في كل منزل يمكن التحكم بها عن بعد من خلال الهاتف المحمول، وقد حذرت تلك الجمعيات من لعبتين هما “ماي فريند كايلا” و”آي-كيو” وهما من أشهر الدمى المتوفرة حاليا في الأسواق والذي يتطلب تشغيلهما الاتصال بالانترنت من خلال تطبيق عبر الهواتف الذكية أو الأجهزة اللوحية، وقد نشرت ذلك الجمعية الأوروبية للدفاع عن المستهلكين في بيان لها نشر في بروكسل .
والمعروف أن الشركة المنتجة لهاتين اللعبتين هي مجموعة “جينيسيس تويز” والتي تعتبر أكبر الشركات المصنعة للألعاب الموصولة والتي تتخذ من هونغ كونغ مقرا لها، حيث تعمل هذه الألعاب على لغة الحوار والمحادثة ويمكن للأطفال من خلالها أن يطرحوا أسئلة على الدمى لترد عليهم ويتم تحميل هذه المحادثات بطريقة مشفرة على خادوم.
دراسة الهيئة النرويجية المستقلة لحماية المستهلكين
قامت الهيئة النرويجية المستقلة لحماية المستهلكين بإجراء دراسة تستند إليها شكاوى الجمعيات المختلفة والتي تفيد بأن عمل الدمية كايلا والدمية أي كيو تجعلها عرضة للاستغلال مثل سماعات البلوتوثـ وقد أوضح ذلك المسؤول في دائرة الخدمات الرقمية في المجلس النرويجي للمستهلكين قائلا “من السهل جدا على أي شخص أن يتصل بالدمية. فإذا كان في جوار الدمية وهي مشغلة من السهل عليه أن يتصل عبرها ويستمع إلى ما يقوله الناس من خلال هذه الوصلة”. وأضاف: “إنها مسألة أمن وسلامة أبلغ بها صناع هذه الألعاب قبل سنتين تقريبا. وكان ينبغي أن يكونوا أصلحوا هذا الخلل”.
كما يطرح هذا التقرير توصية بسيطة وتعديلا طفيفا لاستخدام هذه الدمى وهو القيام بالضغط على زر لإمكانية الولوج إلى الجهاز، كما قالت الجمعية الأوروبية للدفاع عن المستهلكين من قبل أن كل كلمة يتلفظ بها الطفل تتحول إلى شركة متخصصة بتكنولوجيا التعرف على الصوت وهي شركة “نويانس كومونيكيشنز” ، وقد شملت الدراسة النرويجية أيضا دمى ثالثة هي ” هيلو باربي” وقد آثار مدافعون عن الأمن عبر الإنترنت بالولايات المتحدة هذه القضية الخاصة بدمية هيلو باربي وقالوا أنها لا تسوق في أوروبا.
ومن ناحية أخرى فقد شددت أربع جمعيات أمريكية شكواها أمام اللجنة الفيدرالية للتجارة ضد كلا من شركتي “جينيسيس تويز” و”نويانس كومينيكيشنز” وهذه الشركة الأخيرة قد أكدت أنها تستخدم البيانات التي تجمعها من أجل تحسين سلعها وتبيع تكنولوجياتها إلى وكالات عسكرية واستخباراتية وأمنية.
وأخيرا فإن أطفالنا هم كل ما لدينا من ثمرة في حياتنا فيجب أن نحافظ عليهم من أي استهداف خاصة استهداف عقولهم، فالطفل يحتاج إلى رعاية واهتمام وتنمية تفكير ومهارات، فالألعاب الناطقة مهمة بلا شك ولكن يجب التحري قبل الشروع في شرائها حتى لا تكون النهاية دمى جاسوس ينقل كافة المعلومات بهذا الشكل المقلق .