مجلس التنسيق السعودي الإماراتي
تم التوقيع على إتفاقية مشتركة بين المملكة العربية السعودية و الإمارات العربية المتحدة و الهدف منها إنشاء مجلس تنسيقي بين الدولتين ، في حدث كبير مؤثر على منطقة شبه الجزيرة العربية و الدول المحيطة بها حيث لا يتوقف تأثير هذا الحدث عند الدولتين الموقعتين على الإتفاقية فقط وأنما أيضا له تأثير عالمي أيضا فالدولتين قوتين إقتصاديتين جبارة بالمنطقة .
الترحيب بالإتفاقية…
لقي هذا الحدث الجلل ترحيب كبير بالمنطقة بالنسبة للدول العربية الشقيقة و أيضا ترحيبا دوليا ، نظرا للمكاسب والمنافع الناتجة من وراء هذا التنسيق المشترك .
أهمية الإتفاقية…
هذه الإتفاقية المشتركة دعوة إلى الإتحاد والمشاركة خاصة في هذه المرحلة العصيبة من التاريخ ، فالواقع الذي نعيشه الآن بحاجة إلى مثل هذه الإتفاقيات لتجنب المخاطر الإقتصادية التي تحيط بالمنطقة ، و قد ثبت أهمية هذه الإتفاقيات والمشاركات الإقتصادية الإستراتيجية لمواجهة التحديات الصعبة ، الأمر الذي يوضح الوعى والرؤية بعيدة النظر من قيادتي الدولتين و كذلك الحرص المصحوب بإدراك كامل للمصالح العليا لكلا البلدين ، فهذا التنسيق له عدة منافع كثيرة و أهمها التدعيم الذي ستقدمه كل منهما إلى الأخرى حيث أن في السنوات الأخيرة أصبحت الدول العربية مستهدفة عقب أحداث ما يعرف بالربيع العربي من التيارات الطامعة في السلطة والتي سعت إلى زعزعة الإستقرار وتصدير الثورات إلى دول الخليج و لكن بسبب الوعى و الإدراك لدي حكومات و شعوب المنطقة إستطاعوا معا هزيمة هذه المؤامرات التي حيكت لهم ولذلك كانت أهمية التحالفات والمشاركات أمرا لابد منه .
التحديات التي تواجه المنطقة العربية و دول الخليج…
مع ظهور الثورات العربية ظهر العدو الحقيقي للعرب ونجم عن تدخله في بعض الدول أنهيارا من الدماء وخلف ورائه خراب ودمار مأسوي ناهيك عن تشريد شعوب كاملة ، و بذلك أصبح الأمن القومي العربي مهدد و يتطلب رؤية خاصة للتعامل مع الموقف ، ومن أهم هذه التحديات السياسات الإيرانية التي تعادي الدول العربية فقد تدخلت إيران في شؤون بعض الدول العربية لتحقق مطامعها في التوسع ، و أصبحت أيديهم ملوثة في العراق وسوريا و لبنان و اليمن فلم تدخر جهدا في زرع الفتن و القلائل و تدعيم الميليشيات المسلحة التي أحدثت الخراب و الدمار بهذه البلاد و مكنت جماعات إرهابية متطرفة مثل داعش من السيطرة على مساحات جغرافية هائلة خاصة في العراق و سوريا و اليمن ، و أيضا من أهم التحديات وقوع مضيق باب المندب تحت سيطرة الحوثيين و إيران مما شكل خطرا كبيرا على إقتصاد الخليج العربي و على إقتصاد شبه الجزيرة بشكل كبير.
التحرك العربي الخليجي لمواجهة التحديات…
لذا كان لزاما على دول شبه الجزيرة العربية التحرك لمواجهة هذه التحديات و لتدمير هذه المؤامرات فكان إنقاذ مصر وتدعيمها من قبل المملكة العربية السعودية و دولة الإمارات الشقيقة تصحيحا كبيرا و جوهريا لإيقاف ما يسمى بثورات الربيع العربي فأرسلوا المساعدات المادية والعينية إلى الحكومات المتتابعة في السنوات الأخيرة لمساعدة الإقتصاد المصري على إسترداد عافيته ، ثم بعد ذلك نظمت المملكة العربية السعودية و دولة الإمارات العربية المتحدة عملية عسكرية سميت بعاصفة الحزم و شارك فيها قوات التحالف العربي و الهدف منها إسترداد شرعية اليمن و تخليص مضيق باب المندب من قبضة الحوثيين و إيران و طرد الإرهابيين من المدن التي سيطروا عليها و إستطاعت عاصفة الحزم أن تحقق نجاحا نوعيا باليمن ، فهذه المبادرات التي تبنتها المملكة العربية السعودية جنبا إلى جنب مع دولة الإمارات العربية المتحدة أثبتت أهمية وجود تحالفات عربية قوية بالمنطقة لتكون درعا واقيا لهذه الأمة و كذلك أتاحت الفرصة لتأصيل المشاركات بين الدولتين .
وختاما…
أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حفظه الله على عمق الروابط بين دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية من حيث العلاقات الأخوية الصلبة التي تعتمد على الإرادة القوية المشتركة لتحقيق الصالح للدولتين ، و تدعيم الدور البارز الذي يلعبه في تحقيق الأمن والإستقرار بالمنطقة ، وأكد أيضا على أن التحديات التي تواجه المنطقة تلزمنا بمضاعفة الجهد و التنسيق المكثف و التشاور الدائم لمواجهة الأجندات الخارجية و مخاطر الإرهاب و التطرف التي تسعى بإستمرار إلى زعزعة الأمن و الإستقرار بالمنطقة بأكملها .