تقرير مفصل عن كارثة فوكوشيما
الكارثة النووية فوكوشيما وهي حادثة الطاقة في محطة فوكوشيما للطاقة النووية ، والتي بدأت أساسا من جراء كارثة تسونامي في أعقاب زلزال توهوكو الذي حدث في 11 مارس من عام 2011 ، مباشرة بعد وقوع الزلزال ، حيث نشطت المفاعلات تلقائيا وتم اغلاق التفاعلات الانشطارية المستدامة الخاصة بهم .
ومع ذلك ، دمرت تسونامي لمولدات الطوارئ وتبريد المفاعلات ، مما تسبب في ارتفاع درجة الحرارة في المفاعل إلى نحو درجة 4 مما أدى إلى اضمحلال قضبان الوقود ، وأدى ذلك إلي التبريد الغير كاف لثلاثة انصهارات نووية ، وبدأ في 12 مارس الإفراج عن المواد المشعة ، حيث وقعت عدة انفجارات كيميائية وأندفع الهيدروجين في الهواء فيما بين 12 مارس و 15 مارس .
كارثة فوكوشيما النووية :
أظهرت لنا الكارثة النووية في فوكوشيما مرة أخرى أن المفاعلات النووية تشكل خطرا جوهريا. ليس فقط لأنها تسبب ضررا كبيرا للبيئة ، وصحة السكان والاقتصاديات الوطنية ، ولكنها تمثل تكلفة مالية باهظة من حيث الإنهيارات التي يتحملها الجمهور ، وليس من قبل الشركات التي تم تصميمها وبناؤها وتشغيلها ، وأيا من المفاعلات النووية التي تبلغ نحو 436 في العالم ، والتي تعد بمنأى عن الأخطاء البشرية والكوارث الطبيعية ، أو العديد من الحوادث الخطيرة الأخرى التي يمكن أن تسبب الكارثة ، حيث أن معيشة الملايين من الناس بالقرب من المفاعلات النووية ، يجعلهم في خطر التعرض إليها .
ولقد استمرت حياة مئات الآلاف من الناس متأثرين بجراء كارثة فوكوشيما النووية ، بينما فر نحو 160،000 من منازلهم بسبب التلوث الإشعاعي ، واستمر البعض في العيش في عالم النسيان دون الحصول علي التعويضات المناسبه والعادلة ، ولم يكن لديهم سوى أمل زائف في العودة إلى ديارهم .
تفاصيل عن الكارثة النووية فوكوشيما :
في يوم 5 يوليو من عام 2012، وجدت لجنة التحقيق المستقلة أن سبب حادثة فوكوشيما النووية ” NAIIC ” كان متوقع ، حيث أن مشغل مصنع ، شركة طوكيو للطاقة الكهربائية ” تيبكو “، قد فشل في تلبية متطلبات السلامة الأساسية ، مثل خطر التقييم ، والذي تم إعداده لاحتواء الأضرار الجانبية ، ووضع خطط الإخلاء .
وفي يوم 12 أكتوبر من عام 2012 ، اعترف تيبكو لأول مرة أنه فشل في اتخاذ التدابير اللازمة خوفا من الدعوة القضائية أو الاحتجاجات ضد منشآته النووية .
وكانت كارثة فوكوشيما بإعتبارها أكبر كارثة نووية منذ كارثة تشرنوبيل في عام 1986، وتعد الكارثة الثانية لإعطاء تصنيف الحدث علي المستوى ال 7 من جدول الأحداث النووية الدولية ، حيث كانت هناك حالات وفاة مرتبطة بالإشعاع بسبب الحادث ، وأصيب عدد من الوفيات بالسرطان في نهاية المطاف ، وفقا للخطي ، ومن المتوقع أن يكون حوالي 130-640 شخص علي عتبة نظرية السلامة من الإشعاع ، والتي من شأنها أن تعرف سبب الحادث في السنوات والعقود المقبلة .
كما جاء في تقرير لجنة الأمم المتحدة العلمية المعنية بآثار الإشعاع الذري ، ومنظمة الصحة العالمية التي من شأنها قامت بالحد من زيادة حالات الإجهاض ، وموت الجنين داخل الرحم أو الأضطرابات الجسدية والنفسية في الأطفال الذين يولدون بعد وقوع الحادث . ولا توجد أي خطط واضحة لوقف تشغيل المحطة ، ولكن تقديرات إدارة المصنع لنحو 30 أو 40 عاما. ويجري حاليا إنشاء حاجز التربة المجمدة لمنع التعرض المستمر لتشغيل المياه الجوفية المذابه مع الوقود النووي إلى أسفل .
نظرة عامة :
تتألف محطة الطاقة النووية لدي فوكوشيما من ستة مفاعلات للماء المغلي المنفصل ، حيث تم تصميمها من قبل شركة جنرال إلكتريك ” GE ” والتي تحتفظ بها شركة طوكيو للطاقة الكهربائية “تيبكو ” ، وفي وقت وقوع زلزال توهوكو في 11 مارس عام 2011، أغلقت المفاعلات 4، 5 و 6 لأسفل استعدادا لاعادة التزود بالوقود ، ومع ذلك ، أحواض الوقود المستنفده ما زالت تتطلب التبريد .
وبعد وقوع الزلزال مباشرة ، تم إعلاقها تلقائيا لمفاعلات توليد الكهرباء 1 و 2 و 3 لوقف التفاعلات الانشطارية المستدامة من خلال إدخال قضبان تحكم لإجراء السلامة المكلفة قانونا التي يشار إليها ، والذي يتوقف علي ظروف التشغيل العادية للمفاعلات ، كما لم تتمكن من توليد الطاقة الكهربائية لتشغيل مضخات التبريد الخاصة بالمفاعلات ، وظهرت مولدات الديزل في حالات الطوارئ على الانترنت ، كما تم تصميمها ، إلى الالكترونيات والكهرباء وأنظمة التبريد ، وكل هذا كان يعمل اسميا حتى دمر تسونامي مولدات المفاعلات من 1-5 ، وكان المولدين لمفاعل 6 للتبريد تالفة ، ولكن كان كافيا ليكون الضغط علي خدمة تبريد المفاعل المجاورة 5 جنبا إلى جنب مع المفاعل الخاص بهم ، وتجنب القضايا المحتمله بأن المفاعل 4 يلحق بهم .
وكانت أكبر موجة لتسونامي بلغت 13 متر وأصابت بعد 50 دقيقة من الزلزال الأول ، ساحق السور البحري في المحطة ، والذي كان طوله 10 مترا ، وسجلت لحظة التأثير من قبل الكاميرات حيث غمرت الماء بسرعة الغرف المنخفضة التي كانت تعمل علي إيواء مولدات الطوارئ ، وفشلت مولدات الديزل التي غمرتها المياه بعد ذلك بوقت قصير ، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن مضخات مياه التبريد الحرجة ، وهذه المضخات لازمة لتعميم المياه بشكل مستمر للمبرد من خلال مفاعل الجيل الثاني لعدة أيام للحفاظ على قضبان الوقود من الذوبان ، مع استمرار قضبان الوقود لتوليد الحرارة التي اضمحلت بعد وقوع الحدث . حيث ارتفعت قضبان الوقود إلى درجة حرارتها بدرحة كافية لإذابتها خلال فترة تسوس الوقود إذا كان المشتت الحراري كاف ، بعد أن نفذت مضخات الطوارئ الثانوية ” التي تديرها بطاريات كهربائية احتياطية” ، وبعد يوم واحد من تسونامي في 12 مارس، توقفت مضخات المياه وبدأت المفاعلات فى ارتفاع درجة الحرارة ، والتبريد الكافي الذي أدي في النهاية إلى الانهيار في المفاعلات 1 و 2 و 3، حيث ذابت قضبان الوقود من خلال قيعان السفن تحت ضغط المفاعل .
وفي الوقت نفسه ، كافح العمال لتوفير الطاقة لأنظمة التبريد في المفاعلات “وإعادة السلطة إلى غرف التحكم ، ولكن وقع عدد من الانفجارات الكيميائية وأنطلق الهيدروجين في الهواء ، وحدث الإنفجار الأول في وحدة 1، في 12 مارس وآخر في الوحدة 4، في 15 مارس. وتشير التقديرات إلى أن ساخن الوقود الزركونيوم كان رد فعل المياه الكسوة في المفاعلات من 1-3 لإنتاج من 800-1000 كجم من غاز الهيدروجين لكل منهما ، وتنفيس الغاز المضغوط من وعاء الضغط المفاعل حيث يختلط مع الهواء المحيط به ، وأخيرا وصلت حدود التركيز المتفجرة في الوحدتين 1 و 3 ، ونظرا لصلات الأنابيب بين الوحدات 3 و 4، أو بدلا من نفس رد الفعل الذي يحدث من تجمع الوقود في الوحدة 4 ذاتها ، حيث أن الوحدة 4 أيضا مليئة بالهيدروجين ، مما أدى إلى وقوع الإنفجار .
وفي كل حالة ، وقعت انفجارات الهيدروجين في الهواء في أعلى كل وحدة ، وكان ذلك في مباني الاحتواء الثانوية الخاصة بهم ، مع تحليق الطائرات بدون طيار في 20 مارس ، وبعد ذلك تم الحصول على صور واضحة لآثار كل انفجار على الهياكل الخارجية .
ولم تكن هناك أي حالة وفاة مرتبطة بالتعرض المفرط على المدى القصير للإشعاع المسجل بسبب حادث فوكوشيما ، في حين قتل ما يقرب من 18،500 شخص بسبب الزلزال والتسونامي والحد الأقصى لمعدل وفيات السرطان وتقدير معدلات الاعتلال وفقا لنظرية خطي عدم العتبة التي بلغت من 1500 و1800 ولكن مع معظم التقديرات تكون أقل بكثير ، في حدود بضع مئات ، وبالإضافة إلى ذلك ، فإن معدلات الشدة النفسية لدى الأشخاص التي تم اجلاؤهم ارتفعت إلي خمسة أضعاف مقارنة بالمعدل الياباني بسبب تجربة الكارثة والإخلاء .
وفي عام 2013، أشارت منظمة الصحة العالمية “WHO” أن سكان المنطقة الذين تم إجلاؤهم تعرضوا لكميات منخفضة من الإشعاع ، ومن المرجح أن تكون منخفضة علي الآثار الصحية الناجمة عن الإشعاع ، على وجه الخصوص ، ويتوقع تقرير منظمة الصحة العالمية عام 2013 التي تحسب لها 0.75٪ خطر علي الحياة من قبل الحادث والإصابة بسرطان الغدة الدرقية فى زيادة تصل إلى 1.25٪ من خلال التعرض إلى اليود المشع ، مع كونه زيادة بأقل قليلا من الذكور عن الفتيات الرضع التي تم إخلاؤهم .
ومن المتوقع أيضا أن تكون مرتفعة بسبب التعرض الناجم عن غيره من نواتج نقطة انشطار الغليان المنخفضة التي تم إصدارها من قبل إخفاقات السلامة من المخاطر ومن عدد السرطانات الإضافية الناجمة عن الإشعاع ، والأكبر بزيادة منفردة هي سرطان الغدة الدرقية ، ولكن في المجموع العام هو أعلى خطراً بنسبة 1٪ من الإصابة بأنواع السرطان الآخري ، ومن المتوقع أن يكون الخطر أكثر علي الإناث الرضع ، مع خطر أقل قليلا بالنسبة للذكور ، مما يجعل كلا منهم أكثر تعرضاً للإشعاع ، جنبا إلى جنب مع تلك التي تدخل في الرحم ، والتي تتوقعه منظمة الصحة العالمية ، وهذا يتوقف على جنسهم ، بما لديهم من نفس الارتفاعات في المخاطرة على أنها مجموعة الرضع .
ووجد برنامج الفحص بعد سنة في عام 2012 أن أكثر من الثلث أي ” 36٪ ” من الأطفال في محافظة فوكوشيما يكون النمو غير طبيعي في الغدة الدرقية لهم ، واعتبارا من أغسطس 2013، كان هناك أكثر من 40 طفلا تم تشخيصهم حديثا بالإصابة بسرطان الغدة الدرقية وغيرها من أنواع السرطان في فوكوشيما ككل ، وفي عام 2015، بلغ عدد حالات سرطان الغدة الدرقية أو المكتشفة لتطوير سرطانات الغدة الدرقية المعدودة نحو 137حالة ، ومع ذلك كانت حالات السرطان أعلى من المعدل في المناطق الملوثة بالامم المتحدة ، وبالتالي كان من المقرر أن التعرض للإشعاع النووي غير معروف في هذه المرحلة ، وأظهرت بيانات حادث تشيرنوبل أن الارتفاع لا لبس فيه بمعدلات الإصابة بسرطان الغدة الدرقية في أعقاب كارثة في عام 1986 ، حيث بدأ السرطان فقط بعد فترة الحضانة من 3-5 سنوات ، ولكن إذا كانت هذه البيانات يمكن مقارنتها مباشرة بكارثة فوكوشيما النووية التي لا تزال لم تتحدد بعد .
وكان استطلاع الرأي التي أجرته صحيفة احتساب ماينيتشي شيمبون أن بعد اخلاء 300،000 شخص من المنطقة ، قد وقع ما يقرب من 1600 حالة وفاة تتعلق بأوضاع الإخلاء ، مثل الذين يعيشون في مساكن ومستشفيات الإغلاق المؤقت اعتبارا من أغسطس 2013، مقارنة بعدد الوفاة الذي بلغ 1599 نتيجة مباشرة للزلزال وتسونامي في محافظة فوكوشيما في عام 2011. والسبب الدقيق لمعظم هذه الوفيات المرتبطة بعدم إخلاء محدد ، وفقا للبلديات ، التي من شأنها أن تقدم طلب التعويض المالي للتعزية من قبل أقارب المتوفى .
وفي يوم 5 يوليو 2012، قدمت لجنة تعيين الحمية اليابانية الوطنية فوكوشيما النووية للحوادث المستقلة التحقيق ” NAIIC ” تقرير التحقيق الذي أجرته إلى البرلمان الياباني ، حيث وجدت اللجنة أنها كانت كارثة نووية “من صنع الإنسان”، وأن الأسباب المباشرة للحادث كانت متوقعه قبل 11 مارس 2011 ، وأثبت التقرير أيضا أن محطة الطاقة النووية فوكوشيما دايتشي لم تكن قادرة على تحمل الزلزال والتسونامي ، تيبكو ، والهيئات التنظيمية ” سورة النساء وNSC” والهيئة الحكومية لتعزيز صناعة الطاقة النووية ” METI ” ، حيث فشلت كلها في تطوير متطلبات هذه السلامة الأساسية بشكل صحيح ، كما هو تقييم احتمال الضرر ، والإعداد لاحتواء الأضرار الجانبية من هذا القبيل للكوارث ، والإجلاء ووضع خطط للجمهور في حالة الإفراج عن الإشعاع الخطير .
وفي الوقت نفسه ، قدمت لجنة التحقيق التي شكلتها الحكومة على الحوادث في محطات الطاقة النووية فوكوشيما شركة طوكيو للطاقة الكهربائية تقريرها النهائي للحكومة اليابانية في 23 يوليو 2012 ، وقدمت دراسة منفصلة أجراها باحثون ستانفورد حيث وجدت أن النباتات اليابانية التي تديرها أكبر فائدة وبشكل خاص الشركات الغير محمية ضد تسونامي .
واعترفت تيبكو للمرة الأولى في 12 أكتوبر 2012 أنها قد فشلت في اتخاذ إجراءات أكثر صرامة لمنع الكوارث خوفا من دعوة قضائية أو الاحتجاجات ضد منشآتها النووية ، ولا توجد أي خطط واضحة لوقف تشغيل المحطة ، سوي تقدير إدارة النبات لمدة ثلاثين أو أربعين عاما .
ويجري حاليا إنشاء حاجز التربة المجمدة من أجل منع التعرض المستمر لتشغيل المياه الجوفية بعد صهرها مع الوقود النووي .