للفن ضروب كثيرة ولكن تجتمع كل ضروب الفن على الموهبة، فالموهبة فقط هي من تبرز جمال ورفي الفن، فالرسم والنحت على الخشب أحد أبرز الفنون التقليدية التي تعتبر من أجمل الفنون على الإطلاق والذي برع فيه مجموعة من الفنانين حيث استطاعوا أن يحولوا فن النحت إلى فن راقي جدا من خلال استخدامهم لخشب الأشجار، ومن هنأ بدأت مواهبهم في أن يلمع نجمها لتقديم كل ما هو جديد ومميز، وفي المملكة مجموعة من هؤلاء المبدعين الذين قد تميزوا بفنهم ورقيهم في أن يوصلوا رسالة هادفة من خلال فن الرسم على الخشب، ومن بين هؤلاء المبدعين هو الفنان التشكيلي ” عبد الرحمن الغلث”

الفنان التشكيلي ” عبد الرحمن الغلث”

يعتبر الفنان التشكيلي المبدع عبد الرحمن الغلث من ابرز الفنانين في مجال الرسم على أشجار النخيل، فقد اعتمد في موهبته على توفر أشجار النخيل في منطقة القصيم هذه المنطقة التي قد ترعرع فيها وبزغت موهبته، فعندما رأى توفر السعف والجذوع رأى أنه من الممكن أن يحولها إلى تحفة فنية، بذلك مكن مهاراته وقدراته الإبداعية في أن يحول كرب النخيل وهي الجزء السفلي من السعف إلى تحف فنية مميزة تسرق الأنظار من جمالها، وبالفعل استطاع أن يحقق أمنيته، وقد شارك في مهرجان الجنادرية واستطاع أن يسرق أنظار الحاضرين لأعماله الفنية وبدأ الطلب على أعماله الفنية وحجزها وشرائها.

فقد رأي الغلث أن بإمكانه أن يجمع ملايين من قطع كرب النحيل طالما أنها مهملة وأن يعمل على تحويلها إلى مادة نافعة، وبالفعل قام بذلك في ورشته الصغيرة التي تقع في سوق وسط عنيزة والمعروفة بالتحف والأشغال اليدوية، والتي تعتبر من أهم الوجهات التي يقصدها السياح ومحبي المشغولات اليدوية لاقتناء بعض التحف الجميلة منه، حتى أن معظم محبي هذا الفن يطلبون رسم أشخاص بأعينهم على كرب النخيل للاحتفاظ بها، والغلث قادر على ذلك بفضل مهاراته وموهبته.

أسعار المنحوتات الخشبية

أضاف الغلث أن أسعار المنحوتات الخاصة بأعماله الفنية تتفاوت بين بعضها البعض وأنها ليست جميعا بثمن واحد، ولكن ثمنها ينحصر بين ثمانين ريالا إلى عشرة آلاف ريالا للقطعة الواحدة، واختلاف السعر يأتي من الجهد المبذول في هذه القطع الفنية، فهناك قطع من الممكن أن تحتاج إلى يوم لانجازها وهناك قطع أخرى تحتاج إلى ما هو أكثر من ذلك.

دورة تدريبية لتعلم فن الرسم على الخشب

ليس كل ما يطمح إليه الغلث هو القيام بتصميم كرب النخيل وعمل المنحوتات والقطع الفنية النادرة وبيعها فحسب، بل إن ما يطمح إليه هو أن ينقل خبرته ومهاراته للأجيال القادمة، ومن ثم فقد نظم الشهر الماضي دورة تدريبية استمرت حوالي خمس أيام استطاع من خلالها أن يعلم 15 صبيا أصول فن النحت على كرب النخيل وجعلهم يخوضون هذه التجربة الممتعة لإخراج عدد كبير من أجمل التحف الخشبية الفنية.

وأخيرا فإن الموهبة تتفوق على كل شيء فالأهم الموهبة التي تتمكن من إبراز الفن بصورته الحقيقية، مع توفر الإمكانيات من الخامات والأدوات فيمكن القيام بمجموعة من التحف الفنية مثلما فعل عبد الرحمن الغلث، فقد تمكن من أن يحول أشجار النخيل إلى تحف فنية غاية في الروعة حتى خطف أنظار الجميع بفضل موهبته وقدرته الفنية.