طرق استغلال الوقت
جاء الدين الإسلامي داعياً إلى كل الخصال الخيرة و الحميدة و الصالحة و النافعة للإنسان ومن المعروف أن الإنسان من الممكن أن يعيش خمسون عاماً أو حتى ثمانون أو مائة عام ، ولكن لا يقاس عمره بما قضاه من سنين على قيد الحياة فقط ولكن الأهم هو محصلة من تم عمله بهذا العمر الذي عاش أي مدى ما تم إنجازه من أعمال صالحة أو مهام مفيدة ، أي أن الإنسان قد أستطاع أن يقوم باستغلال وقته بالشكل الأمثل ، حيث من الممكن أن يعيش الإنسان لعدد كبير من السنين ولكنها تكون بلا محصلة مفيدة له أو حتى للآخرين من حوله ، حيث أن الإنسان في تلك الحالة قد عاش ولم يتمكن من الوصول للمعنى الحقيقي من حياته إذاً فكيف يمكن للشخص أن يقوم بالاستغلال الأمثل لوقته في سبيل تحقيق الاستفادة منه في دنياه وفي أخرته ، حيث من المعروف أن الإنسان إذا لم يقوم بالاستفادة القصوى من الوقت المتاح لحياته أصبح بتلك الصورة أشبه بسفينة تتقاذفها الأمواج لا تدري أين هي ذاهبة أو حتى إلى أي هدف تسير فالحياة في مضمونها هي تلك الرحلة القصيرة في سفينة وحولها الأخطار من كل جانب وفي أي لحظة يمكن للإنسان أن يلقى مصيره أي يتوفى ، فكلما كانت خطته مرسومة وهادفة كلما حقق النتيجة المطلوبة وهي الوصول إلى الشاطئ بكل أمان .
أهم البنود و الأسس الواجب توافرها في إدارة الوقت بشكل سليم وهي :-أولاً :-
عملية تحديد الهدف في البداية ، حيث لا تتداخل أوقات ومدد تنفيذ الأهداف بعضهما البعض .
ثانياً :-
التفكر بتلك النتائج الجيدة التي سيكتسبها الفرد لو فكر بشكل سليم في إدارة وقته و استثماره لصالحه .
ثالثاً :-
مراعاة الفرد لقيامه بكل مهامه وأنشطته المطلوبة منه بلا تداخل بينها أو تقصير في بعض منها .
رابعاً :-
عملية الإنجاز للكثير من الأعمال والمهام في زمن صغير .
خامساً :-
العمل على حل العديد من المشاكل ولكن بجهد أقل وفي وقت أقل .
سادساً :-
الشعور بالسعادة والتفاؤل والقوة .
سابعاً :-
عملية التخلص من الهموم والأحزان وبداية حياة جديدة مدارة بشكل جديد ، و مدارة بشكل جيد وسليم ومقنع لعامل الوقت أكمل استغلال.
أهم الطرق للقيام بعملية استغلال الوقت :-
يوجد العديد من الطرق والأساليب الخاصة بعملية استغلال الوقت و استثمارها بالشكل السليم ومنها :-
أولاً :-
قيام الإنسان منذ البداية بتقسيم وقته على أساس أولوياته و أهدافه التي ينتوي تحقيقها أو القيام بها ، حيث يوجد العديد من تلك الأعمال اليومية الأساسية لحياة الإنسان و التي يتوقف عن فعلها كالعمل أو النوم أو تناول طعامه أو القيام بالأنشطة الدينية ، حيث تشغل كل تلك الأنشطة و المهام اليومية وقتاً كبيراً يومياً ، لكن من الممكن استغلال الوقت بشكل سليم من خلال استغلال تلك الأوقات الضائعة والتي تتخلل الأنشطة تلك مثال أوقات الانتظار ، وأيضاً الأوقات التي تبقى فارغة بعد القيام بتلك الأنشطة اليومية أي أوقات الفراغ في أعمال مثل القراءة أو تعلم مهنة جديدة أو مشاهدة بعض الأفلام الوثائقية الهادفة و التي ستعمل على إمداد الإنسان بالمعارف والخبرات و المعلومات التي تفيده في حياته .
ثانياً :-
كانت قد أثبتت العديد من الدراسات العلمية الحديثة أن الإنسان العارف و الدارك لكيفية استغلال وقته في أعمال جيدة ونافعة يكون أكثر سعادة من أولئك الأشخاص الذي يضيعونه وقتهم بدون استفادة حقيقية منه ، حيث أن السعادة هي مفهوم مرتبط بما قام الإنسان أو الفرد بتقديمه من أعمال نافعة فمن الممكن أن يقوم الفرد بحفظ القرآن الكريم أو القيام بالعبادات كالصلاة أو فعل أعمال تطوعية هادفة وضرورية و خيرية ، مثل مساعدة الفقراء أو تعليم علم للآخرين ، أوتقديم التبرع المالي ، أو الدعوة إلى الخير .
ثالثاً :-
القيام بتناسي أي مشكلة قد تصادف الإنسان إذ يجب أن لا يعطيها أكثر من دقيقتان فقط من تفكيري ثم يقوم بعد ذلك على الفور بالانتقال إلى قضية أخرى .
رابعاً :-
على الإنسان قبل أن يقوم بالتفكير في ماذا يمكن أن ينجزه من أعمال في يومه القادم ، حتى يكون مرتب المهام .
خامساً :-
استغلال وقت الفراغ في متابعة بعض البرامج الحوارية الهادفة الرسالة ، و التي تقوم على احترام عقلية المشاهدين لها ، حيث أن تلك البرامج الحوارية الهادفة من أحد أهم وسائل التعلم ، حيث تعمل على إضافة العديد من المعلومات إلى عقل الإنسان .
سادساً :-
إبعاد الشعور السلبي بالفشل ، حيث أن الشعور بالفشل من جانب الفرد هو أحد أعداء استغلال الوقت بل على الإنسان أن لا يستسلم للشعور بالفشل بل يقوم كل مرة بالمحاولات الواحدة تلو الأخرى ، و بالتأكيد سوف يصل للنجاح .
سابعاً :-
وضع الأهداف من خلال تحديد إنجازها بوقت زمني ومن ثم مراقبة الإنسان لنفسه هل أستطاع بالفعل تنفيذ تلك الأهداف المرجوة في الوقت الذي حدده أم لا .