حقل خريص النفطي العالمي
تمتاز المملكة العربية السعودية بمواردها النفطية الضخمة وهناك العديد من حقول الزيت الخام الثقيل والخفيف وكذلك حقول الغاز ومن أهم هذه الحقول حقل خريص حيث يعد من آخر الحقول العملاقة التي تم إكتشافها في العالم بأسره ، ويقع بالقرب من حقل الغوار أكبر حقل بترول في العالم بلا منازع .
البداية …
تم إكتشاف حقل الخريص في عام 1975 ميلاديا ، وفي بداية الأمر كان الإنتاج ضعيف حيث لا يتجاوز 190 ألف برميل يوميا ، وبعد بعض التعديلات من إضافة مرافق لمعالجة الخام المحتوى على الماء زاد معدل الإنتاج حتى وصل إلى 300 ألف برميل يوميا ، ولكن قررت
شركة ارامكو
السعودية عام 1993 ميلاديا بإيقاف العمل بهذا الحقل بسبب ضعف الإنتاج ووجوده في منطقة بعيدة يصعب فيها عمليات النقل والشحن ، وفي عام 2005 ميلاديا بعد إعادة دراسة مشروع الحقل تم إتخاذ القرار ببدأ التطوير والإنتاج بالحقل ، و ذلك بعد أن زاد إستهلاك الطاقة من الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا و أصبح هناك حاجة إلى مزيد من موارد الطاقة ومع زيادة الطلب تم الإستعانة بحقل خريص مرة أخرى ، ومن المتوقع حسب برنامج التطوير الذي وضعته الشركة أن يصل إنتاج الحقل إلى قرابة 1.2 مليون برميل يوميا ، وذلك لمواصفات الحقل وإمكانياته الكبيرة فيبلغ طوله حوالي 110 كيلو متر ، بمساحة تصل إلى 1200 كيلو متر مربع ، ونظرا لبعد الحقل عن المياه تم تطوير المعمل الخاص بالحقل حيث صنف كأكبر معمل تكرير في العالم وتم مد خطوط مياه من الخليج إلى حقول الزيت لحقن الحقول بها كما تم عمل إنشاءات وتطويرات كهربائية بالموقع ، لذا تطلب مشروع حقل خريص من تضافر عدة جهود وشارك في هذا المشروع أكثر من 26 شركة ومكتب مقاولات رئيسي و حوالي قرابة ال 106 مقاول فرعي وما يقارب من 28 الف موظف وتمكنوا بذلك من حفر ما يقارب ال 300 بئر قبل المعد المحدد للإنتهاء من المشروع بحوالي عشرة شهور وذلك بفضل الأساليب الهندسية المبتكرة .
إنجاز وإحتفال …
ونتيجة للتخطيط المتقن والتنفيذ المحكم وتآلف الجهود من جميع المسؤولين بدأ الإنتاج الحقيقي في مشروع حقل خريص، أكبر معمل لإنتاج الزيت في العالم، في يونيو من عام 2009ميلاديا ، لينتج 1.2 مليون برميل من الزيت العربي الخام الخفيف يوميًا ، بما يؤكد دور شركة أرامكو السعودية المحوري في تلبية الطلب العالمي المتزايد على الطاقة ، ولقد تم مشروع خريص في الوقت المحدد وبأقل من الميزانية المحددة إنجاز كبير يستحق الاحتفاء، خاصة أن ذلك تم في ظل ظروف اقتصادية عالمية غير مستقرة ،فقد كان على فريق العمل في المشروع أن يتخطى الصعاب والعقبات غير المسبوقة على مستوى الهندسة والمشتريات وأعمال البناء التي كانت تتم في مختلف أنحاء العالم ، ويرجع هذا النجاح الباهر بالحقل الذي أبهر مختصي الصناعة العالم إلى الجهود المتفانية من قبل آلاف الموظفين في الشركة، ممن عملوا وتوحدت جهودهم مع المئات من المقاولين والموردين من كافة أنحاء الأرض، لقد مثل مشروع الحقل نموذجا يظهر القدرة على ما يمكن تحقيقه عن طريق التخطيط الجيد الدقيق الذي يهتم بجميع التفاصيل، لقد كان برنامج خريص بأبعاده الاستثنائية، ومتطلباته المعقدة، ومقاوليه ، مشروعا بالغ الضخامة بالفعل. كما كانت هناك عدة عوامل أسهمت في إنهاء الشكوك التي روج لها المشككون حول المشروع ، ومن بين ذلك ارتفاع مستوى المخاطر وتراجع الاقتصاد العالمي.
فريق وهدف ورؤية واحدة …
لكن وبالرغم مما أثير من تساؤلات حول المشروع أثناء تنفيذه، إلا أن أرامكو السعودية تصدت للتحديات العديدة التي ارتبطت به وو أستطاعت تحقيق نجاح مميز ، وكان السبب الرئيسي هو أنه كان لدى أرامكو السعودية إصرار مسبق لتنفيذه وفق سياسة الشركة في كل مشاريعها وأعمالها، وهو أن كل المنضمين في إطار المشروع يسعون بدون تعب أو ملل لإنجاز أعمالهم بأقصى درجات الإتقان و الحرفية . بالإضافة إلى إيمان إدارة الشركة وإصرارها على أن تحقيق حلم خريص ، كانت النجاح في خريص يتضمن عدة عناصر محددة ، أهمها التخطيط الدقيق، الإلتزام بالإطار الزمني، والتواصل بشكل واضح مع جميع الأطراف ذات الصلة من بين أشياء أخرى ، ولا شك أن هذه العناصر كلها أدت إلى النجاح في حقل خريص ، و قد أثبتت الشركة من خلاله أن لديها المقدرة، والمعرفة الهندسية، والخبرة في إدارة المشاريع، التي تمكنها من تخطيط وتصميم وإنشاء مثل تلك المشاريع العملاقة برغم كل المصاعب والتحديات .