ما أهمية استشارة الاخرين ؟
الإنسان هو ذلك الكائن الاجتماعي بطبعه وبفطرته حيث لا يستطيع أن يعيش وحيداً أو منعزلاً عن الآخرين بل حتى ليس بإمكانه و أن حاول أن يقوم بتوفير كافة احتياجاته من شتى النواحي وحده دون مساعدة من الآخرين من حوله ودون عملية الاحتكاك المباشر بينه وبينهم فمن يتقن مهنة أو قدرات معينة لا يملكها الأخر ولهذا السبب فإن معيشة الإنسان على الأرض هي تكاملية بطبيعتها وقائمة في الأساس على التعاون والاحتكاك بين الجميع في شتى مناحي الحياة المختلفة والخاصة بحياة الإنسان حتى المناحي الفكرية منها إذ أن الإنسان حتى في تلك العملية الخاصة بالفكر أو بالتفكير واتخاذ القرار لا يستطيع في أحيان عديدة للغاية أن يقوم منفرداً باتخاذ قراره وحده دون الحاجة الملحة والضرورية لاستشارة الآخرين من حوله إذ أن عملية استشارة الآخرين من حوله في أموره وقراراته الفكرية هي من أحد أوجه التعاون بين البشر سواء كانت تلك العملية الاستشارية تخص حياته الخاصة أي قراراته الشخصية أو العام منها كقرارات العمل أو المنصب أو المجتمع و ذلك لكون المحيطون به يمتلكون خبرات أو مهارات أو حتى رؤية مختلفه عنه وتجارب حياتية مما سيعطيه الروية الكاملة من شتى أبعادها لاتخاذ القرار السليم والصائب والصحيح سواء كان هذا القرار خاصا أو عاما يخص آخرون معه ومن هنا جاءت الأهمية الكبيرة لعملية الاستشارة .
تعريف الاستشارة :-
عملية الاستشارة بمفهومها العام هي تلك العملية الخاصة باتخاذ الآراء من المتخصصين أو من الأشخاص ذوي التجارب الحياتية أي الخبرة مما يؤدي إلى الوصول إلى قرار صائب ومناسب وبأفضل صورة له لذا فان عملية استشارة الآخرين في الأمور المختلفة هو أمراً ضرورياً بل قد حثت عليه كافة و أغلب الحركات الإصلاحية والديانات المختلفة وذلك نظراً لأهميتها وهي ذلك الأمر الذي حرص المصلحون على ممارسته وبدرجة كبيرة وذلك لكونهم يمثلون القدوة وذلك لمختلف أصناف الناس ومن هنا كان على الإنسان بل توجب عليه أن يكون دائم الحرص على عملية الاستشارة لمن حوله من الآخرين وبالأخص ممن توافرت فيهم شروط الخبرة ووضوح الروية والإلمام بالقرار أو الموضوع الخاص بالاستشارة .
أهمية الاستشارة للإنسان
:- تكمن أهمية الاستشارة للإنسان في أن تلك العملية الضرورية والتي تعمل على توسيع تفكيره ورويته للأشياء بشكلها الأشد وضوحاً وتضع قراره يصل إلى حد الكمال والوضوح بل أنها تعمل بشكل مباشر وكبير على صقل شخصيته وعلى تنوير بصيرته على نقاط وأبعاد لم يستطيع هو وحده أن يراها وذلك بسبب تفكيره الشخصي فقط مما سيعطيه الدافع على تغيير أسلوب تفكيره وجعله ملماً بالعديد من وجهات النظر الأخرى والأبعاد المختلفة لأي قرار أو موضوع .
كما أن الاستشارة تعمل على إراحة باله وتفكيره وتمنعه من اتخاذ قرارات خاطئة حيث أنها هي تلك العملية الشديدة الضرورة والفرضية والمهمة وليست عملية ترفية أو تكميلية لدى الإنسان فالمعروف أن الإنسان في احتياج دائم وشديد إلى الآخرين وذلك من أجل جمع الآراء والتي تعمل على إعطائه الصورة السليمة والصحيحة والمتكاملة لأي موضوع أو قرار مما سيصب في مصلحته في النهاية وجعله يتجنب اتخاذ القرارات الخاطئة .
ا
لصفات الأساسية والواجب توافرها في الأشخاص المقدمين للاستشارة :-
يجب أن تتوافر العديد من الصفات المميزة لهؤلاء الأشخاص الذين نقوم بأخذ رأيهم واستشارتهم في كافة الأمور المختلفة ومنها :-
أولاً :-
الذكاء والفطنة .
ثانياً :
– العقلانية الشديدة .
ثالثاً :-
سداد الرأي وصوابه .
رابعاً :-
توافر الخبرة الكافية في موضوع الاستشارة .
خامساً :-
القدرة على كتمان السر.
سادساً :-
توافر الرؤية السليمة والصحيحة لموضوع الاستشارة .
رؤية الدين الإسلامي للاستشارة
:- كان قد أمر الله عز وجل رسوله الكريم بضرورة مشاورة أصحابه في قراراته والتي بالأخص تتوافر لديهم فيها الروية الكافية حيث قول الله تعالى (وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين ) ، ومن هنا يتضح مدى حرص الإسلام على زرع مبدأ الاستشارة وأخذ الآراء لما في ذلك من أهمية كبيرة في الحفاظ على المجتمع من القرارات الخاطئة أو الناقصة الرؤية والأبعاد كما أنها تعمل على حماية الفرد من الانفراد باتخاذ الرأي وحده وبالتالي تمنعه من الإعجاب والغرور بنفسه بل لما لها من فوائد تعود عليه بالمصلحة والنفع.