ما هو ” عيد الشكر “وما قصة الاحتفال به ؟
تردد كثيرا هذه الأيام اسم ” عيد الشكر” وهو ما جعل الكثير من العرب يبحثون عن أصل هذا العيد، لأنه ليس من الأعياد الخاصة بنا، فإنه عيد خاص بالأمريكيين، وما زاده اهتماما أن الرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما اعتاد سنويا الاحتفال بعيد الشكر حتى أنه عزم على الاستمرار في القيام بطقوس هذا العيد حتى بعد انتهاء مدته الرئاسية، فكل مواطن أمريكي يعتبر هذا العيد من الأعياد الوطنية ، فبقي أن نعرف ما هو عيد الشكر؟ وما قصة الاحتفال به؟ ولماذا ارتبط بالديك الرومي ؟
ما هو عيد الشكر ؟
عيد الشكر يوافق الخميس الرابع من شهر نوفمبر من كل عام، فهو بداية موسم إجازات رأس السنة في الولايات المتحدة الأمريكية، ويعتبر من أكبر الأعياد الدينية مثله مثل عيد الميلاد المجيد، وقد بدأ الاحتفال بعيد الشكر منذ عام وذلك عندما دعا المهاجرون البريطانيون السكان المحليين وهم الهنود الحمر لاحتفالات وولائم وذلك بعد موسم الحصاد عرفانا منهم بمدى المجهود المبذول من الهنود الحمر بتعليمهم الزراعة كزراعة الذرة والفاصوليا والكوسا وصيد الأسماك.
ما سر ارتباط الديك الرومي بوليمة عيد الشكر؟
ارتبط تناول لحم الديك الرومي بولائم عيد الشكر وعلى الرغم من ذلك فهو لم يكن الطعام الوحيد لقائمة ولائم عيد قد الشكر، بل إن في القرن 17 قد ضمت مائدة الاحتفالات لحوم الأرز والغولان وسرطان البحر والأسماك، ولم يكن إلى الآن ميعاد محدد لدخول الديك الرومي لقائمة ولائم عيد الشكر فهناك رواية تقول بأن الديك الرومي يعود إلى الملكة اليزابيث ملكة انجلترا والتي قد تناولته على العشاء عند علمها بغرق سفن اسبانية كانت في طريقها إلى بريطانيا وقد اقتبس الانجليز منها هذا الأمر، وهناك رواية أخرى تقول أن أمريكا الشمالية كانت موطنا للديوك البرية وهو ما جعل المهاجرين يختارونه حتى أنه يتم تناول 50 مليون ديك رومي بأمريكا سنويا احتفالا بعيد الشكر .
فعيد الشكر هو إجازة وطنية في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والهدف منه شكر الله عز وجل على النعم وحصاد العام الذي قد أشرف على نهاية، وموعد الاحتفال به في كندا يكون يوم الاثنين الثاني من شهر أكتوبر، وتختلف طقوس الاحتفال به في كل مكان عن الآخر.
أجازة عيد الشكر
يعتبر عيد الشكر بداية لموسم إجازات رأس السنة ويتزامن مع الجمعة السوداء والتي تقدم فيه المحلات تخفيضات كبيرة على السلع والمنتجات استعدادا للكريسماس، وهي إجازة رسمية حيث مد الرئيس الأمريكي روزفلت إجازة عيد الشكر عام 1939 لتصلح أسبوع كاملا ليعطي فرصة للتجار بزيادة مبيعاتهم استعدادا لأعياد الميلاد المجيد ولكنه تراجع عن ذلك في عام 1941 لتصبح العطلة يوما واحدا.
تاريخ عيد الشكر
يرجع الاحتفال بعيد الشكر إلى أوائل القرن 17 وذلك بعد هجرة الأوروبيين إلى القارة الأمريكية وذلك للهروب من اضطهاد الكنيسة الإنجليزية، وقد بدأ المهاجرين البريطانيين بالهرب إلى هولندا ومنها إلى الساحل الأمريكي عن طريق قارب خشبي اسمه mayflower وقد كانت رحلة شاقة عليهم وأدت إلى وفاة الكثير منهم بسبب التعب والجوع والمرض، وكانت نهايتها الشاطئ الشرقي لولاية ماساشوستس في عام 1621 تزامنا مع فصل الشتاء حيث البرد القارس وسوء الأحوال الجوية إضافة إلى جهلهم بطرق الصيد والزراعة ولكن من أنقذهم هم اثنين من الهنود الحمر استطاعوا أن يقفوا معهم وعلموهم صيد الطيور والحيوانات والأسماك وزراعة الذرة.
وقد استوطن هؤلاء المهاجرون وأصبحوا مواطنين أمريكيين واحتفلوا بولاة نعمتهم في بلادهم الجديدة وقد وجهوا الدعوة إلى الهنود والقبائل هناك للاحتفال بهذه المناسبة التي قد أسموها ” عيد الشكر” وقد تناولوا فيها الديك الرومي في مأدبة مهيبة، وقد تحول هذا العيد لمناسبة سنوية للاحتفال بالنعم التي يتمتع بها الأمريكيون، ويشارك فيه سائر الأمريكيين بمختلف طوائفهم وأعرافهم ويحتفل به بداخل البيوت وليس في الكنائس حيث يجتمع أفراد العائلة على مائدة كبيرة بها كل ما لذ وطاب.
طقوس عيد الشكر عند رؤساء أمريكا
من ضمن الطقوس الطريقة التي تصاحب عيد الشكر هو تقليد يتبعه البيت الأبيض منذ عام 1989 والذي يقوم به الرئيس الأمريكي بالعفو عن ديك رومي رئاسي يعتقه من الذبح ليلة عيد الشكر أمام حشد من الصحفيين والمصورين لالتقاط صورة الديك الرومي الناجي من ولائم عيد الشكر.