ما هو الفرق بين التوكل و التواكل ؟

التوكل يعرف بأنه هو عملية التفويض لله عز وجل في كل أمور الإنسان الحياتية سواء أمور دراسته أو عمله أو روقه أو زواجه مع العمل و الحرص على الأخذ بالأسباب أي عملية السعي إلى تحقيق ذلك من أجل الوصول إلى النجاح و الأهداف مع وجود الإيمان الراسخ لدى الإنسان بأن ربه عز وجل هو المدبر و الميسر لكل أموره ، حيث أن التوكل هو عبادة لا يعرفها إلا المؤمنون الصادقين ، حيث أنها هي طريق المخلصين المؤمنون بالقصاء و القدر ، حيث كان قول الله عز وجل وذلك في العديد من الأيات القرآنية الكريمة ( وعلى الله فليتوكل المؤمنون )  ، كما أن مفهوم التوكل في اللغة ، قد جاء بمعنى أن تعتمد على غيرك في موقف ما  أو شئ ما أو هدف ما ، أما في الاصطلاح فقد جاء بمعنى صدق القلب في التوكل و الاعتماد إلى الله سبحانه و تعالى في قضاء المصالح و في دفع الضرر أو الإيذاء من الآخرين ، كما أن ثقة المؤمن بما عند ربه جل علاه .


مفهوم التوكل


:-

يختلف تماماً مفهوم التوكل عن مفهوم التواكل عن مفهوم التوكل ، حيث أن التواكل هو عبارة عن عدم الأخذ بالأسباب أو عدم السعي للحصول على الرزق ، وذلك بحجة أن الله يرزق و أن رزق كعبد مكتوب عند ربه ، وأنه سوف يأتيه إن سعى أو لم يسعى ، حيث أن التواكل هو مفهوم يتعارض مع مفهوم الدين الإسلامي لما فيه من دعوة إلى الكسل و الخمول و عدم الاجتهاد بل الاعتماد على الغير دون عمل أو سعي ، حيث أن كل تلك الأمور تتعارض مع مفهوم التوكل على الله ، ولكن فعل ما باستطاعة الإنسان أو لا من سعي و كد و عرق أي بذل ما لدى الإنسان من أسباب أولاً  ثم انتظار النتيجة من عند الله أما عدم بذل أي شيئ وانتظار النتيجة فقط من الله عز وجل فهذا هو التواكل .


أهم الفروق بين التوكل و التواكل


الفرق بين التوكل و التواكل


:- أولاً :- المتوكل :-

هو ذلك الشخص الذي يعتمد على نفسه و يمكن وصفه بالنشاط و المثابرة ، و الكد و بذل الجهد ، أما ذلك المتواكل فهو الشخص المعتمد على غيره و لكن شخصاً كسولاً و خمولاً لا يقوم بأي خطوة إيجابية في سبيل تحقيق أهدافه.

ثانياً :- يساعد الله عز وجل الفرد المتوكل عليه و يحفظه من كل سوء ، ويضع له مفاتيح الرزق و الحيز أمامه بل يعطيه القوة و القدرة على السعي و العمل ، أما ذلك الفرد المتواكل فهو ذلك الفرد الذي لا يحظى بتوفيق الله جل شأنه و لا يرضى الله عنه و لا ييسر له أموره لأنه لم يفعل ما عليه .


ثالثاً :- المتوكل على الله :-

هو شخص كثير الفعل و البذل و التقديم و الدعاء أما المتواكل فهو ذلك الشخص الذي لا يقدم شيئاً و لا يفعل أي أمر بل أن يكون في الغالب شخصاً كثير الكلام قليل الأفعال أو التقديم .


رابعاً :-

يدفع التوكل صاحبه على الإحساس بالأمان و بالاطمئنان على حياته بشتى أمورها و عدم الخوف من إيذاء الآخرين له لأن الله جل شأنه هو من يتولى شئونه و هو يفعل ما عليه ، أما التواكل فإن صاحبه دائماً يكون خائفاً لأنه شخص ضعيف الإيمان و كسول لا يقدم على العمل و السعي .


خامساً :-

المتوكل هو ذلك الشخص الذي يدفعه توكله على الله عز وجل إلى رؤية الحياة كملك للخالق ، و أنه هو من العابدين لله فيها .


سادساً :-

التوكل يقوم بدفع الفرد إلى البهجة والفرح والإحساس بجهده وتعبه وبالأخص عند تحقيقه لأحلامه و أهدافه أما المتواكل فلا شعور بالفرحة لديه ، حيث أنه لم يتعب لكي يرتاح و بالتالي فالحياة لديه متساوية.


سابعاً :-

التوكل على الله سبحانه وتعالى من أهم العبادات ، حيث أنه لا يكتمل إيمان العبد بربه إلا به ، حيث قد ورد في الكثير من الأيات القرانية وهو من تلك الصفات الخاصة بالعباد المؤمنين .


ثامناً :-

اعتماد الفرد على المخلوقات والتواكل عليهم هو شيئ يجلب له الضرر.


تاسعاً :-

التوكل على الله هو ذلك الفعل الذي يجعل العبد في قرارة نفسه مومنا وراضيا عن كل أموره وشئونه الحياتية .


عاشراً :-

التوكل هو فرض من فروض الإيمان بالله جل شأنه وبدينه وهو من أبرز الأمور التي تدل على فهم العبد الصحيح لدينه وتشريع ربه .


إحدى عشر :-

التواكل لا يدفع الإنسان إلى القيام بأي أعمال من شانها التقدم أو تحقيق الأهداف بل أبرز ما ينفعه إليه هو الكسل والخمول .


أثنى عشر :-

التوكل يعطي العبد القدرة والشجاعة ، حيث أنه من كان قلبه معلقاً بربه معتمداً عليه فلا خوف عليه من أي شيء أو أحد ، حيث أن التوكل على المولى عز وجل يعين العبد على القيام بقضاء حوائجه .