ما هو معنى البر ؟
جاء تعريف البر في الدين الإسلامي على أنه هو تلك الأعمال التي بها ينال الإنسان السعادة في دنياه وأخرته ، حيث أن مفهوم البر هو ذلك المفهوم الجامع و الشامل للعديد من العبادات و الأعمال الصالحة المراد بها وجه الخالق عز وجل ، و الحصول من خلالها على رضاه ورحمته ، حيث أن البر كمفهوم كما جاء في أيات المولى سبحانه و تعالى لا يقتصر على الصلاة أو الصيام أو الحج وإنما هو مفهوم شامل يمتد إلى صدق الإيمان والقيام بالواجبات والطاعات مثل طاعة الوالدين والإحسان إليهما والتقرب منهما وأيضاً إيتاء الزكاة وتقديم المساعدة لذوي القربى أي الأقارب و صلة الأرحام و الاهتمام باليتامى و المساكين بكل صوره سواء المادية عن طريق تقديم الدعم المادي لهم أو المعنوية مثل متابعة أمورهم والسؤال عنهم والتبسم في وجههم ، حيث يشمل مفهوم البر كل تلك المعاني والأعمال الجميلة و الصالحة كالتحري في فعل الخيرات والعمل على اجتناب المنكرات والذنوب والمعاصي والصدق مع الناس والعطف على المحتاج منهم والوقوف إلى جانب المريض أي الإحسان إليهم بكل صوره وأشكاله وليس بالمال فقط مثل التبسم في وجه الناس وحسن الحديث معهم وتحمل الأذى عنهم وتقديم النصح والإرشاد لهم والوفاء بالعهود والمواثيق أي أن مفهوم البر في الإسلام هو ذلك المفهوم الذي يشتمل على كل مكارم ومحاسن الأخلاق وكل تلك المعاني الإنسانية النبيلة ، حيث أن البر هو أحد أسماء الله عز وجل وذلك ليبين الله للبشر اتساع فضله و إحسانه ولطفه وكرمه على عباده حيث أن الله تعالى هو الرحيم والرؤوف بعباده من دعاه منهم إجابة وهو الرزاق الذي رزقهم ولم يبخل عليهم في عطائه ، حيث يكون بر الله عز وجل بعباده في الدنيا و في الأخرة أما في الدنيا فذلك يكون عن طريق مضاعفة الأخر لهم وإعطاءهم الكرامات وحفظهم من كل أذي وشر وفي الأخرة بتحقيق ما وعدهم به من النعيم في جنته والفوز بأعلى الدرجات للعباد الصالحين .
الفوائد المتعددة للبر :-
يوجد للبر العديد من الفوائد التي تعود على المومن في دنياه وفي أخرته ومنها :-
أولاً :-
البر هو مفتاح التقوى وزيادة الإيمان واستجابة الدعاء .
ثانياً :-
زيادة الرزق وحلول البركة فيه .
ثالثاً :-
زيادة البركة في الخلف الصالح وفي النسل .
رابعاً:-
أحد أسباب الحصول على السعادة والراحة والأمن في الدنيا.
خامساً :-
أحد الطرق المؤدية إلى الفوز بالجنة ونيل الرضوان من الله تعالى حيث أن جزاء الأبرار عظيم عند ربهم .
سادساً :-
البر من أحد أسباب حب الخلق للإنسان .
أنواع البر
:-
للبر العديد من الأنواع ومنها :-
أولاً :- بر العطاء :-
حيث أن بر العطاء هو أحد أنواع البر والإحسان ، حيث أن الإنسان حينما يقدم المساعدة المالية للفقير أو المحتاج فهو يكون من الأبرار المنعمين و ذلك طبقاً لقول المولى عز وجل ( إن الأبرار لفي نعيم) حيث أن الإنسان كلما تقدم في درجات الإيمان تكون سعادته في العطاء للغير وليس في الأخذ وكلما ضعفت درجات إيمانه توهم أن سعادته تكون في الأخذ ، حيث أن للعطاء أشكال متعددة ، حيث لا تقتصر على العطاء المادي فقط فمنها عطاء العلم وعطاء الخبرة و عطاء الجاه وعطاء النصح والإرشاد و الكثير من أنواع العطاء المختلفة .
ثانياً :-
بر القول :-
حيث أن ذلك من إحدى أنواع البر حيث يكون بر القول من خلال عدم قول كلاما به قسوة للناس والرفق بهم وعدم التفوه بما يجرحهم أو يؤلمهم من كلمات وإلقاء السلام عليهم والبعد عن اغتيابهم بالكلام عنهم وعدم السخرية منهم .
ثالثاً :- بر السلوك :-
وهو إحدى أنواع البر والقائمة على التواضع لمن هو أدنى مرتبة أو اصغر سناً أو اقل مالاً وإعانة الضعيف ونصرة المظلوم على الظالم والوقوف إلى جوار المريض وتقديم التهنئة إلى من إصابة خير أو فرح وتعزية من إصابته مصيبة أو بلاء .
أهمية البر
:-
يعد البر من أحد أهم تلك الأركان الإيمانية الأساسية والتي يكتمل بها مفهوم الإيمان لدى المؤمن وبه ينال ويفوز برضا ربه عز وجل ويحصل على سعادة الدارين الدنيا والأخرة كما أن البر هو من أهم أسباب تماسك المجتمع الإسلامي والحفاظ عليه من التفكك ، حيث أنه بفعله تختفي الأحقاد والفروق الطبقية بين الناس ويحل مكانها الحب والإخاء .