العملات بين الماضي و الحاضر

تعتبر النقود من المقومات الأساسية لأي مجتمع لما لها من دور مهم في النشاط الإقتصادي و بالتالي فهي لم تأخذ هذه المكانة إلا بعد إجماع تام عليها من قبل المجتمعات وذلك خلال فترات تاريخية طويلة مرت بها إلى أن وصلت إلى ما نراها عليه اليوم و قبل الحديث عن تاريخ نشوء العملات و مراحل تطورها لابد من التعريف بها ، فالعملة تعني تلك الوحدة أو القيمة التي تحدد قيمة شيء ما و هي تمثل قيمة التبادل التجاري ، كما أنها تختلف بين مكان و أخر أو بين نظام و أخر فهي متنوعة و مختلفة حسب البلد و المكان التابعة له ، فقديماً كانت العمليات التجارية تتم عن طريق التقايض و بقيت العمليات التجارية على هذا الحال إلى أن تم إختراع العملة التي أستخدمت في تقدير ثمن و قيمة الأشياء



تعريف النقود  :


النقود هي تلك الوحدة الإقتصادية المتوافق عليها بين الجميع و المقبولة  بالإجماع لتحدد قيمة الأشياء أو تلك الوحدة التي تستخدم لسداد دين ما ،أما في لغة لاقتصاد فإن النقود تقسم إلى نوعين

القسم الأول عملة عينية (حقيقية) و القسم الثاني عملة تقديرية

فالعملة الحقيقية هي تلك التي لها وجود ملموس أي قيمتها فيها هي نفسها مثل الليرة الذهبية ((المجيدية )) و أيضاً تقسم إلى نوعين : 1- نقود قانونية  2- نقود مساعدة

أما العملة التقديرية أو العددية فهي تلك التي ليس لها وجود مادي أي قيمتها معنوية أو متعارف عليها و متفق على قيمتها مثل الريال – الدولار – الدينار….الخ وبهذا تعددت العملات على مستوى العالم كما اختلفت قيمتها من بلد لأخر و ما يحدد قيمة عملة ما هو شعبية هذه العملة و روجانها مقابل غيرها من العملات فكلما كثر استخدام العملة زادت قوتها مقابل العملات الأخرى و قد تخصصت كل دولة بعملة معينة كما وقد اجتمعت عدة دول على عملة واحدة (منظومة مشتركة ) و هذا ما نسميه العملة المشتركة .



تاريخ النقود :


اختلفت قيمة العملة عبر التاريخ فقد مرت بعدة مراحل كما ذكرنا من التقايض حتى تبادل المعادن الثمينة من ذهب و فضة إلى أن وصلت للعملة الورقية ومازالت تتطور و تواكب تقنيات العلم المتطورة فأخذت شكل الشيكات و العملات الإلكترونية و قد كانت أول عملية صك للعملة في القرن السابع قبل الميلاد ، حيث تم سكب العملة الأولى بأمر من السلطة و كانت من معدن الذهب و الفضة  في ليديا . وبعدها في اليونان و ممالك حوض البحر الأبيض المتوسط ، ومنها انتقل ليشمل كل المناطق في العالم مثل الصين كوريا اليابان و وصلت الى أوروبا في القرن الرابع قبل الميلاد في مصنع صك العملات في الإمبراطورية الرومانية ناين دي آي  و يذكر أنه ارتبطت صناعة العملة في الإمبراطورية الرومانية بالآلهة  في سنة 269 قبل الميلاد في معبد جونو مونيتا حيث أصبحت تصك من الفضة و استخدمت المعادن في صناعة العملة لعدة أسباب الأول هو كونها هي بحد ذاتها ثمينة و الثاني كونها صلبة وقابلة للتخزين دون تلف و سهولة تقسيمها و ندرة وجودها ومن المعادن التي كانت تستخدم لصناعة العملة :

  • الذهب
  • الفضة
  • النحاس
  • القصدير
  • البلاتين
  • النيكل
  • الألمنيوم
  • مزيج من الذهب و الفضة و النحاس و النيكل حيث كان هذا أفضل مزيج للحصول على ناي دي آي أي أفضل جودة مطلوبة .



مقومات العملة :

لكي تستطيع اعتبار شيئاً ما عملة لابد من توفر فيه الخصائص التالية :

أولاً : قابل للقياس.

ثانيا ً: متفق عليه.

ثالثاً : من السهل تقسيمه إلى أجزاء.

رابعاً : يمكن نقله بسهولة.

خامساً : لا يبلى مع مرور الزمن.

سادساً : هو بحد ذاته قيمة.

لازال الإنسان يسعى للتطور و خاصة الاقتصادي الذي يعتبر العمود الفقري للمجتمع إذ يكمن الهدف الأساسي من العملة هو رغبة الجماعات في تطوير نظامها الاقتصادي و تطوير عمليات التبادل التجاري و تطوير حياتها و تحديد قيمة منتجاتها و وسائل إنتاجها و تحديد قيمة أملاكها و تقسيم العمل و تقدير قيمة الفائض من انتاجها ، فكانت فكرة صك العملة هي الخطوة الأولى على هذا الطريق وتبعها الكثير من الخطوات و التطورات إلى أن وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم