ما هو الجهاد ؟
الجهاد في الإسلام هو مفهوم قد شرعه الله عز وجل وذلك لتحقيق الغايات السامية ألا وهي الإعلاء لكلمة الله تعالى في الأرض والقيام بإنشاء مجتمع وصرحاً إسلامياً سليم وإقامة حدود وشرع الله في أرضه ومقاومة ومحاربة المعتدين والكفار ، حيث أن رؤية الدين الإسلامي للجهاد هي رؤية تقوم على أن الجهاد وسيلة وليست غاية ، حيث أن مفهوم الجهاد الصحيح هو ذلك المفهوم الذي يقوم على نشر المفاهيم السليمة وبذل الجهد في سبيل تحقيقها سواء كان هذا الجهد في شكل جهاداً للنفس أو في شكل قتال ومحاربة المشركين وأعداء الإسلام وليس هو ذلك المفهوم المقرون بالإرهاب وترويع الأمنين والاعتداء عليهم مثلما سوقه البعض في عصرنا الحالي وجعلوه طبقاً لمفاهيمهم المغلوطة عن الدين الإسلامي يعني إرهاباً .
تعريف الجهاد
:-
يعد تعريف الجهاد في اللغة بأنه هو ذلك الجهد أو الطاقة المبذولة من جانب الفرد أما في معنى الجهاد شرعاً أي من وجهة نظر المفهوم الشرعي فهو بذل الجهد والطاقة في مقاومة النفس أو في قتال ومحاربة الكفار والمشركين وأعداء الأمة الإسلامية وكل من يضمر السوء والشر للمسلمين بغرض الأضرار بهم .
مراتب الجهاد
:-
للجهاد في الدين الإسلامي العديد من المراتب والأنواع له حيث منها :-
المرتبة الأولى :-
جهاد النفس وهو إحدى أنواع الجهاد وهو جهاد له أربعة أنواع أساسية وهي :-
أولاً :-
مجاهدة النفس عن طريق تعليمها الهدى والصلاح .
ثانياً :-
الفعل والاتباع أي العمل بالهدى بعد تعليمه والالتزام به .
ثالثاً :-
دعوة الآخرين إلى الهداية والصلاح .
رابعاً :-
الصبر والتحمل والقدرة على تحمل المشاق والمتاعب الخاصة بالدعوة .
المرتبة الثانية :- مجاهدة الشيطان :-
وهي جهاد الشيطان والتغلب على مصائده ومكره وتزينه للمعاصي والخطايا والابتعاد عن الشبهات والصبر.
المرتبة الثالثة للجهاد :-
وهي مرتبة تنقسم إلى ثلاثة أنواع من الجهاد وهي :-
أولاً :- الجهاد باللسان :-
وهو يكون عن طريق النصح والإرشاد والتوجيه إلى الناس عن طريق الكلام .
ثانياً :-الجهاد بالمال والنفس :-
وهو يعني الجهد المبذول ولكنه بشكل مادي ومغنوي .
ثالثاً :- الجهاد بالقلب :-
وهو جهاد يعتمد على استنكار الآثم والفعل السيئ داخلياً من القلب مادام ليس هناك سبيل إلى التغيير أو الجهاد غيره.
المرتبة الرابعة للجهاد :-
وهي جهاد أهل المنكرات والخطايا والبدع بعدة وسائل من بينها :-
أولاً :- باليد إذا قدر :-
وهي منعهم أي أهل الأثام والخطايا من إتيان الذنوب بالقوة أي باليد لكفهم عن إتيان الذنوب .
ثانياً :- باللسان :-
وهي توجيه اللوم والنصح والإرشاد وتعريفهم بخطاياهم وذمها.
ثالثاً :- بالقلب :-
وهو عن طريق استنكار ما يفعله أهل المعاصي وتقبيحه في قلب الإنسان ونبذه .
الحكمة من فرض الجهاد
:-
من المعروف أن الله سبحانه وتعالى ، لا يفرض أو يمنع أو يوجب شيئاً في دينه إلا لصالح العبد وبما يخدم مصلحة عبده في الدنيا وفي الأخرة إذن فهناك حكمة من فرض الجهاد في الدين الإسلامي وهي :-
أولاً :-
العمل على هداية البشر والى عبادة الله عز وجل وعدم الإشراك به .
ثانياً :
– نصرة المظلوم وأخذ حقه من الظالم ومقومة الظلم .
ثالثاً :-
التصدي والدفاع والوقوف أمام أي محاولات من شأنها النيل من الوطن أو من الأعراض والأموال والأنفس وحمايتها من أي اعتداء أو ضرر أو عدوان .
أحكام الجهاد في الإسلام وأهم شروطه
: الجهاد في الإسلام هو فرض كفاية على جميع المسلمين إلا جهاد النفس فهو فرض عين ، حيث أن الجهاد له أحكام وشروط وضوابط خاصة به وينبغي توافرها في الشخص أو الفرد المجاهد وهي :-
أولاً :- التكليف :-
حيث ألزم الإسلام على الشخص المجاهد ، أن يكون مكلفاً أي يكون شخص بالغ وتتوافر لديه العقلانية وعامل الإدراك .
ثانياً :- الحرية :-
وهي أن يكون الفرد حراً لا عبداً أي غير مملوك لسيد ما يعني أنه هو من يمتلك قرار نفسه وليس مسئولاً من أحد غيره .
ثالثاً :- الذكورية :-
حيث أن الجهاد قد تم فرضه على الفرد الذكر أي الرجل وليس الأنثى فلا جهاد للنساء ، حيث أنه لم يفرض عليهن من الله عز وجل.
رابعاً :- إذن الوالدان :-
فرض الإسلام على المجاهد المسلم أن يقوم أولاً باستئذان والديه فان لم يوافقا فلا جهاد له إذ يجب موافقة الوالدين ورضاهما.