ماهي السندات الدولية ؟
من أكثر المصطلحات تداولا في الفترة الأخيرة هو سوق السندات الدولية والذي انتشر بشكل كبيرا جدا، فبناء على انتشار الانترنت والحصول على معلومات أكثر عن الأسواق المالية في جميع أنحاء العالم جعل سوق السندات الدولية أكبر فرصة للمتداولين، والذي من خلاله يتم كسب عوائد أعلى وتنويع المحفظة التجارية، مما يسمح بظهور أدوات مالية جديدة مثل عقود تبادل أسعار الفائدة والعملة لأصحاب السندات والاستفادة من الأسواق الخارجية، فالسند معروف أنه مستند قانوني تعترف به الجهة التي أصدرته وتلتزم بموجبه بدفع مبلغ معين مقابل إقراض قيمة السند المكتوبة عليه ” القيمة الاسمية “كما تلتزم بدفع الفوائد المنصوص عليها في السند وتحسب أسعار الفائدة على أساس القيمة الاسمية للسند وبغض النظر عن اختلاف سعر السند في سوق الأوراق المالية، ولكن ماذا عن السندات الدولية؟ هذا ما نورده في المقال بشكل مفصل.
تعريف السندات الدولية
تعرف السندات الدولية على أنها السندات التي تصدر في بلد ما لصالح مقترض أجنبي، وقد أصبحت السندات الدولية الآن من أهم التوظيفات الاستثمارية طويلة الأجل، لذلك أصبحت تمثل جانبا مهما في محفظة الاستثمارات المالية لأي مؤسسة.
أهمية السندات الدولية
ترجع أهمية السندات الدولية إلى عدة عناصر هي كالآتي :
1- أن السندات الدولية هي أداة ملائمة يمكن من خلالها توظيف الأموال في مجالات مضمونة وقليلة المخاطر .
2- تعتبر أيضا استثمارات طويلة الأجل مما يجعلها تساهم في إعادة توزيع المدخرات على المقرضين على المستوى الدولي .
3- كما تعتبر السندات الدولية أداة ذات سيولة مرتفعة على الرغم من طول استحقاقها ومن هنا يمكن التنازل عنها في البيع في السوق الثانوية.
أقسام السندات الدولية
تنقسم السندات الدولية إلى ثلاث أقسام هي السندات الأجنبية، والسندات الأوروبية، وسندات اليورو
أولا السندات الأجنبية
تعرف السندات الأجنبية بأنها السندات التي يتم إصدارها من قبل أشخاص غير مقيمين في الدولة التي يتم إصدار وتداول السندات فيها، فعلى سبيل المثل فإن السندات الأجنبية التي يتم إصدارها من أي كيان آخر غير الولايات المتحدة يمكن تداوله في سوق الولايات المتحدة وتصدر هذه السندات بعملة أخرى ويكون لها ألقاب مختلفة.
ثانيا سندات اليورو
وهي أيضا السندات التي يتم إصدارها في عملة مختلفة عن عملة البلد التي يتم إصدار السندات بها، فعلى سبيل المثال نجد أن سندات اليورو دولار مقومة بالدولار الأمريكي، بينما سندات اليورو مقومة بالين الياباني، وجميع هذه السندات المرتبطة باليورو تجمع بين عدة مميزات أبرزها أنها مكتتبة من قبل نقابة أو هيئة دولية، وتعرض على مستثمرين من كل مكان في العالم.
ثالثا السندات الأوروبية
هي تلك السندات التي يتم إصدارها وتداولها في سوق السندات الأجنبية التابع بلد واحد أو أكثر، فهي السندات التي يصدرها المقترضون المنتمون إلى دولة معينة خارج حدود دولتهم في سوق رأس المال لدولة أخرى وبعملة تختلف عن عملة الدولة التي يتم طرح السندات فيها، فعلى سبيل المثال لو قامت شركة أمريكية ببيع السندات في لندن مقيمة بالمارك الألماني فإن هذه السندات تعتبر سندات أوروبية.
مزايا السندات الدولية
1- تعدد عملات الإصدار حيث تصدر السندات الدولية بعملات مختلفة، فالدولار مثلا هو العملة المفضلة ويليه المارك الألماني.
2- جمع المدخرات وإعادة توزيعها على نطاق دولي بحيث يقوم سوق السندات الدولية بتجميع المدخرات وإعادة توزيعها على نطاق دولي واسع بين مختلف فئات المقترضين الذين يفضلون هذا النوع من الاقتراض، فسوق السندات الدولية بذلك يعتبر حلقة الوصل بين المدخرات المتوفرة عالميا والاحتياجات إلى مصادر طويلة الأجل .
3- تمتاز السندات الدولية السيولة العالية وإمكانية تحويلها إلى نقود عن طريق بيعها عند الحاجة وتكون السندات مكفولة ومضمونة من قبل الجهة التي أصدرتها ” المصارف والحكومات “.
4- انعدام حق المراقبة والإشراف ففي بعض القروض يجد المقرض نفسه مجبرا على صرف القروض في أوجه محددة ولكن السندات الدولية عكس ذلك حيث لا تلتزم الجهة التي تم الإصدار منها بأوجه استثمار معين ولا تسمح بالمراقبة والإشراف على المشاريع المزمع تنفيذها.
مخاطر التعامل بالسندات الدولية
لاشك أن السندات الدولية تقوم بالعملات الدولية المختلفة أي أن هذا السوق مرتبط ارتباطا وثيقا بأسواق العملات وما بها من اضطرابات وتقلبات، والتي من الممكن أن تؤثر على قرارات المستثمرين من جهة وزيادة القيود من السلطات النقدية المحلية من جهة أخرى وذلك لحماية الاقتصاد الوطني من النتائج السلبية التي تصاحب التقلبات في الأسواق النقدية والمالية ومن هذا أن سوق السندات الدولية مرتبط جوهريا بما يسود سوق العملات الدولية من مظاهر الاستقرار أو عدم الاستقرار وذلك من حيث العرض والطلب أو من حيث أسعار الفائدة لمختلف الآجال.