النقيب ” عامر الرميح ” فقد ساقه داخل حقل ألغام
كثيرآ ما نسمع أو نشاهد عن أشخاص يقدمون تضحيات للقريبين منهم حتى يكونوا سعداء وبأمان ، لكن لا نتوقف عند هذه القصص كثيرآ ، فقد اعتدنا أن الإنسان حين يضحي فهو يضحي من أجل أشخاص قريبين منه ، أو أعزاء عليه ، لكن ما يجعلنا نتوقف عنده بالفعل هو أن نجد شخصآ يقدم تضحية كبيرة لأشخاص لا يعرفهم ، حتى ينعموا بالسعادة والأمان ، دون أن ينتظر أي مقابل لتضحيته الكبيرة هذه ، فهؤلاء الأشخاص هم حقآ أشخاص عظماء ، فهم يعرفون المعنى الحقيقي للتضحية ، ويبذلون كل ما في وسعهم من أجل إسعاد غيرهم ، دون أن ينتظروا شكرآ من أحد .
والحقيقة أن الشعب السعودي كله شعب كريم ، يعرف بمروئته ، وشهامته ، وإقدامه ، و من بين هذا الشعب نجد العديد من النماذج التي تعتبر نماذج عظيمة بحق ، فهناك نماذج يمكن أن نتعلم منها الكثير ، وتضيف لحياتنا الكثير من المعاني العظيمة ، والقيم الجليلة ، وتتواجد هذه النماذج بكثرة داخل مؤسسات الجيش والشرطة السعودية ، فإن أردنا البحث ، لوجدنا آلاف القصص والنماذج العظيمة الدالة على التضحية من أجل الغير ، بالنفس والروح ، دون إنتظار أي مقابل إلأ من الله سبحانه وتعالى وحده .
نقيب سعودي فقد ساقه داخل حقل ألغام :
تبدأ أحداث قصة البطل الذي نتحدث عنه في مقالنا اليوم في ، حيث بدأت القصة بوجود تكليف لمجموعة من الضباط بإنتشال جثمان أحد الشهداء من رجال الحد الجنوبي الذين توفوا داخل الأراضي اليمنية على الحدود السعودية ، حيث قامت هذه المجموعة بعمل دراسة جيدة للمكان ، ومداخله وخارجه ، وكيفية الوصول له والخروج منه أيضآ ، وكان منفذو هذه المهمة هم 12 شخص ، وكان قائدهم هو النقيب ” عامر الرميح ” ، وهو أحد أمهر الضباط ، ومعروف بكفائته وشجاعته بين زملاءه ، وقد تم إختياره في هذه المهمة بشكل خاص لأنها مهمة غير سهلة ، وبها الكثير من عوامل الخطر .
بداية القصة :
في البداية ، ومع بدء العملية فقد انطلق النقيب ” عامر الرميح ” في طريق يبدأ من جبال السعودية بالخوبه وينحدر إلى الأراضي اليمنية ، وبعد الوصول إلى القمة والمراقبة المكثفة لموقع الجثة الذي يبعد قرابة الساعتين مشياً على الأقدام ، وصل الفريق عند الساعة التاسعة صباحاً وبدأ بوضع الجثة في كيس الإسعاف وحملها بنجاح ، وقد ظن أن القصة إنتهت على هذا النحو ، دون أن يخطر بباله أن المشكلات ، والمخاطر لم تأت بعد ، فقد كانت هذه هي بداية الحادث .
إصابة النقيب عامر الرميح :
بعد إنهاء النقيب عامر الرميح لمهمته ، فقد بدأ يسلك طريق عودته من جديد هو ومن معه أيضآ ، لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ، فقد دخل الفريق الرميح ومن معه داخل حقل خطير من حقول الألغام ، فقد دخلوا هذه المنطقة بعد إضطرارهم لتغيير مسارهم بمسار بديل لدواعي أمنية .
وكان مع الفريق الرميح الوكيل رقيب عطا الله الحويطي والعريف عوده العطوي يحملان على اكتافهما جثمان الشهيد ، أما بالنسبة للنقيب عامر ، فقد كان يسير خلفهم حاملاً أسلحتهم وعتادهم لتخفيف الوزن عليهم ، وفجأة أثناء سيرهم انفجر لغمآ في الوكيل رقيب عطا الله ، فسقط أرضآ ، لكن الفريق الرميح حاول أن يتصرف وينقذ باقي زملاءه ، لكن للأسف فقد انفجر فيه هو أيضآ لغمآ فسقط أرضآ .
عندها طلب الفريق الرميح من زملاءه ان يذهبوا ويتركوه قبل أن يصيبهم أي ضرر ، لكنهم رفضوا وأصروا على البقاء بجواره وإنقاذه في أسرع وقت ممكن ، وهو ما حدث بالفعل بعد ذلك ، فقد انقذه زملاءه وقاموا بتوصيله للمستشفى ليتم إسعافه في أسرع وقت .
أما بالنسبة لرد فعل النقيب الرميح بعدما فقد ساقه فقد أكد أنه راض تمامآ ويحمد الله سبحانه وتعالى ، مؤكدآ أنه وقت وقوع الحادث لم يتذكر غير زوجته وأولاده ، ويحمد الله أنه عاد إليهم ، كما وصف النقيب الرميح هذه العملية بأنها كانت ناجحة في الدنيا والآخر ، فالله عنده حسن الثواب .