ما هو حلف بغداد ؟

دائماً ما تظهر في العالم العديد من الدول التي يكون من ضمن أهدافها التوسع والسيطرة والنفوذ السياسي والاقتصادي ، حيث شهد العالم العديد من الأمثلة على ذلك عبر التاريخ وكمثال لذلك عاشت دول العالم فترة ما قبل الحرب العالمية الأولى والثانية تحت وتيرة الأطماع التوسعية الألمانية إذ كانت ألمانيا تسعى إلى فرض سيطرتها على العالم ودوله بل وتطمح في القضاء على أهم دولتين استعماريتان يمتلكان مستعمرات حول العالم بريطانيا وفرنسا إذ أن ألمانيا قد رأت أنها هي الأحق بتلك المكانة بالتوسع الجغرافي وأيضاً النفوذ السياسي والاقتصادي والسيطرة ، حيث كانت قد أدت تلك الأطماع الألمانية إلى اندلاع الحرب العالمية الأولى والثانية ولكن فشلت في تحقيق ذلك إذ خرجت مهزومة مدمرة من الحرب العالمية الثانية حيث كانت قد ظهرت قوى أخرى جديدة قد بدأت قوتها في الظهور مثل الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي حيث أنه على الرغم من تحالفهما من أجل هزيمة ألمانيا بقيادة هتلر ، إلا أنه بمجرد انتهاء الحرب العالمية الثانية ونهاية أحلام ألمانيا ممثلة في هتلر النازي إلا وقد بدء الصراع والتنافس على من سيتولى التأثير والسيطرة والقوة على العالم هل هي الولايات المتحدة الأمريكية أم الاتحاد السوفيتي ، حيث بدأت كلاً من القوتان فرض سيطرتهما وبدأ التنافس بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية .

وعلى الرغم من عدم نزاعهما العسكري بالشكل التقليدي المتبع في الصراعات إلا أنهما قد خاضاه حرباً من نوع جديد تسمى الحرب الباردة وهي حرب النفوذ والاقتصاد والتأثير والأضرار بالأخر بشكل غير مباشر ومن خلال الآخرين فكانت البداية حيث أسس كل منهما حلف عسكري اقتصادي ضد الأخر ومصالحه مثل :-


أولاً :- حلف شمال الأطلسي :

– الناتو وكان تحت زعامة الولايات المتحدة الأمريكية ومجموعة دول غرب أوروبا ، حيث كان قد أخذ ينشر مبادئ الاقتصاد الحر الديمقراطي الرأسمالي  ، حيث كان قد تأسس في عام ( 1949 ) م .


ثانياً :-

حلف وارسو

:

– والذي كان قد تم تحت زعامة الاتحاد السوفيتي حيث كان يضم دول أوروبا الشرقية ودولة الصين حيث اعتمد على الفكر الاشتراكي الشيوعي كعقيدة أصلية له لمواجهة حلف شمال الأطلسي بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية وفكرها الرأسمالي حيث تم توقيع أوراق الإعلان عن تأسيس الحزب في عام ( 1955 ) م أي جاء بعد تشكيل

حلف الناتو

بزعامة أمريكا .


بداية التفكير في حلف بغداد :-

اتجهت الأنظار إلى الدول العربية وبالأخص دول العالم الإسلامي لما تشكله تلك الدول من أهمية اقتصادية مؤثرة في الاقتصاد العالمي ، وبما يمكن أن تلعبه كدور سياسي مفيد جداً في الصراع العالمي بين القوتين الولايات المتحدة الأمريكية من جهة وبين

الاتحاد السوفيتي

من جهة أخرى  ، حيث حاولت كل قوة من القوتان استقطاب تلك الدول العربية إلى صفها والى أهدافها وفكرها المعادي للقوى الأخرى فبدأ الاتحاد السوفيتي ، والذي يمثل الأفكار الشيوعية ببعدها الاشتراكي في استمالتها إليه ولكن كانت العقبة أن تلك الدول العربية أغلب شعوبها تدين بالدين الإسلامي والذي يتعارض بشكل مباشر مع مبادئ الشيوعية التي يمثلها الاتحاد السوفيتي وحلفه الممثل في حلف وارسو فعملت الولايات المتحدة أيضاً على التنبيه لهذا الخطر الذي يتهدد مصالحها وأهدافها فعملت على الاتصال بتلك الدول الشرق أوسطية وبالأخص المجاورة منها الاتحاد السوفيتي لتمنع ذلك الاستقطاب السوفيتي لها فكان حلف بغداد وبداية تكوينه .


نشأة حلف بغداد


نشأه حلف بغداد :-

قامت الولايات المتحدة الأمريكية ببداية تأسيس هذا الحلف من دول المنطقة العربية ليكون حاجزاً لامتداد الفكر الشيوعي للاتحاد السوفيتي ورقعة نفوذه وتأثيره  ، حيث أوكلت الولايات المتحدة تلك المهمة إلى بريطانيا فبدأت بريطانيا بعمل ،  وإنشاء الحلف والذي ضم تركيا ودولة إيران ودولة أفغانستان وباكستان والعراق بنظامها الملكي وقتها  ، حيث لم يدوم انضمام العراق لحلف بغداد لوقت طويل حيث كانت الثورة أو ما يعرف بالانقلاب العسكري على النظام الملكي في العراق وتم إعلان العراق جمهورية حيث انسحبت العراق بالفعل من الحلف وذلك بضغوط مباشرة وقوية من كل مصر والمملكة العربية السعودية وذلك لرؤيتهما السياسية الواضحة والمبنية على أن تظل دول المنطقة العربية على الحياد ، حيث انهما ليسا طرفاً من أطراف ذلك الصراع الذي هو في الأساس بين قوتان تبحثان عن مصالحهما بل قامت كل من مصر والسعودية بتأسيس منظومة جديدة تسمى دول عدم الانحياز وذلك لضمان الوقوف ضد حلف بغداد بأبعاده السياسية البعيدة عن مصالح الوطن العربي والمنطقة .