ما هي أول معركة بحرية إسلامية ؟
كان المسلمون قد أدركوا بأنه يجب أن يكون لهم أسطولاً بحرياً قوياً يكون لهم درعاً وحماية من أي هجوم يستهدف الحدود الإسلامية وفي نفس الوقت عوناً لهم على الفتوحات ، حيث أن المسلمون كانوا قد اعتادوا على الحرب البرية بشكل أكبر طوال تاريخهم الحربي إلا أن الضرورة تقتضي وجود أسطول بحري إسلامي ، حيث كان أول من أقترح الفكرة معاوية بن أبي سفيان والى بلاد الشام ، حيث قام المسلمون ببناء أول أسطول حربي بحري لهم في عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه والذي كان قد جرى عمليات بناءه سفنه وتجهيزها من عدد من السفن البحرية والتي كانت موجودة في موانئ بلاد الشام ومصر كشكل مبدئي ثم بدأ التطور في الإنشاء الخاص بالأسطول البحري وبدأ المسلمين بناء أسطولهم البحري حيث كان قد تم الانتهاء من عمليات صناعة وبناء السفن الحربية الإسلامية بشكل سريع للغاية حيث كانت أولى معاركه البحرية هي مواجهة الأسطول الخاص بالامبراطورية البيزنطية في معركة بحرية سميت بذات الصواري حيث كان الأسطول البيزنطي يشكل بالفعل خطراً مباشراً للولايات الإسلامية وللدولة الإسلامية نفسها .
سبب تسمية معركة ذات الصواري بهذا الاسم :-
كانت قد سميت تلك المعركة الحربية البحرية الأولى في التاريخ الإسلامي بهذا الاسم والتي حقق فيها المسلمون رغم قلة عدد سفنهم الحربية وضعف خبراتهم البحرية القتالية عن أسطول الدولة البيزنطية صاحبة التاريخ الحربي البحري الطويل الانتصار على البيزنطيين ، حيث أطلق على تلك المعركة البحرية هذا الاسم نسبة إلى عدد السفن المشاركة في القتال فيها من الجانبين الجانب البيزنطي والجانب الإسلامي ، حيث قدم فيها المسلمون خير الأمثلة على الإيمان بنصر الله مهما كان عدة واستعدادات العدو وما يملكه من خبرات قتالية بحرية عالية وقاموا بالقتال بشراسة وقوة عدوهم إلا أن تمكنوه من هزيمته والقضاء على أسطوله البحري في البحر الأبيض المتوسط ومن ثم إنهاء سيطرته العسكرية عليه .
أسباب اندلاع معركة ذات الصواري :- أولاً :-
كانت قد رأت الدولة البيزنطية أن المسلمين بتفكيرهم ببناء أسطول بحري سوف يشكل تهديداً مباشراً عليهم وعلى دولتهم حيث توصلوا إلى ضرورة حرمان المسلمين من استكمال بناء ذلك الأسطول لما يشكله من تهديد مباشر على الدولة البيزنطية وأيضاً تهديداً مباشراً لنفوذهم البحري القوي في البحر الأبيض المتوسط .
ثانياً :-
العمل على ضرورة إجهاض وتدمير البحرية الإسلامية الناشئة والنامية وذلك بعد محاولتها غزو قبرص .
ثالثاً :-
إجهاض أحلام وطموحات الدولة الإسلامية ومساعيها وتدبيرها الهادفة إلى فتح العاصمة الخاصة بالدولة البيزنطية القسطنطينية مما يعنى تهديدا على بقاء الامبراطورية ووجودها.
رابعاً :-
انتهاز قلة عدد السفن البحرية الإسلامية وضعف خبرة المسلمين البحرية لجرهم إلى هزيمة تنال من روحهم المعنوية الكبيرة وخاصة بعد هزائم الدولة البيزنطية الكبيرة أمامهم .
بداية أحداث المعركة :-
سارع قسطنطين الثاني وريث الإمبراطور هرقل بإعداد أسطول بحري كبير وعظيم ليقاتل به الأسطول البحري الإسلامي حيث وصلت أعداد سفنه ما بين ( 700 ) إلى ( 1000 ) سفينة تقريباً ، قام الإمبراطور قسطنطين الثاني بقيادة الأسطول البحري البيزنطي بنفسه بينما تولى قيادة الأسطول البحري الإسلامي عبد الله بن سعد بن أبي سرح والي مصر ، حيث وصل عدد السفن الإسلامية حوالى 200 سفينة فقط تقريبا حيث قد قامت ما يعادل حوالى نصف القوة العسكرية الإسلامية بالنزول إلى الشاطئ ، وذلك تحت قيادة بسر بن أبي أرطاة ، حيث كانت خطة المسلمين تقضي بقتال الجيش البيزنطي المرابط على اليابسة والقيام بأعمال استطلاعية تفيد الجيش الإسلامي لمواقع ووضع القوات البيزنطية وبالفعل بدأت المعركة بين الجانبين الجانب البيزنطي من جهة والجانب الإسلامي من جهة أخرى وبدأ القتال بين الأسطولين ، حيث كان القتال بينهما في البداية من خلال التراشق بالسهام والحجارة إلا أن نفذت حجارة وسهام الجيش الإسلامي فقاموا بربط سفن البيزنطيين بسفنهم ، حيث بدأ الاندفاع من المسلمين إلى ظهر السفن البيزنطية وبدا القتال وجها إلا وجه بكل أنواع الأسلحة مثل الخناجر والسيوف ، حيث دار القتال الشرس والعنيف بين الجانبين المسلم والبيزنطي ، حيث قتل من المسلمين الكثير ومن الجيش البيزنطي أعداد أكبر بكثير لدرجة أن الإمبراطور قسطنطين نفسه جرح في القتال حيث لم ينج من تلك المعركة البحرية الشرسة من الروم إلا عدد قليل للغاية .