ماهو معنى اليقين بالله ؟
الطبيعة البشرية للإنسان هي الشك في الغالب ، على الرغم من ذلك فأنه من الممكن توظيفه لصالحه فهو شيء إيجابي للفكر البشري فربما يكون هو دافعه على استخدام إمكانياته وقدراته البشرية في البحث عن الحقيقة فإن وصل إلى الحقيقة عن يقين كان من أكثر البشر سعادة وسروراً ، الشك في أحيان أخرى يكون هو عائقه حائطه المنيع أمام الحقيقة فهو يمنعه من الاستمتاع بحياته بينما اليقين يجعله أكثر سلاماً وأملاً نفسياً مع نفسه ومع الآخرين من حوله ، لذلك فلابد للإنسان أن يمتلك اليقين ، الذي سيكون بدوره اكثر سعادة وراحة بدلاً من الشك الذي سوف يجعله طوال الوقت يعانى لا يستطيع الراحة فهو لا يملك يقينا إذن فاليقين هو عبارة عن الإيمان بوجود شيء ما بل والاقتناع به بأن وجوده حقيقة لا تقبل الشك أو التفكير ، حيث أن اليقين هو إجماع كل الحواس البشرية للإنسان مثل العقل والقلب والضمير والروح بوجود شيء ما ، فاليقين بوجود الله سبحانه وتعالى كمثال لليقين لا يلزم للمتيقنين بأنه عز وجل موجود ، حيث أنهم لم يسمعوه أو يلمسوه أو يتذوقوه أو تكلموه معه أو راءوه ، إذن وبالرغم من ذلك فهم متيقنون من وجوده ، متأكدين من ذلك بالفعل أي أن اليقين هنا هو ذلك الشيء الذي نتوصل من خلاله إلى الإيمان بوجود الله سبحانه وتعالى من خلال الآثار والعلامات والنظام الكوني شديد الدقة والتجانس إذن فإن اليقين قد قام بإلغاء الحواس الأساسية للإنسان بد دفع بحواس أخرى إلى العمل مثل الروح والقلب والفكر فهي من رأت وهي من أدركت وأيضاً مثال الجاذبية الأرضية فعلى الرغم من أننا لم نلمسها أو نراها أو نتذوقها أو نكلمها أو نسمعها إلا أننا متأكدون من وجودها بما لاحظناه من علامات وجودها وحكمها فينا وبل تأثيرها اللامحدود على جميع من يشاركنا كوكب الأرض إذن فمن الممكن أن نعرف اليقين بأنه مجموعة من القناعات الثابتة والأبدية بوجود شيء ما بناء على تأثيره أو حتى بناء على ما نتج عنه من نتائج نعرفها وذلك فبل حدوثها ومثل المطر فعندما ننظر إلى السماء ونراها ملبده بالغيوم والسحب ندرك هنا أنها على وشك أن تمطر وينزل منها الماء علينا ولكن كيف أدركنا هذا التوقع والنتيجة أن المطر سوف ينزل على الأرض على الرغم من أننا لا نلمسها أو نكلمها إذن أنه اليقين أننا مومنون بالعلامات تلك من غيوم وسحب إذن فالنتيجة قادمة لا محالة .
أهمية اليقين
:-
لليقين أهمية كبيرة في حياتنا البشرية حيث أن الإنسان من غيره سوف يفقد شعوره بالراحة والسعادة والسرور المبني على الاطمئنان من خلال النتيجة القادمة والتي هو متيقن أشد اليقين بقدومها فلو تخيلنا مثلاً أن إنسان فقد اليقين بوجود الله سبحانه وتعالى فما سوف يترتب على ذلك هو عدم الاطمئنان بالقادم بل الشعور بالخوف ، حيث سيسود القلق والخوف من سير حياته وسير أموره الحياتية سوف يخاف من يومه ومن غده ومن مستقبله فقد أصبح كل شيء مجهولاً غير معلوم ما باليقين فأنه سيكون متيقنا بوجود الله سبحانه وتعالى ، مما يعني الطمأنينة على كل شيء إذن فسيكون أمناً على يومه وغده ومستقبلا ً وعلى أموره القادمة بل حتى نهاية رحلته بالدنيا ، حيث تكون الحياة اسعد وسيبتعد الخوف والقلق مما يجهله من غيبيات وأما في أخرته فأنه سوف يكون سعيداً لمعرفته اليقينية بما أعده الله سبحانه وتعالى لعباده المومنين وأيضاً في الدنيا إيمانه بل يقينه بأن الله سبحانه وتعالى معه يطمئنه ويرزقه ويشفيه ويوفر له سبل الحياة على هذا الكوكب الأرضي ، حتى عند الابتلاء والمصيبة سيكون يقينه بأن الله عز وجل أختاره ليصبر ويحمد الله ويرفع عنه الذنوب ومن ثم ترتفع درجته في الأخرة إذن فتلك هي السعادة بشكلها الكامل ومن هنا تأتي أهمية اليقين في حياة الإنسان .
مراتب اليقين
:-
لليقين مراتب معينة ومنها :-
أولاً
: –
عامل العلم والمعرفة :- حيث أنه كلما ازدادت علوم ومعارف وثقافة الإنسان كلما أزداد يقينه بالأشياء حيث يكون لديه القدرة عن الرؤية أكبر وأكثر من الآخرين حوله.
ثانياً
:-
الرضا بقضاء الله :- لليقين دوراً هاماً في الإيمان بقضاء الله وقدره للإنسان حيث سيرضي الإنسان بما أرسله الله تعالى إليه سواء من نعم أو ابتلاءات بدافع من يقينه أن ذلك هو قدره والمكتوب له عند ربه .
ثالثاً
:-
زيادة القرب من الله سبحانه وتعالى :- اليقين والإيمان فكلما تعلق العبد بربه بناء على يقينه بوجوده عن طريق عمل الأعمال الصالحة وترك من قد حرمه الله عز وجل أزداد قرباً من الله سبحانه وتعالى وأعطاه الله من فضله ما يتمنى إذن فإن اليقين شيء أساسي في حياة الإنسان فهو أساس لحياته وسعادته في دنياه وفي أخرته .