“محمد أحمد الرويح ” … مؤسس أول مكتبة في الكويت
يعد الشيخ محمد احمد الرويح أحد أعمدة التاريخية والذي قام بتأسيس أول مكتبة وطنية بداخل دولة الكويت ، حول نشأة الشيخ محمد احمد الرويح ومراحل الدراسته ورحلته مع انشاء اول مكتبة وطنية بداخل دولة الكويت ، كان لنا ذها التقرير
نشأة الشيخ محمد احمد الرويح :
ولد المرحوم محمد احمد الرويح عام 1889 بدولة الكويت ، وكبر وترعرع في الأحياء القديمة لها وتحديداً في الحي الشرقي بمنطقة الدبوس القريبة من فريج الزهاميل بدولة الكويت .
الحياة الدراسية للشيخ محمد احمد الرويح :
لأما عن الحياة الدراسية للشيخ محمد الرويح ، فقد بدأ دراسته في سن السادسة وكانت بدايتها بمدرسة المرحوم أحمد الفارسي رحمه الله، حيث تعلم بها القراءة وحفظ القران الكريم، بالإضافة إلى مبادئ الرياضيات ، والجدير بالذكر أنه دائماً كان في حالة شغف مستمر إلى تعلم المزيد من العلوم المختلفة ، فالتحق بمدرسة المرحوم عبد الوهاب الحينان رحمه الله وامضى بها عامين من الدراسة، وخلال هذه الفترة أصبح قادر على القراءة بشكل جيد، ومن ثم استطاع أن يقرأ الكتب التي كانت يرغب في قراءتها من قبل ، وبمرو الوقت شاخ والده وأصبح يشعر أنه بحاجة لمساعدة ابنه محمد للعمل معه في ” الدكان ” الذي كان يمتلكه والذي كان يقع في الجهة المقابلة لمسجد السوق القديم ، ومن أجل ذلك قام باخراجه من مدرسته بيظل بجانبه ويساعده في عمله .
خلال هذه الفترة بدأت علاقة وطيدة تربط الشيخ محمد بالقراءة ، فأصبح يقرأ كثيراً ثم تطرق الى مجالس الكثير من المثقفين ورجال الأدب من أهل الكويت في ذلك الوقت منهم المرحوم الشاعر محمود شوقي الأيوبي رحمه الله، واستطاع أن يتقابل معه من خلال الرحلات البرية لأساتذة المدرسة المباركية عام 1918 م ، بالإضافة إلى الشاعر محمود الأيوبي والذي كان خير عون وصديق له في العديد من المجالس الأدبية ، وخلال هذه الفترة كان الشاعر الايوبي من يقوم بتزويده بالكتب التي يحتاجها ، وشيئاً فشيئاً استطاعت القراءة ان تتملك قلب الشيخ محمد حتى أصبح أسيراً لها .
الشيخ محمد الرويح ورحلته مع افتتاح المكتبة :
بدأت فكرة انشاء مكتبة وطنية بدولة الكويت حلم يرواد العم محمد رحمه الله وبدأ يحاول تحقيقه ، ولكنه مازال لا يعرف من أين يبدأ ،وخلال هذه الفترة ، قام بمراسلة إحدى دور النشر في الهند لشراء بعض كتب الأدب والشعر والقصص وبالفعل وصلت الكتب إلى الكويت بعد أيام من طلبها، وحينها كان سعر هذه الكتب حوالي 400 روبية ولكنه لم يمتلك هذا المبلغ ، حينئذ شعر بالحرج من أن يطلب من والده استكمال المبلغ ، لذلك قرر أن يطلب المساعدة من أحد أصدقاء والده ، وبالفعل قام بمساعدته في ذلك ، كما قام بالاتصال برجل أخر لتوفير المبلغ للكتب المستوردة من الهند ومن ثم تسلم المرحوم العم محمد الكتب القادمة من الهند، وفي عام 1920 قرر عمل معرض خاص بهذه الكتب وقام بعرضها للبيع ، حينها لاقت استحسان الكثيرين وإقبال كبير من أهل الكويت ، الأمر الذي شجعه على الاستمرار واستيراد المزيد من الكتب لبيعها وتكون لديه رأس المال، ثم قام بعد ذلك بافتتاح أول مكتبة في تاريخ الكويت بالقرب من مسجد السوق القديم واستمر الاقبال جيداً ، مما دفعه الى البحث الى مكان أكبر، وفي عام 1923 ، تم افتتاح المكتبة الكبري له في “شارع الأمير بالمباركية” وقام باستيراد المزيد من الكتب من البحرين ومصر والهند وبيروت وقام بعدها بإحضار الصحف والمجلات وفتح مجال للاستعارة لبعض الزبائن لقراءة الكتب وإرجاعها مرة اخرى الى المكتبة ، وفي عام 1927 تم نقل المكتبة الى مقرها الجديد والذي كان يقع في الذي السوق الداخلي القديم وكان يطلق عليها المكتبة الوطينة
وفي 10 مارس 1996 ميلادي خسر الكويت احد اهم رجالها وتوفي المرحوم العم محمد أحمد الرويح، مؤسس المكتبة الوطنية في الكويت .