الملك مانسا موسى أغنى الأغنياء في التاريخ

حاجي كانجا مانسا موسى ” ولد عام 1280 – وتوفي عام 1337 ” . كان مانسا هو الملك العاشر ، الذي أخذ لقب “السلطان” أو “الإمبراطور”، وكان من أثرياء إمبراطورية مالي التي تقع في غرب أفريقيا .

حاجي كانجا مانسا موسى

خلال صعود موسى إلى العرش ، تألفت إمبراطورية مالي من الأراضي التابعة سابقا لإمبراطورية غانا (في الوقت الحاضر جنوب موريتانيا وميلي) “مالي” والمناطق المحيطة بها مباشرة .

مانسا موسى امبراطور مالي

حصل موسى علي العديد من الألقاب ، بما في ذلك أمير ميلي ورب المناجم وغيرها من الألقاب ، وما لا يقل عن عشرة ألقاب أخرى ، ويشار الى ان مانسا موسى بأنه قد غزا 24 مدينة ، والمناطق المحيطة بها التي تحتوي على القرى والعقارات ، خلال فترة حكمه .


معلومات عن الملك مانسا موسى :


مانسا موسى ، هو إمبراطور القرن الرابع عشر لإمبراطورية مالي ، وهو الحاكم الإفريقي الأكثر شهرة في القرون الوسطى وفي العالم خارج أفريقيا ، وقد قام بحجه متقنة إلى مدينة مكة المكرمة في عام 1324 ، وتقدم له الحكام في الشرق الأوسط وأوروبا ، وأعلن بأنه القيادي في مالي ، وهي الدولة التي امتدت عبر ألفي سنه من المحيط الأطلسي إلى بحيرة تشاد والتي شملت كل أجزاء الدول الحديثة من موريتانيا ، السنغال ، غامبيا ، غينيا ، بوركينا فاسو ، مالي ، النيجر ، نيجيريا ، وتشاد ، وتضمنت عقود من السلام والازدهار في غرب أفريقيا .

وفي عام 1312 أصبح موسى هو الإمبراطور بعد وفاة سلفه أبو بكر الثاني ، وعندما توج ، أصبح اسمه مانسا بمعنى الملك . كان مانسا موسى على دراية كبيرة باللغة العربية . أصبح أول حاكم مسلم في غرب أفريقيا ، وقد قام برحلة تقطع فيما يقرب من أربعة آلاف ميل إلى مكة المكرمة ، وقام بالتحضير للحملة التي استغرقت سنوات حيث شارك فيها عمل الحرفيين في العديد من البلدات والمدن في مختلف أنحاء مالي ، وفي عام 1324 بدأ موسى الحج مع حاشيتة المكونه من آلاف المرافقين ، وأخذ معه أيضا كميات كبيرة من الذهب ، وبعضها تم توزيعها على طول الرحلة .

وكان يرافقه الآلاف من الموظفين وأنصاره الذين يرتدون الملابس الغنية ، وقدم موسى التبرعات السخية للفقراء والجمعيات الخيرية وكذلك تجاوز عن حكام الأراضي والوفد المرافق له ، واثناء توقفه في القاهرة ، بمصر ، أعطى لهم الإمبراطور الكثير من الذهب ، الذي أدي إلي انخفاض وجيز في قيمتها ، في سوق الذهب بالقاهرة واستمر لعقد من الزمن .

وعند عودته من مكة المكرمة ، جلب مانسا موسى معه للعلماء العرب ، والبيروقراطيين الحكوميين ، والمهندسين المعماريين ، ومن بين أولئك الذين عادوا معه كان المهندس اسحق الذي كان يعمل في شركة Teudjin والذي قدم تقنيات البناء المتطورة في مالي ، وقام بتصميم العديد من المباني للإمبراطور بما في ذلك قصره الجديد الذي اسماه Madagou، ومسجد في غاو ، حيث كان ثاني أكبر مدينة في مالي ، ولا تزال قائمه ، وهناك المسجد الكبير في تمبكتو ، وهي أكبر مدينة في الإمبراطورية ، وكان اسمه مسجد Djinguereber ، الذي قام بتصميم شركة Teudjin الأكثر شهرة لغرفة الإمبراطور في العاصمة المالية Niani .

وعزز حج مانسا موسى التربية الإسلامية في مالي بالإضافة إلي المساجد والمكتبات والجامعات وكذلك جلب موسى الوعي من قبل القيادات الإسلامية الأخرى ، مع زيادة الأهتمام بالتجارة والعلماء والشعراء والفنانين ، مما يجعلها واحدة من المدن الرائدة في العالم الإسلامي خلال الوقت التي كانت فيه معظم الدول المتقدمة من اسبانيا الى وسط الهند مسلمه ، حيث كانت تمبكتو بوضوح تقع وسط أفريقيا الإسلامية جنوب الصحراء الكبرى .

و جلب حج موسى أيضاً لمالي انتباه أوروبا ، لقرنين من الزمان حيث أنتجت رسامي الخرائط الإيطالية والألمانية والإسبانية وخرائط العالم ، التي أظهرت مالي ، حيث أشار إليها مانسا موسى بإعتبارها أول هذه الخرائط التي ظهرت في إيطاليا في عام 1339 مع اسم مانسا موسى وأمثاله . وتوفي مانسا موسى في عام 1337 بعد حكم استمر خمسة وعشرين عاما ، وقد خلفه ابنه ، Maghan .


أولا الحج إلى مكة المكرمة :


مانسا موسى ، كان حفيد من Sundiata، وهو مؤسس سلالتة ، والذي وصل إلى العرش في عام 1307 ، وفي السنة ال17 من حكمه لعام “1324” ، كان المبين على حج مكة المكرمة ، وكانت هذه الحجه التي نبهت العالم إلى ثروة مالي الهائلة ، حيث استقبلته القاهرة ومكة المكرمة بهذه الشخصية الملكية ، التي تألقت في الموكب ، وفي التفوق الذي أستخدمه المؤرخون العرب ، مع السفر من عاصمته Niani على نهر النيجر العلوي لWalata ” ، ورافق مانسا موسى قافلة جاذبه للإعجاب والتي كانت تتألف من 60000 رجلا ، من بينهم حاشيتة الشخصية التي تضم 12،000 من العبيد ، والذين كانوا يرتدون الديباج والحرير الفارسي ، والإمبراطور نفسه كان يركب على ظهور الخيل ويسبقه مباشرة حوالي 500 من العبيد ، وكل الموظفين المتزنين بالذهب ، وبالإضافة إلى ذلك ، كان قطار الأمتعة لمانسا موسى يضم 80 من الإبل ، تحمل كل منها 300 رطل من الذهب .

ومع معجزة الكرم والتقوى لمانسا موسى ، كذلك الملابس الجميلة والسلوك المثالي من أتباعه، التي لم تفشل في خلق الأنطباع الأكثر ملاءمة ، وقد حكمت القاهرة علي زيارة مانسا موسى من جانب واحد من أعظم سلاطين المماليك ، آل الملك الناصر ، بالكياسة الكبيرة للإمبراطور الأسود وبالرغم من ذلك ، تم اجتماع بين الحاكمين وقد انتهى في واقعة بدبلوماسية خطيرة ، ولذلك كان مانسا موسى يهتم بالاحتفالات الدينية التي كان من الصعب إقناع السلطان للقيام بزيارة رسمية لها .

ونجد المؤرخ العمري ، الذي زار القاهرة بعد 12 سنة من زيارة الإمبراطور ، وجد سكان هذه المدينة التي يبلغ عددها يقدر بنحو مليون شخص ، لا يزال يكثر بالمديح للمانسا موسى . كان أفخم إمبراطور في الإنفاق حيث أنه أغرق السوق في القاهرة بالذهب ، مما تسبب هذا في الانخفاض من قيمتها في وقت لاحق في بعض الأسواق لمدة 12 عاما ، ولم تكن قد تعافت تماما .

أعترف الملك بوميبول ادولياديج بالحشد في بانكوك خلال احتفالات الذكرى ال60 من اعتلائه للعرش ، وقال القصر الملكي في تايلاند يوم الخميس 13 أكتوبر ،عام 2016، أن تايلاند تؤييد الملك بوميبول ، علي أطول أحتفال سائد في العالم .

وكان حكام دول غرب أفريقيا جعلت الحج إلى مكة المكرمة صعب قبل مانسا موسى ، ولكن تأثير رحلته كانت ملتهبة لإعلان كل من مالي ومانسا موسى إلى أبعد من القارة الأفريقية وتحفيز الرغبة بين الممالك الإسلامية في شمال أفريقيا ، وبين العديد من الدول الأوروبية أيضا ، للوصول إلى مصدر هذه الثروة التي لا تصدق .


الإسلام والحج إلى مكة المكرمة :


كان موسى مسلم متدين ، وظروف الحج إلى مكة جعلته معروف في جميع أنحاء شمال أفريقيا والشرق الأوسط . وكان الدين الإسلامي قد دفع موسى “لدخول عالم مثقف من شرق البحر الأبيض المتوسط”، وكان يقضي الكثير من الوقت لتعزيز نمو الدين في إمبراطوريته .

قدم موسى خلال حجته مابين عام 1324-1325، بموكبه الذي شمل 60000 رجلا من بينهم 12،000 من العبيد الذين حملوا كل فرد منهم أربعة أرطال من سبائك الذهب ، وكان الموظفين يرتدون الحرير وهم راكبون علي ظهور الخيول المنظمة ويحملون أيضاً الذهب ، حيث قدم موسى كل الضروريات للموكب ، بإطعام الشركة بأكملها من الرجال والحيوانات ، وتشمل تلك الحيوانات 80 من الإبل التي حملت ما بين 50 و 300 جنيه من غبار الذهب .

وأعطى موسى الذهب للفقراء الذين التقى بهم على طول طريقه ، وكذلك للمدن التي مر بها في طريقه إلى مكة المكرمة ، بما في ذلك القاهرة والمدينة ، حيث كان تداول الذهب كهدايا تذكارية ، وأفيد أنه كان يبنى مسجد كل يوم جمعة في أي مكان يصل فيه .

وقد تم توثيق رحلة موسى من قبل عدد من شهود العيان على طول طريقه ، الذين كانوا في رهبة من ثروته وموكبه الكبير ، وتوجد سجلات في مجموعة متنوعة من المصادر ، بما في ذلك المجلات والحسابات التي تذكر عن طريق الفم ، وتاريخها .

ومن المعروف أن موسى قد زار السلطان المملوكي لمصر ، الناصر محمد بن قلاوون ، في يوليو عام 1324 . ولكن الإجراءات السخية لموسى دمرت اقتصاد المناطق التي مر من خلالها (عن غير قصد) ، في مدينتي القاهرة والمدينة المنورة ، ومكة المكرمة ، بسبب التدفق المفاجئ من الذهب الذي أدي إلي انخفاض قيمة المعدن في العقد المقبل ، حيث أن أسعار السلع والتركيبات تضخمت إلى حد كبير ، ولتصحيح سوق الذهب ، وهو في طريق عودته من مكة المكرمة ، اقترض موسى كل الذهب الذي يمكنه من أن يقاوم المرابين في القاهرة ، ليحد من سعر الفائدة المرتفعة . هذه هي المرة الوحيدة التي سجلت في التاريخ أن رجلا واحدا يسيطر بشكل مباشر على سعر الذهب في منطقة البحر الأبيض المتوسط .


غزو المملكة سونغاي :


وتفيد التقارير بأن مانسا موسى ، كان الإمبراطور الذي يمتلك أكبر الشركات في العالم في ذلك الوقت ، ولاحظنا ان الامر يستغرق سنة على السفر من واحدة من نهاية إمبراطوريته إلى أخرى . فمن المعروف أنه خلال رحلته إلى مكة المكرمة ، قام واحد من جنرالاته ، Sagmandia (Sagaman-دير”، بتوسيع الإمبراطورية عن طريق الاستيلاء على العاصمة سونغاي غاو ، حيث تمتد مملكة سونغاي لعدة مئات من الأميال عبر الطريق ، بحيث تم الفتح بالاستيلاء على الأراضي الواسعة .


Meet Mansa Musa


وأشار الرحالة ابن بطوطة في القرن ال14 أن الأمر استغرق حوالي أربعة أشهر للسفر من الحدود الشمالية للإمبراطورية مالي لNiani في الجنوب .

وكان الإمبراطور يشعر بسعادة غامرة لذلك من قبل اقتناء الجديد ، ولذا قرر تأجيل عودته إلى Niani ، لزيارة غاو بدلا من ذلك ، وهناك ألتلقي بشخصية الملك سونغاي لأتخاذ الملك اثنين من ابنائه كرهائن ، في كل من غاو وتمبكتو ، وهي مدينة سونغاي التي تنافس تقريبا غاو في الأهمية ، وكلف مانسا موسى أبو إسحاق الساحلي ، وهو شاعر غرناطة والمهندس المعماري الذي كان قد سافر معه من مكة ، ببناء المساجد ، وتم بناء مسجد غاو من الطوب المحترقة ، والتي لم تستخدم من قبل ، وتم استخدامها حتى ذلك الحين ، كمادة للبناء في غرب أفريقيا .