ما هي العلمانية ؟

العلمانية مفهوم يقصد به الاهتمام بكل ما يخص الدنيا أي الأمور الدنيوية حيث تعمل العلمانية على فصل الدين لشكل كامل عن الاتجاهات و الآراء السياسية و الانتماءات فهي تؤمن بالاستقلالية أي استقلال الأمور الدنيوية  عن غيرها ، حيث أنها تقوم على القيام بعملية فصل جميع  القوانين و الأوامر التي تضعها الدولة و مؤسساتها لمواطنيها كالإجبار على أعتناق دين معين أو حتى التدين بشكله العام أو الالتزام بعادات أو موروثات أو تقاليد لا تروق لشكل الحياة العلمانية المتحررة ، حيث أن لكل فرد أن يقوم باختيار ما يناسبه وفقاً لاختياره ، حيث أن العلمانية كمفهوم يقبل التطوير في أي مجتمع يتواجد به ، حيث أنها دائماً ما تعمل بعيداً عن فريضة التدين بل حتى أن البعض من العلمانيين يعتبرون ذلك ميزة من مميزات العلمانية ، إذ أنهم يعتبرون أن العلمانية منعت الدولة و سلطاتها من التدخل في الأمور الدنيوية و توظيفها لخدمة مصالحها أو توجهاتها ، حيث أنها ترى أن الإيمان المادي بكل ما هو مادي ملموس أهم بكثير من الإيمان بأمور الدين و الغيبيات فيه حتى من الناحية الاقتصادية فهي ترى العقل متن يقوم بها وفقاً لمصالح الدولة بعيداً أيضاً عن رأي الدين فيه و هي تنظر إلى المستقبل فقط  ، تنكر  الأخرة ، بل تقوم بتحويل نظرة الأفراد إلى النظرة المادية بدلاً من نظرة الدين .


الركائز التي تقوم عليها العلمانية :- أولاً :-

هي تؤمن بأن عملية الانتماء إلى بيئة أو ثقافة أو مجتمع هو المفهوم للمواطن ، حيث لا تضع الدين أساس في عملية الانتماء و المواطنة ، حيث أنها ترى أن المصلحة الخاصة بالدولة هي أهم اعتباراتها و إستراتيجية أخذ القرار فيها ، استبعاد الدين بكل مفاهيمه و تقاليده و عادات و ثقافة الشعوب عن الاتجاه السياسي للدولة.


ثانياً :-

تعتمد على المصلحة العامة للدولة و المصلحة الخاصة للفرد فقط و تضعها أساس للتشريع و للقانون .


ثالثاً :

– تعتمد على القوانين الدستورية للدولة و التي تنتهج مبادئ حقوق  الإنسان و بذلك يكون نظام الحكم عادل ، إذا أعتمد حقوق  الإنسان بمنظورها العام طبقاً لما وصلت إليه المفاهيم الإنسانية ، التطور البشري  ، مفاهيم التقدم ، الحضارة بعيداً عن التقاليد و العادات الخاصة بالمجتمع ، بعيداً عن دينه أو موروثاته القديمة .


الأسس في تربية النشء :-

تكون في العلمانية على أساس التربية الدنيوية و عملية تحقيق الذات للفرد للتقدم والرقي بعدياً عن التربية الدينية وفقاً لأي معتقدات أو مفاهيم دينية ، تعتمد حتى في تكوين الحكومة و سلطاتها كلها دنيوية مثل مصلحة الوطن  ، مصلحة الفرد ، لا دخل للدين فيها .


الفروق بين الدولة المدنية و الدولة العلمانية :- أولا :- الدولة المدنية :-

هي تعتد على نظرية التمدن و التطور الحضاري و هي تتكون من عدة مؤسسات أساسية ، حيث أن الاعتبار الأساس فيها للمواطن ، تطبيق القانون على الجميع داخل المجتمع دون تمييز لدين أو جنس أو عرق فالجميع سواسية أمام القانون حيث الواجبات الملزمة للجميع و الحقوق الضامن للجميع داخل المجتمع متساوون و الأساس في الدولة المدينة يكون القاعدة الأساسية فيه لوضع القوانين الأساسية الممثلة في الدستور و التشريعات الخاصة بالدولة و هي قاعدة الالتزام لجميع أفرادها بالقوانين و التشريعات الخاصة بالدولة بعيداً عن أي مفاهيم أخرى .


ثانياً :- الدولة العلمانية :-

هي دولة تكون مرجعيتها الأساسية المادية و النظريات العلمية الحديثة و الديمقراطية التي هي في الأساس نابعة من العلم الإنساني و كنتاج لتطوره  الحضاري ، الثقافي ، حيث النطاق الأوسع  في العلوم الإنسانية ، و ما وصل إليه الإنسان  من طرق للحياة الحديثة التي لا ترتبط برؤية دينية أو عقائدية هي تكون بعيدة عن الاستناد بأي شكل إلى قاعدة دينية أو معتقدات أو عادات و تقاليد تخص جماعة أو أفراد حيث أن الأفكار البشرية و المعرفية هي الأساس في طرق وضع القوانين و التشريعات التي تنظم حياة الأفراد في المجتمع أو الدولة و تراعي مصالحهم فقط و مصلحة الدولة دون أي اعتبارات أخرى لدين أو عرق أو عرف فقط حتى و أن كان التي مخالفاً لقواعد العادات و الدين و التقاليد