ما هو النظام الاشتراكي ؟
الاشتراكية هي إحدى النظريات السياسية و الاجتماعية التي قامت و نشأت في أواخر القرن التاسع عشر بشكل علمي ، و لقد كانت هناك الكثير من الكتابات الاشتراكية قبل هذه الفترة و لكنها كانت تعرف بالاشتراكية الرومانسية ، إلى أن جاء الفيلسوف كارل ماركس و هو فيلسوف و علم الاجتماع و الاقتصاد الألماني و ألف في المبادئ الاشتراكية و الشيوعية الكثير من الكتب و المقالات التي قامت عليها هذه النظرية و تطورت فيما بعد على أيدي الكثير من الاقتصاديين و السياسيين على حداً سواء ، و تنقسم الاشتراكية العلمية إلى ثلاثة مناهج أو فروع علوم في البحث ، و هي الاقتصاد السياسي ، و المادية الجدلية ،المادية التاريخية ، من المفترض أن تقوم دراسة هذه العلوم و القيام بتطبيقها في دراسة المجتمعات بتحقيق شروط المعرفة في طبيعة المجتمع و احتياجاته إلى التطور للقيام بالثورة الاشتراكية التي تتحدث عنها الكتابات الاشتراكية بشكل عام .
مفهوم النظام الاشتراكي :
وهو نظام تتبناه و تنتهجه الدول للعمل على التنمية الشاملة ، حيث يقوم على ركيزة أساسية و هي عملية مراقبة الدولة على النشاط الاقتصادي والتدخل المباشر فيه ، وذلك للحدّ مما ينتج عن عملية الاستغلال
الرأسمالي
لثروات البلاد و مقدراتها ، والتي تعمل على توفيرها الدولة للعامة ، ومنع تركّز الثروة في أيدي عدد محدود من الأشخاص ، و كذلك القيام على توفير فرص عمل للمواطنين بالدولة تقوم على نظام عادل بعيداً عن استغلال أصحاب الثروات لهم ، ولقد ازداد تأثير الفكر الشيوعي مع ازدياد حدة الأزمةِ الاقتصادية العالمية العظمى ، والتي مرت بها المجتمعات الرأسمالية في خلال الفترة من عام 1929 – 1933 م ، حيث أصبحت تلك المجتمعات تعاني أشد المعاناة من زيادة نسب البطالة و والفقر الشديد .
مميزات النظام الاشتراكي :-
ويتميز بعدة سمات أساسية هي كالتالي :
أولاً : الملكيةِ العامة
( الشعب بكل طبقاته و أطيافه ) و امتلاكهم لوسائل الإنتاج ، حيث يهدف و يركز الفكر الاشتراكي على منع التملك الفردي ، مثال تركز الثروة في أيدي الفئة الحاكمة و الغنية في المجتمع و التي تستغلها تلك الطبقة كوسيلة يتم عن طريقها استعباد العامةِ و استغلال حاجاتهم مقابل عوائد ضعيفة و زهيدة، تكاد لا تكفي قوت يومهم ، حيث يعتمد النظام الاشتراكي على عدم السماح للأفراد بتملك وسائل الإنتاج بالمجتمع ، وأن تكون هذه الوسائل ( ملكيّة عامة في أيدي المجتمع كافة بكل شرائحه ) ، و لا تقتصر على أفراد معينين مثال ( الطبقة الغنية) .
ثانياً :التخطيط :
ويقوم ذلك النظام على وجود ( جهاز مركزي للتخطيط ) ، حيث يقوم بعملية وضع الخطط و تحديد الأهداف التي تهتم و تركز في الأساس إلى الرقي بالمجتمع و السعي إلى تحقيق الاكتفاء للشعب ، و ذلك يكون عن طريق توفير العمل والسلع و الخدمات لجميع المواطنين داخل الدولة ، وتلتزم كل المنشآت على العمل على تحقيقها أثناء فترة زمنيّةٍ معينة ومدروسة بدقة ، وهذا لضمان التوافق بين الموارد و بين احتياجات المواطنين ، و السعي إلى تحقيق الأهداف المرجوة لعملية الرقي والتنمية و الحد من الفقر والبطالة قدر الإستطاع.
ثالثاً : القيام بتوفير ما يلزم لسد الحاجات الاجتماعية :
ويقوم النظام الشيوعي بعملية دراسة عامة و شاملة لحاجات الأفراد في المجتمع من الخدمات و السلع المتنوعة ، والموارد المتاحة للدولة لتوفير هذه الخدمات والسلع ، و ضخ الاستثمارات التي يمكن القيام بها و طريقة تطبيقها على أكمل وجه ، للعمل على تأمين احتياجات الأفراد في الدولة من الخدمات و السلع اللازمة لحياتهم وتوفيرها قدر المستطاع .
عيوب النظام الاشتراكي :-
هناك مجموعة من السلبيات التي تهدد استمرارية النظام الاشتراكي يمكن إجمالها فيما يلي :-
أولا:
-ضعف الحوافز الفرديّة ، المركزية الشديدة الصارمة في اتخاذ القرار .
ثانياُ :-
البيروقراطيّة و القوانين المتشددة إدارياً .
خاتمة :-
إلا أن التجربة قد أثبتت أن تلك العيوب في النظام الاشتراكي قد أدت في الغالب إلى انكماش الدول اشتراكية وانهيار بعضها في بعض الأحيان ، و لكن تبقى المبادئ السّامية هي التي تأسس عليها ذلك النظام هي الأفضل من حيث نصرة الفقراء و الكادحين في العالم .