قصة القلم الذي أهداه الملك عبد الله رحمه الله للكاتب تركي الحمد
أحيانا التشجيع يأتي من نظرة لا يفهمها الكثير فالبدء في أي عمل يحتاج بلا أي شك إلى تشجيع لأن التشجيع هو أحد أسس النجاح ، ومن أهم الأعمال التي تحتاج حقا إلى التشجيع هي الكتابة والعمل الصحفي لأنه العمل الوحيد الذي يظهر الموهبة الحقيقة مع إبداء الرأي والذي يتطلب حرية التعبير في العمل الصحفي ، فكم من كاتب وصحفي قدم الكثير من المقالات والكتب ولم يلق أي تشجيعا بينما يواجه الكثير من الصعوبات التي غالبا ما تؤدي إلى إحباطه، ولكن الصحفي المتميز هو فقط من يتحدى منتقديه ويعمل من أجل أن يوفر لنفسه مناخ مناسب للعمل ليثبت ذاته أمام نفسه وأمام الجميع ولا سيما منتقديه، وهو ما حدث بالفعل مع الكاتب تركي الحمد الذي قد تحدى كل شئ من أجل أن يثبت على رأيه على الرغم من الهجوم الشنيع عليه في فترة من الفترات إلا أنه ظل شامخا حتى سطر التاريخ اسمه ، فما قصة الكاتب تركي الحمد؟ وما قصته مع الملك عبد الله رحمة الله عليه؟ وفي مقالنا سنورد تفاصيل جديدة عن حياة تركي الحمد العملية وآرائه المختلفة.
قصة القلم الذي أهداه الملك عبد الله لتركي الحمد
روى تركي الحمد الكثير من الأحاديث الشيقة خلال لقاءه مع قناة العربية والتي قد أورد فيه الكثير من الحكايات التي تروى لأول مرة ويعرفها الجمهور، وكانت من بين هذه الحكايات هي حكاية القلم الذي أهداه له الملك عبد الله رحمه الله والتي كانت بمثابة رسالة غير صريحة منه للاستمرار في الكتابة على الرغم من الهجوم الشاسع الذي قد تعرض له تركي الحمد، ويتذكر ذلك ويقول عن الملك عبد الله بأنه كان رجلا نقيا وعندما طلب منه الكثيرون بمحاكمة تركي الحمد وإعدامه لأنه ملحد بسبب إحدى رواياته المثيرة للجدل فقال في حديثه “لما بدأ الهجوم علي بسبب إحدى رواياتي، كان البعض يذهبون إليه وإلى الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية، ويقولون إنني ملحد ويجب أن أحاكم وأعدم”.
وبعدها استدعاه الملك عبد الله في روضة خريم وقد ذهب بالفعل حيث كان يعقد الملك عبد الله مجلس كان يضم أمراء حيث كانت الجلسة جلسة عادية تقليدية تحدث فيها الملك حديثا عاديا ولم يقل لتركي أي شئ ، وعندما حان موعد الغذاء استأذن تركي الملك حتى يغادر وقبل أن يغادر أعطاه الملك قلمه والذي أحضره من جيبه ووضعه في جيب تركي الحمد وهي بادرة جميلة من الملك قصد بها أن يستمر في الكتابة دون أن يلتفت إلى مهاجميه ومنتقديه.
لمشاهدة مقطع الفيديو الخاص بالكاتب تركي الحمد مع قناة العربية يمكن من خلال الرابط التالي https://www.youtube.com/watch?v=87yLH61Q9yw
رسائل وجهها تركي الحمد
وجه الكاتب الكبير تركي الحمد رسالتين في لقاءه مع قناة العربية وكانت الرسالة الأولى هي للشيخ سلمان العودة وكانت تنص على أن يبتعد عن السياسة وأن لا يخلط الدين بالسياسة، وقد أشاد به ومدح عقليته أما الرسالة الأخرى كانت لعثمان العمير والتي كانت تقول أنه لو رجع به الزمان لاختار حياته التي يعيشها العمير.
تركي الحمد
في سطور
هو الكاتب والروائي تركي حمد العقيلي من مواليد 1952 وهو من أسرة قصيمية انتقلت للمنطقة الشرقية، عاش شبابه في الدمام ثم ابتعث للدراسة بالخارج في ولاية كولورادو الأمريكية وحصل على الماجستير ثم حصل مرة أخرى على الماجستير من كاليفورنيا ثم حصل على الدكتوراه في النظرية السياسية من جامعة جنوب كاليفورنيا ، ثم عمل أستاذا للعلوم السياسية في كلية العلوم الإدارية بجامعة الملك سعود، انضم إلى حزب البعث الاشتراكي أثناء مرحلة الثانوية العام أدى إلى القبض عليه لمدة سنتين قبل سفره لأمريكا لاستكمال دراسته الجامعية ، تفرغ للكتابة بعد تقاعده وظلت كتاباته مرتبطة بأفكاره القومية ونظرياته المتداخلة بين اليسار الشيوعي الشرقي والنهج اللبرالي الغربي ، كتب في جريدة الرياض ثم جريدة الشرق الأوسط ثم صحيفة الوطن، وقد تم اعتقاله مؤخرا في عام 2012 ، ولديه الكثير من الكتابات أهمها الحركات الثورية المقارنة، ودراسات أيدلوجية في الحالة العربية، ورواية أطياف الأزقة المهجورة والتي قد أثارت الجدل، ورواية شرق الوادي، ورواية جروح الذاكرة ، ورواية ريح الجنة، وكتاب من هنا يبدأ التغيير وغيرها.