حكمة خلق الحيوانات

خلق الله كل شيء لحكمة بالغة، فلم يخلق شيئاً عبثاً، وإنما لكل مخلوق وظيفة يؤديها تعود بالنفع على المخلوقات الأخرى، و ليظهر الله قدرته و عظمته في الخلق وتكون جليه للناس، فتكون دليل على قدرته سبحانه وتعالى و مدى عظمته ، ويتخذ الله من مخلوقاته آيات للمتفكرين، و عندما خلق الله سبحانه وتعالى آدم عليه السلام و أنزله للأرض لعمارتها سخر له مخلوقات عديدة ينتفع بها و تعينه في مهمته الرئيسية التي خلقه الله من أجلها، وهي إعمار الكون، و قد نجهل في بعض الأحيان فائدة أي حيوان من الحيوانات التي خلقها الله، و لكن بمرور الوقت يتجلى لنا مدى عظمة خلقها وحكمة الله في ذلك، فالحيوانات عالمٌ كبيرٌ مستقل بذاته.

فائدة الحيوانات للانسان

و لكل مخلوق فائدة و منفعة للبشر، فمثلاً الجمَال كان الإنسان يستفيد منها في تنقلاته وسفره إلى مسافات بعيدة و لهذا خلقه الله صبور و له القدرة الفائقة على تحمل العطش، حتى يتسنى للإنسان استخدامه في التنقل في الصحارى والبيداء، ويقوم الإنسان بحياكة الملابس من وبره، ويقوم بشرب لبنها، وبعض الناس يقولوا بفائدة بول الجِمَال كشفاء لبعض الأمراض والعلل، والإنسان يقوم باستخدام الحصان و الحمار أيضاً في التنقلات والأسفار وحمل الأشياء الثقيلة له ونقلها من مكان إلى آخر.

وهذا بالإضافة إلى العديد من الحيوانات الأخرى التي ينتفع بها الإنسان في حياته، فالبقر والجاموس والماعز والأغنام يأكلها الإنسان ويستسيغ طعم لحومها، فبها الكثير من المعادن والفيتامينات والبروتينات المفيدة لجسد الإنسان وتقوم ببنائه والعمل على نموه، وقد حَلَل الله لبني آدم أكل لحوم جميع الحيوانات التي ليس لها ناب أو مخلب.

ويستخدم الإنسان فراء بعض الحيوانات ليصنع منها الملابس التي تقيه برد الشتاء وصقيع الثلوج مثل: الدببة والثعالب، ويصنع بعض الأمتعة المنزلية كالوسائد من ريش النعام، وهناك دودة القز وهى على صغر حجمها واستهانة بعض الناس بها إلا أنها تقوم بصنع أغلى وأثمن أنواع الأقمشة ألا وهو الحرير الذي يصنع منه الإنسان أفخر ملابسه.

وهناك النحل الذي خلقه الله لحكمة بالغة وهو تلقيح الزهور باختلاف ألوانها وأشكالها، ومن ثم يقوم بتصنيع العسل، والذي أوصانا به رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام، حيث ذكر أنه فيه شفاء للعديد من الأمراض والأسقام، وفائدته الجمة لجسم الإنسان، وقال إن به بَرَكَة.

وهناك أنواع من الحيوانات تفيد الإنسان في مجالات الحراسة لأمواله ومنزله مثل: الكلاب فقد وهبه الله حاسة شم قوية جداً تساعده في التعرف على المجرمين من على بُعد، ولذلك تستخدمه الآن أجهزة الشرطة في جميع دول العالم، ويقوم الإنسان باستخدام الطيور الجارحة المختلفة في مهمة الصيد.

وهناك الأسماك بأنواعها المختلفة اللذيذة الطعم الشهية والتي يصيدها الإنسان من البحار والأنهار ويقوم بأكلها والتمتع بها، وهى مليئة بالفيتامينات والمعادن والبروتينات والأحماض الأمينية والفوسفور التي تفيد الجسم الإنساني وتقويه، وأيضاً المأكولات البحرية المتعددة والمشهورة بأهميتها القصوى للإنسان، وخلق الله في البحار أنواع كثيرة من الصدف والمرجان واللؤلؤ ويستخدمه الناس في التزين.

وفي رواية قديمة أنه في أحد الأزمنة كان هناك ملك انزعج من كثرة الذباب حوله، فسأل أحد وزرائه: لماذا قام الله بخلق الذباب؟ وما فائدة وجوده؟، فأجابه: بأن الله قد خلقه ليقوم بإذلال المتجبرين في الأرض.

فربنا المنعم علينا بالعديد والعديد من النعم التي لا تحصى، ووجب علينا شكره والثناء عليه لما سخره لنا من حيوانات تفيدنا وننتفع منها وبها.

وتنقسم الحيوانات إلى العديد من الأنواع فمنها آكلة اللحوم أو المفترسة مثل: الأسود والذئاب والنمور والفهود والضباع، وهى تحيا بداخل الغابات، ولا يستأنسها الإنسان، ولكنها آية من آيات الله في خلقه، وهناك الحيوانات المستأنسة والتي تتغذى على الأعشاب مثل: الأغنام والمواشي والدجاج، ويقوم الإنسان بتربيتها في المنازل أو الحظائر ويمكنها التعايش مع الإنسان، ويستفيد منها الإنسان في الأكل، وعمل الوسائد من ريش الدواجن، والملابس من صوف الأغنام، واللبن من الجاموس والأبقار.

وهناك تصنيف آخر للحيوانات فمنها حيوانات برية: وهى التي تعيش على الأرض ولا تعيش في الماء مثل: الأفيال والأسود والكلاب والقطط …. الخ،

وهناك حيوانات بحرية: وهى لا تستطيع الحياة إلا بداخل الماء، مثل: الأسماك والحيتان والقِرش،

وهناك حيوانات أخرى برمائية أي تستطيع أن تحيا على الأرض وفي الماء مثل: الضفادع والسلاحف.