من هم أهل الأعراف ؟
تعريف أصحاب الأعراف
تم تعريف أصحاب الأعراف على أنهم الأفراد الذين تتساوى حسناتهم بسيئاتهم التي إقترفوها، و الأعراف هو سور بالغ العلو، وموقعه ما بين الجنة والنار، وهؤلاء الناس الذين يدعون أهل الأعراف يظهرون في الموقف العظيم يوم القيامة حينما يتم تصنيف الناس لثلاثة أقسام:
أول قسم: من تكون حسناتهم غالبة على سيئاتهم من حيث عددها، وهؤلاء يولجهم الله عز وجل الجنة دونما أدنى عذاب إلى الأبد.
والقسم الثاني: تكون سيئاتهم أكبر من حسناتهم من حيث العدد، وهؤلاء لا يرحمهم الله ولا تأخذه بهم شفقة، فيولجهم الله سبحانه وتعالى النار إلى الأبد لتعذيبهم لما إقترفوه في حياتهم الدنيا من آثام ومعاصي.
والقسم الثالث: هم المعنيين بهذا المقال، ألا أنهم أصحاب الأعراف، وهذا النوع من الناس تكون حسناتهم مكافئة لسيئاتهم من حيث عددها، ويقفون في منزلة وسط بين الجنة والنار، ويقبعون في برزخ يتمكنون من خلاله بمشاهدة الجنة والنار، ثم يمكثوا به مدة زمنية معينة تم تحديدها من قبل الله العلي القدير، ولا يعلمها غيره سبحانه وتعالى،ثم بعد ذلك يولجهم الله الجنة برحمته وعفوه وليس بأعمالهم.
من هم أهل الأعراف
هم من تساوت حسناتهم مع سيئاتهم ، وقد قال الحافظ الحكمي في هؤلاء الناس: “يقفون بين الجنة والنار ما شاء الله أن يوقفوا، ثم يؤذن لهم في دخول الجنة”.
وقد قال بعض الناس في الأعراف أنه جبل عالي يقع بين الجنة والنار، و يقف عنده أهل الأعرف، وفي الحياة الدنيا بعض الناس يذهبون للمجاهدة والقتال لوجه الله، فهؤلاء الأشخاص يدخلون الجنة لا محيص بفضل الله ورحمته، ولكن هناك بعض من هؤلاء الأشخاص يسمون بأهل الأعراف، وقد قيل في وصفهم هم من خرجوا للجهاد والقتال في سبيل الله دون موافقة أهلهم ووالديهم على ذلك، بل يقفون في موقف وسط بين الجنة والنار كما سبق أن ذكرنا، ثم لا يدخلونها بعد ذلك إلا بفضل الله ورحمته.
وهناك سورة في القرآن تسمى سورة الأعراف، وهى من أكثر السور القرآنية طولاً، وقد نزلت هذه السورة على رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في مكة، ويصل عدد آياتها القرآنية إلى 206 آية، وترتيبها السابع في النزول، وهى ثالث سورة في طول آياتها، وهى سورة جليلة القدر، فقد ورد بها سرد لقصص الأنبياء وكيف كانوا يدعون القوم الذين أرسلوا إليهم لعبادة الله وحده، وقد ذكر فيها الله عز وجل هذا النوع من الناس (أصحاب الأعراف) حيث قال: وهناك سورة في القرآن تسمى سورة الأعراف، وقد ذكر فيها الله عز وجل أهل الأعراف
قال: بسم الله الرحمن الرحيم {والوزن يومئذٍ الحق فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون* ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم بما كانوا بآياتنا يظلمون* ولقد مكناكم في الأرض وجعلنا لكم فيها معايش قليلا ما تشكرون} صدق الله العظيم
وقد قال الله سبحانه وتعالى فيهم في آية أخرى: بسم الله الرحمن الرحيم {وبينهما حجاب وعلى الأعراف رجالٌ يعرفون كلاً بسيماهم ونادوا أصحاب الجنة أن سلام عليكم لم يدخلوها وهم يطمعون} صدق الله العظيم
وورد ذكرهم في آية أخرى في كتاب الله العزيز حيث يقول: بسم الله الرحمن الرحيم {فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب} صدق الله العظيم
وتفسير هذه الآيات بأن الله عز وجل قد وضح مثوبة المؤمنين بالجنة وعاقبة الكافرين بالنار والجحيم في الآخرة، فكل إمريء يوم القيامة بما كسب رهين، ولكن أصحاب الأعراف لن يلجوا النار لأن سيئاتهم التي إقترفوها لا تجعلهم من داخلي النار، وحسناتهم التي إكتسبوها لا تجعلهم من داخلي الجنة، ولهذا يمهلهم الله سبحانه وتعالى مهلة من الوقت يحددها الله يقضوها في مكان يُكنى بالبرزخ، ويكون بينهم وبين أصحاب الجنة وأصحاب النار حاجز وهو سور به باب، ينتظر عليه وقوفاً رجال وهم أصحاب الأعراف، ثم بعد ذلك يتم ولوجهم الجنة بفضل الله ورحمته، فهم لا يستطيعوا دخول الجنة مباشرةً مثل المؤمنين الصالحين الذين غلبت حسناتهم سيئاتهم، وحتى يكون الأمر فيه إنصاف وعدالة يكون هذا جزاؤهم لأنهم أدركوا طريق الخير في حياتهم ولم يتبعوه بالقدر الكافي، ولم ينأوا عن الشبهات والآثام بالقدر الكافي كما أمرهم الله سبحانه وتعالى، فكان حقاً عليهم وقوع أمرين عذابهم أولاً بإنتظارهم في البرزخ لمدة زمنية معينة وهم لا يعلمون عاقبة أمرهم، وينظرون إلى حال المؤمنين في الجنة وما آلوا إليه من نعيم، وحال الكافرين في النار وما يكتون به من أصناف العذاب، وهم في قلق وخوف ورهبة مما سوف يؤول إليه مصيرهم بعد ذلك، يتحسرون على أنهم لم يلحقوا بنعيم أهل الجنة، ويخافون مما يرونه من عذاب أهل النار.
ولكن رحمة الله سبقت عذابه، فرحمة الله وفضله وغفرانه يدخلهم الجنة بعد ذلك لأنه هو الرحمن الرحيم الغفور، فالله عز وجل هو الرحيم العادل يحاسب الناس يوم القيامة بالميزان العدل لا يظلمهم ويحاسبهم بالقسطاس المستقيم.