أسباب وتفاصيل اغتيال الإعلامي الأردني ” ناهض حتر”
تفاجأ الجميع صباح اليوم بخبر اغتيال الإعلامي والسياسي الأردني ناهض حتى أثناء دخوله قصر العدل في عمان، وهو الأمر الذي قد أثار الجدل وجعل الجميع يتساءلون عن سبب قتل حتر؟ ومن الذي قام بتنفيذ هذه الجريمة الشنعاء الذي هزت أرجاء الوطن العربي عامة والأردن خاصة وسط استنكار الجميع هذه الجريمة النكراء مهما كانت الأسباب، وفي مقالنا اليوم سوف نوضح تفاصيل وأسباب مقتل الإعلامي ناهض حتر.
تفاصيل مقتل الإعلامي ناهض حتر
قال مصدر مسئول في تصريحاته إلى أحد المواقع الإلكترونية أن أحد الأشخاص قام بإطلاق ثلاثة عيارات نارية باتجاه الإعلامي ناهض حتر أثناء دخوله قصر العدل في منطقة العبدلي أثناء توجهه لحضور جلسة لدى لمحكمة، وقد تم إسعافه فورا ولكنه قد فارق الحياة، ومن ناحية أخرى قام رجال الأمن بالقبض على مطلق النار والسلاح الذي استخدمته في قتل حتر وقد تم البدء في التحقيق مع الجاني للوقوف على أساس القضية.
من القاتل الذي نفذ هذه الجريمة
تبين من خلال التحقيقات أن الذي قام بهذا العمل الرهيب شخص يدعى رياض إسماعيل أحمد عبد الله وهو من مواليد عام 1967م وهو من الشخصيات الملتزمة دينيا ولم تبين التحقيقات انتماءه إلى أي خلية إرهابية، وهو من منطقة الهاشمي الشمالي في عمان، وما تزال التحقيقات جارية للوقوف على أسباب قيامه بهذه الجريمة، فيما أدلى الجاني بعض التصريحات التي تفيد في معرفة السبب وراء جريمته وهو على خلفية كتابته لمنشور على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك.
وقد أكدت بعض المصادر أن الجاني قد اعترف بجريمته وهو آت من سوريا وقد تمت محاكمته من قبل بتهمة إثارة النعرات الدينية وإهانة المعتقد الديني ، والمعروف أن حتر كان موقوف على ذمة قضية المس بالذات الإلهية واليوم هو موعد جلسة المحاكمة وقد تم نقل جثمان القتيل إلى مستشفى البشير تمهيدا لتشريح جثمانه من قبل الطبيب الشرعي لمعرفة أسباب الوفاة ، وقد أثار الكاتب الأردني ناهض حتر الجدل في الفترة الأخيرة في الشارع الأردني بسبب ما نشره بشكل رسمي والذي يعتبر مسيئا للذات الإلهية على صفحته الخاصة في الفيس بوك مما جعل الشارع الأردني بمحاكمته.
رد فعل عائلة القتيل “ناهض حتر”
كان خبر اغتيال الكاتب والإعلامي ناهض حتر بمثابة الصدمة على عائلته التي رفضت استلام جثته حيث حملت مسئولية قتله للحكومة الأردنية وعلى رأسها رئيس الوزراء هاني الملقي وقد أكد أحد أقاربه أنه في الفترة الأخيرة قد لاقى الكثير من التهديدات أمام أعين أجهزة الدولة، وأن تنفيذ هذه الجريمة الهدف من وراءه هو خلق الفتنة بين أبناء الشعب الأردني ، كما يشهد ديوان عائلة حتر اليوم اجتماعا طارئا لمناقشة تفاصيل وتطورات هذه القضية.
ردود فعل الحكومة الأردنية
أدانت الحكومة الأردنية .هذه الجريمة الشنعاء وقد استنكر وزير الدولة لشئون الإعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني الذي أكد على تحقيق القصاص العادل حتى يكون عبرة لكل من يجرؤ ويقوم بمثل ما قام به القاتل والتطاول على القانون “الثقة بالقضاء الأردني وبأجهزتنا الأمنيّة عالية في متابعة ومحاسبة من اقترف هذه الجريمة النكراء” كما أدانت قيادات المجتمع السياسية والاجتماعية والإعلامية هذا الحادث الذي وصف بالعمل الآثم وقد طالب الجميع تطبيق القانون بحزم لكل من يقوم بذلك ويستغل الجريمة في بث الفتنة والكراهية بين أبناء المجتمع الأردني.
تصريحات دائرة الإفتاء الأردنية بخصوص هذه الجريمة
كما قوبلت جريمة مقتل الكاتب ناهض حتر باستنكار ورفض من الشارع الأردني والشخصيات السياسية والإعلامية قوبلت أيضا واستنكار ورفض من دار الإفتاء الأردنية التي رأت أن الإسلام برئ من هذه الجريمة البشعة وقد دعت أبناء المجتمع الأردني مهما كانت أديانهم وأطيافهم أن يكونوا صفا واحدا تحت قيادتهم الهاشمية ضد الإرهاب والمتطرفين وقالت في بيان لها “يحرم على أي شخص أن ينصب نفسه حاكماً أو قاضياً يحاسب الناس، لما يؤدي ذلك إلى الفوضى وإفساد المجتمع وإيقاع الفتنة بين أبناء المجتمع الواحد”
الكاتب والإعلامي ناهض حتر في سطور
وهو كاتب صحفي يساري مواليد عام 1960 بالأردن وهو من خريجي الجامعة الأردنية قسم علم الاجتماع والفلسفية وهو مسيحي الديانة وعرف أنه من الشخصيات المثيرة للجدل في الأردن وقد سجن عدة مرات كما تعرض لمحاولة اغتيال عام 1998 تعرض من خلالها لإجراء عدة عمليات جراحية مما جعله يغادر البلاد إلى لبنان ، وكان يعمل كاتبا في صحيفة الأخبار اللبنانية ، وقد تم استدعاءه من قبل السلطات الأردنية لنشره على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك رسما كاريكاتير مسيئا للذات الإلهية بعنوان رب الدواعش وهو الأمر الذي أثار جدلا واسعا واستنكارا من الشارع الأردني الذي طالب بمحاكمته ، وقد تم حذف المنشور ورد حتر على الجدل المثار حول الكاريكاتير “يسخر من الإرهابيين وتصورهم للرب والجنة، ولا يمس الذات الالهية من قريب أو بعيد، بل هو تنزيه لمفهوم الألوهة عما يروجه الإرهابيون”.
وأضاف قبل أن يغلق صفحته الشخصية، ان “الذين غضبوا من هذا الرسم نوعان: أناس طيبون لم يفهموا المقصود بأنه سخرية من الإرهابيين وتنزيه للذات الإلهية عما يتخيل العقل الإرهابي، وهؤلاء موضع احترامي وتقديري”.
وتابع ان النوع الثاني: “إخونج داعشيون يحملون الخيال المريض نفسه لعلاقة الإنسان بالذات الإلهية. وهؤلاء استغلوا الرسم لتصفية حسابات سياسية لا علاقة لها بما يزعمون”.