هل تسبب الجلطة القلبية تلف القلب ؟
تهم أمراض القلب الكثيرين وتشغل بالهم ، فقد شهدت الفترة الأخيرة حالة من الغنتشار الواسع لأمراض القلب على مستوى دول العالم كلها ، وقد تضاعف عدد الأشخاص المصابون بامراض القلب في الدول العربية ، وهو ما يشير بوضوح إلى مدى خطورة أمراض القلب ، وأحد أخطر هذه الامراض هي جلطة القلب ، فالجلطة القلبية هي مشكلة خطيرة يتعرض لها العديد من مرضى القلب ، وتشكل جلطة القلب خطرآ على حياة المرضى ، فقد تسبب هذه الجلطة مضاعفات للقلب يظل المريض يعاني منها بقية حياته ، أو قد تؤدي بالشخص للموت نتيجة توقف القلب عن العمل .
والقلب يحتاج كباقي أعضاء الجسم للأكسجين ، حيث يقوم القلب بضخ الدم المحمل بالأكسجين لإعضاء الجسم المختلفة ، لكن القلب نفسه يحتاج للأكسجين ، والذي يصل إليه من خلال شريانين رئسيين يعتمد عليهما القلب ، لكن عندما تتضرر هذه الشرايين وتصاب بالضيق أو الإنسداد ، فإن حصة القلب من الأكسجين تنخفض وبالتالي تتضرر عضلة القلب ، وقد يتعرض القلب لمضاعفات وأضرار صحية خطيرة ، ويحد إنسداد وضيق هذين الشريانين نتيجة تجمع الدهون والكولسترول في شراينن القلب ، أو قد يحدث تجلط للدم الذي يمر خلال شرايين القلب ، فتتشكل خثرة من الدم داخل أحد الشرايين ، وتمنع هذه الخثرة الدم من المرور بشكل طبيعي ، وقد تؤدي هذه الخثرة لإنسداد تام في شرايين القلب ، وهنا تحدث الجلطة القلبية .
ولحسن الحظ فإن الجلطة القلبية تظهر أعراضها بوضوح للمرضى ، كألم الصدر ، وألم الذراع الأيسر ، والشعور بتسارع ضربات القلب ، وحالة من الغثيان ، والإغماء أيضآ ، لكن هذه الأعراض لا يشعر بها المريض إلا في مرحلة متأخرة ، فهنا إنقاذ المريض من مضاعفات الجلطة القلبية يعتمد على إسراع المريض في الذهاب للطواريء للكشف عن ما إذا كان هناك مشكلة بالقلب أم لا ، حتى يتم علاج الجلطة في أسرع وقت لتجنب المضاعفات .
هل تسبب الجلطة القلبية تلف عضلة القلب :
والأضرار التي تنتج عن الجلطة القلبية خطيرة ، فقد رصدت دراسة حديثة أجريت في جمعية أمراض القلب بالولايات المتحدة الأمريكية عددآ من المرضى المصابون بجلطة القلب ويقدر عددهم بـ 800 شخص من أعمار مختلفة ، وقد أوضحت الدراسة أن معظم الأشخاص شعروا بأعراض مختلفة من التعب ، والإعياء ، وآلام الصدر الحادة أو البسيطة .
لكن رد فعل كل شخص تجاه هذه الاعراض كان مختلفآ ، فبعض الأشخاص تعاملوا مع هذه الأعراض بجدية وذهبوا للطواريء أو قاموا باستشارة طبيب متخصص ، وبالتالي تم إكتشاف الجلطة القلبية وتم علاجها دون الإصابة بمضاعفات خطيرة ، وبعض الأشخاص تعاملوا مع هذه الأعراض على أنها حالة إرهاق أو تعب طبيعية لا تشكل أي خطر على الصحة ، ولم ينتبهوا لخطورة الأمر إلا بعد تزايد حدة هذه الأعراض وظهورها بشكل واضح ، وعند الذهاب للمشفى كانت الجلطة قد تسببت لهم في مضاعفات خطيرة ، حتى بعد علاجها ، أما الأشخاص الذين أصروا على تجاهل هذه الأعراض فقد أدت الجلطة القلبية فيم بعد إلى فشل تام في القلب مما تسبب في توقف عضلة القلب وموت المرضى .
وقد أشارت الدراسة إلى أن معظم الأشخاص الذين تعرضوا لمضاعفات الجلطة القلبية أصيبوا بتلف القلب ، وتلف القلب هو موت بعض خلايا القلب ، فبالنسبة للـ 800 شخص الذين خضعوا للدراسة فقد أصيب منهم حوالي 400 بتلف القلب ، أي نصف عدد الأشخاص المذكورين في هذه الدراسة ، فقد أكد الباحثون أن إحتمال الإصابة بتلف القلب عند إهمال علاج الجلطة القلبية يصل إلى 80 % ، وهي نسبة خطيرة ، وإحتمال النجاة من تلف القلب عند الإصابة بالجلطة القلبية يعتمد على مدى الإنتباه للاعراض ، واستشارة طبيب متخصص ، بالإضافة إلى الإسراع في بدء العلاج .
وقد نصحت الدراسة بأهمية عدم الاستهانة بآلام الصدر التي يشعر بها أي شخص وعدم إعتبارها إرهاق عابر ، كما يجب أن يتم أخذ ألم الصدر على محمل الجد ، فبعض الأطباء يسمون هذا الوقت التي يسرع فيه المريض للتوجه للطبيب هو الوقت الذهبي ، فقد يساهم هذا الوقت في إنقاذ حياة الكثيرين لو تعاملوا معه بجدية .