قصة وفاة المعمر “سعيد بن حسين الوادعي” عن عمر 125 عاما

قد يعيش الإنسان اكبر وقت ممكن كما قدر الله له أن يعيش فالأعمار بلا شك بيد الله عز وجل ، ولكن أن يعيش مدة طويلة ويصبح كهلا بلا أمراض فهذا أمرا بالتأكيد ليس معتاد ولن نجد مثل هذا المثال كثيرا خاصة في هذا الزمن الذي نعيش فيه ، فهي نعمة وكرم من الله لا يهديها لكثير من عباده، وهذا ما حدث مع المعمر السعودي رحمة الله عليه سعيد بن حسين الوادعي والذي توفى عن عمر يناهز ال 125 عاما خلال الأيام الماضية ، وهذا المعمر كان يعيش في منطقة عسير وبالفعل لم يصاب بأي مرض طوال حياته بحسب ما اقره ابنه كما كان يتسم بصفات رائعة سوف نسردها خلال السطور التالية ، فلا يمكن إلا أن نقول ما شاء الله ولا قوة إلا بالله وفي نفس الوقت إن لله وان إليه راجعون وبالتأكيد لكل اجل كتاب ، وتتعدد الأسباب والموت في النهاية أمر لابد وان يحدث بلا شك، فهذا هو اليقين الذي نعيش من اجله ، فكل نفس ذائقة الموت مهما عمرت في الدنيا وحتى وان كان الإنسان معافى أو مريض ففي النهاية الموت واحد بلا جدال ، والآن سوف ننطلق من اجل التعرف على هذا المعمر من قرب وعن قصة وفاته بعد عمر يناهز ال125 عاما في صحة وعافية ودون أدنى مرض في المقال أدناه


حياة المعمر سعيد بن حسين الوادعي قبل مماته


كان المعمر سعيد بن حسين الوداعي رحمه الله مؤذن في احد المساجد الموجودة في قرية المعلف شمال مدينة ظهران الجنوب وهذا كان لمدة طويلة لا تقل عن سبعون عاما ، فظل أهل المنطقة ينتظرون أذان كل صلاة على صوته المعتاد والذي تربوا عليه فالأجيال تلاحق الأجيال ولا يعرفون إلا صوت المعمر الشيخ سعيد الوداعي رحمة الله عليه ، والملفت للنظر أن الشيخ سعيد بن حسين الوداعي هذا المعمر رحمة الله عليه قد أدى فريضة الحج ثلاثون مرة وهذا رقم بالتأكيد قياسيا ، فالواضح أن هذا الرجل رحمة الله عليه كان يهب حياته لله وطاعة الله ، فقد اعترف ابنه احمد الذي يبلغ من العمر 44 عاما انه قد قضى حياته من اجل الله فقط فكان من البيت للمسجد ومن المسجد للبيت وكان لديه مزرعة قريبة من القرية كان يطل عليها دائما ، وعلى حسب قول ابنه احمد فقد اقر بأن أباه كان يعطي كثير من الوقت للإصلاح بين الناس دون أي عناء وكان المهم عنده هو التآخي بين الناس وعدم ترك المشاكل تزيد فيما بينهم ، وكان الجميع يثقون فيه ثقة كبيرة وكل من كان لديه مشكلة كان يتجه إليه وهو يعرف أن هذا الرجل بإذن الله سوف يكون لديه الحل الأمثل.

وقد عاصر المعمَّر سعيد بن حسين الوادعي عهود جميع حكام السعودية بداية من عهد مؤسسها الملك عبدالعزيز بن عبد الرحمن آل سعود، ثم الملك سعود، والملك فيصل، والملك خالد، والملك فهد، والملك عبد الله، إلى عهد الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود.


رجل عاش عمره بلا أمراض


كانت المفاجأة عندما قال ابنه احمد أن أباه لم يصب بأي مرض طوال حياته وكان دائما نشيطا محب للعمل في مزرعته والتوجه للمسجد والإصلاح بين الناس دون أن يصاب بأي مرض ، وقد يكون هذه هي نعمة من عند الله لكي يعيش ابد الدهر الذي عاشه دون أن يعاني من مرض أو يشتكي من الم ، فقد أكد ابنه احمد أن والده لم يكن يكثر من أكل اللحوم ولكن كل أكله و اغلبه كان يتجه للفواكه ومنتجات القمح وكذلك الخضروات بخلاف التناول اليومي والأكيد للحليب الناتج من الضأن والأبقار ن هكذا كانت وجباته التي يعيش عليها.

في النهاية لا يسعنا إلا أن نقول أن لله وان إليه راجعون ، ولكن خلال السطور الماضية قد تعرضنا لشخصية كان من الأفضل التعرف لها قبل أن تفارق حياتنا ولكنه القدر ، فالواضح انه كان مثال يحتذى به ، رحمة الله على الشيخ سعيد بن حسين الوداعي ، ونسأل الله أن كل ما قيل عنه من سيرة عطرة تأنس قبره وان يدخله الله فسيح جناته ، وليكن من ورائه شخصيات تسير على نفس هذا الدرب من اجل مجتمع صالح يزيد الأمة الإسلامية بالخير والإيمان ، فكم نحن نحتاج مثل هذه الشخصيات في مجتمعنا بالتأكيد .