متى يكون عيد الأب ؟
يعد عيد الأب محاولة من البعض للاحتفال بالأب، كما نحتفل بالأم كل عام في عيد الأم، وهو رغبة في تقدير دور الأب في حياة أبنائه وتضحيته من أجلهم وتعبه وكله في العمل من أجل توفير حياة كريمة لهم، وهو يوم عالمي يحتفل به العالم أجمع، ولكنه غير معروف في الدول العربية، و غير منتشر فيها.
متى يكون يوم الاحتفال بعيد الأب
وتحتفل به البلاد الأوروبية في يوم 21 من شهر يوليو في كل عام، و هذا اليوم هو يوم عيد القديس يوسف لدى المسيحيين الكاثوليك في القرون الوسطى، و هناك بعض البلدان الأوروبية التي تعد هذا اليوم يوم ديني لديهم، وهناك بعض الدول الأوروبية التي تحتفل بهذا اليوم في يوم الأحد الثالث في شهر حزيران كل سنة، و هما أمريكا وبريطانيا، و في أمريكا بالتحديد بدأ الاحتفال بعيد الأب عام 1912، ويعد هذا اليوم محاولة لرد الجميل للآباء والاعتراف بفضلهم على الأبناء طوال حياتهم، ويقوم الأمريكان في هذا اليوم بتقديم الهدايا و بطاقات التهنئة لآبائهم، ولكن في استراليا يتم الاحتفال بعيد الأب أول أحد في شهر أيلول كل سنة.
و قد جاءت فكرة الاحتفال بعيد الأب على يد الأمريكية سونورا لويس سمارت دود بمنطقة سبوكين في ولاية ميتشجان الأمريكية، وقد رغبت في الاحتفال بوالدها وليم جاكسون سمارت والذي دأب على رعاية أولاده الستة بعد وفاة زوجته سنة 1898م، و قد راودتها هذه الرغبة بعد أن استمعت إلى خطبة دينية في عيد الأم، و قد قامت دود بنشر هذه الفكرة في وسط الشعب الأمريكي، ووافقها على ذلك العديد من المواطنين الأمريكان في الاحتفال بعيد الأب.
و قد تم الاحتفال بعيد الأب بمدينة سبوكين الأمريكية لأول مرة يوم 19 حزيران سنة 1910م وذلك رغبة أيضاً في رد الجميل لسونورا في هذا الموضوع فهي أول من سعت إلى الاحتفال بعيد الأب و بذلت جهوداً و مساعي حثيثة خاصة بهذا الصدد، و قد قامت العديد من دول العالم بعد ذلك بالاحتفال بهذا اليوم تقليداً لأمريكا، وهو عيد حديث العهد، ابتدعه الناس في عصرنا الحديث، يعود إلى العلمانيين الذين ابتدعوه، و لا علاقة له بالإسلام من قريب أو بعيد، و قد أرادوا الاحتفال به كما يتم الاحتفال كل عام بعيد الأم.
وفي الدول الأوروبية ينفصل الأبناء عن آباءهم بعد أن يبلغوا أو يصلوا إلى سن المراهقة، فيجتمعوا بآبائهم في هذا اليوم ويقدمون الهدايا والتحية وبطاقات التهنئة إليهم والاحتفاء بهم في هذا اليوم، ولكن ديننا الإسلامي الحنيف لم يقضي بالاحتفال بعيد الأب أو الأم، بل أن الدين الإسلامي حث المسلمين على الإحسان والبر بالوالدين طوال حياتهم، وغض الطرف لديهم والامتثال وإطاعة أوامرهما.
وقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم في سورة الإسراء: بسم الله الرحمن الرحيم {ولا تقل لهما أفٍ ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريما، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة، وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً}.
والأمثلة على ذلك كثيرة في الدين الإسلامي، و منها طاعة سيدنا إسماعيل لأبيه سيدنا إبراهيم حين أوحى إليه ربه بذبح ابنه و قال له يا أبتي افعل ما تؤمر، و غير ذلك من الأمثلة الكثيرة على و جوب طاعة الأبناء لآبائهم طوال الحياة و الإحسان إليهم دون يوم معين أو الاحتفال بهم في يوم واحد خلال العام.
فينبغي على الأبناء رعاية آباءهم و خاصة حين يكبرا و يشيخا و فاءً لما قدموه له خلال حياته، و رعايتهم له في صغره حينما كان لا يملك حول ولا قوة.
والأب هو معيل الأسرة ويتعب ويشقى ويكد من أجل أبنائه كي يحيوا حياة كريمة، وهو السند والظهر لأولاده طالما كان حياً في الدنيا، و بذلك يجب على الأبناء أن يعولوا آباءهم في كبرهم كما قاموا هم بإعالتهم في صغرهم و ضعفهم حتى كبروا وصاروا رجالاً ونساءً أقوياء.
و يظل الأب هو القائد والحكيم في العائلة يأخذ رأيه الصغير والكبير فيها، فهو يخشى على أبناءه من الهواء ويعمل على تأمينهم في الحياة، و هو مصدر ثقتهم و المرشد لهم في الحياة، وهو دوماً حنون وعطوف على أبنائه، وهو يقدم كل ما يملكه في الحياة من أجل أبنائه و راحتهم، والأب هو النبراس و شعلة النور في حياة أولاده، إذا انطفأت غابت معها أحلامهم في الحياة.