متى كانت معركة حطين ؟

عانت الأمة الإسلامية على مدار تاريخها من فترات من التدهور، وفترات أخرى حاز فيها المسلمون النصر على أعدائهم، وقد كانت الفترة التي قام فيها الصليبيين باحتلال أراضي المسلمين وبخاصة القدس والمسجد الأقصى هي فترة صعبة وقاسية، ذاق فيها المسلمون أمر العذاب وأشد الويلات في بلاد الشام بصفة خاصة، وقد استمر هذا الحال حتى أرسل الله القائد المسلم المغوار صلاح الدين الأيوبي، والذي عمل على تخليص المسلمين من الصليبين وشرهم المستطير على المسلمين في أنحاء المعمورة، وحرر المسجد الأقصى منهم.


موقعة حطين


متى وقعت غزوة حطين

وقد كانت معركته الشهيرة وهى معركة حطين، والتي تمت في اليوم الرابع من شهر يوليو سنة 1183 ميلادية، الذي يوافق الخامس والعشرون من شهر ربيع الثاني سنة 583 هجرية، وقد حدثت إبان حكم الأيوبيين.

ودارت رحى هذه المعركة في قرية تسمى تقع وهى واقعة بين مدينتي الناصرة وطبريا على تلال حطين بفلسطين، مما أعطاها هذا الاسم “موقعة حطين”، وقد قاد القائد العظيم صلاح الدين الأيوبي جيش المسلمين، وقاد الصليبيين أمراء ثلاثة دول وهم: غي دي لوزينيان (أمير أنطاكية)، وريمون الثالث (أمير طرابلس)، ورينو دي شاتيون (أمير حصن الكرك) ،

وقد كان الصليبيين مُحتلين للمسجد الأقصى، وكانوا يقوموا بقطع الطرق ونهب القوافل المارة بها، وسرقة البضائع وأسر أفرادها، وقامت معركة حطين بسبب أن قام الصليبيين بسرقة قافلة آتية من الشام إلى مصر لأخت صلاح الدين، وعندما طالبهم صلاح الدين بالتعويض رفضوا ذلك.


وفي هذه المعركة نادى القائد صلاح الدين في المسلمين بالتطوع لهذه الحرب ولملاقاة أعداء الإسلام الصليبيين والانتصار عليهم في بيت المقدس، وقام بطلب العون والمساعدة من المسلمين في جميع أنحاء الأرض مثل: جزيرة العرب والشام والموصل، وتمكن بذلك من جمع قوة عظيمة من المسلمون قُدرت بحوالي خمسة وعشرون ألف مقاتل، تجمعوا في البصري.

و في باديء الأمر قام المسلمون بالهيمنة في أرض المعركة بأن قاموا بإشعال النار في الحشائش بأرض المعركة، وحاصروا عيون الماء والآبار الموجودة في المنطقة مما أدى إلى إنزال العطش بالصليبيين، مما سهل للمسلمون المهمة، فقد قام الصليبيون بالنزول إلى أماكن المسلمون وقتالهم مباشرة، فحاصر المسلمون الصليبيون وأرغموهم على الهرب من السهل إلى تل حطين، ثم حاصروهم، ولكن الصليبيون رموهم بضربات متعاقبة حتى قام ريمون الثالث بإبعاد جيش المسلمين، حتى اعتقدوا أنهم بذلك قد حازوا فرصة في هذا القتال، ولكن سرعان ما حاصرهم المسلمون ليوقعوا منهم العديد من الجرحى والأسرى والقتلى وعلى رأسهم ملك القدس غي دي لوزينان، والكثير من القادة الصليبيين الآخرين، و بذلك انتهت المعركة، و عامل القائد العظيم صلاح الدين أسراه بمنتهى البر والعدل وبأخلاقيات الدين الإسلامي، وها نحن في زمننا هذا نترحم على هذا القائد العظيم الذي قام بهزيمة الصليبيين وهم مجتمعين لاحتلال المسلمين وإذاقتهم مرارة الهزيمة والذل و الهوان والظلم، فكان الصليبيين ينحرون المسلمين و يجزرونهم جزراً أثناء قيامهم بالصلاة في المسجد الأقصى، فما أحوجنا إلى وجوده في زمننا هذا، والمسلمون في فرقة وتكالبت و تداعت عليهم الأمم، فيرد كرامة المسلمين و العرب، كما قام بردها في معركة حطين، و قام باسترداد المسجد الأقصى من حيازة الصليبيين الغاشمة النكراء.

فقد كان قائد مسلم عظيم متصوف، ينتهج المنهج السُني، وكان يتميز بالتسامح والعدالة والإنسانية والرحمة مع أعدائه وخصومه، فكان لذلك يجله ويحترمه ويوقره المجتمع الشرقي و المجتمع الغربي الأوروبي من المسيحيين، و بصفة خاصة الملك ريتشارد قلب الأسد، و قد مثلوه برمز الشجاعة والبسالة والفروسية، و اتخذوه بطلاً لرواياتهم الإنجليزية. وحاز المسلمون بعد ذلك الكثير من الانتصارات واحداً تلو الآخر، وقد أغار هذا النصر صدور الصليبيين مرة أخرى حتى قام بابا روما بالاستعداد بحملة صليبية ثالثة للإغارة على الأراضي المقدسة مرة ثانية.

و قد تأثر العديد من المسلمون بوفاة القائد العظيم صلاح الدين الأيوبي، لأنه كان شخص يتسم بالكرامة والاحترام والوقار والنُبل و الإنسانية والتسامح، وقد شيعه الكثير من المسلمون، وكانت جنازته عظيمة ومهيبة، وقد كان مثواه في مدينة دمشق بالقرب من المسجد الأموي بسوريا، و هناك قصة شائعة في هذا الصدد وهى أنه عندما توفى القائد العظيم صلاح الدين الأيوبي و قاموا بفتح الخزنة الخاصة به لم يجدوا فيها من المال ما يستطيع الوفاء بتكاليف جنازته.