أضرار العمل الليلي
في حين أن معظم الناس قد يستغرقون في النوم في أسرتهم ليلاً إلا أن هناك الملايين في جميع أنحاء العالم قد يضطرون للعمل طوال الليل على نحو متزايد. فنحن نجد في العديد من الدول المزيد من عمال المصانع وسائقي الشاحنات والصحفيين الذين يعملون ليلاً جنباً إلى جنب مع محلات السوبر ماركت 24 ساعة، وعلى رأسهم ضباط الشرطة والممرضين ورجال الإسعاف الذين يتبادلون دائما العمل في نوبات او شيفت ليلي.
وهناك أدلة متزايدة تظهر أن نوبات العمل الليلية يمكن ان تكون ضارة لصحتك، وقد تكون بالنسبة لبعض الناس لا مفر منها وبالنسبة لآخرين الفوائد تفوق المخاطر.
ما هو الدليل؟
– قد يزيد العمل ليلا من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات: وفقا لبحث تم إجراؤه في عام 2012 في كندا والنرويج .
– العمل ليلا قد يزيد من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، وتشير إحدى الدراسات إلى وجود صلة مع زيادة خطر الإصابة بسرطان المبيض وآخر يشير إلى وجود صلة بين العمل الليلي وسرطان الثدي، وهذا الأمر يحتاج الى مزيد من البحث الذي يتعين القيام به على الرغم من وجود تفسيرات أخرى.وقد حددت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان في السابق أن نمط العمل الليلي تعمل على تعطيل وظائف الجسم الطبيعية “على مدار الساعة” كسبب محتمل للسرطان.
– العمل الليلي قد يجعلك أكثر عرضة لاضطرابات الجهاز الهضمي مثل قرحة المعدة وعسر الهضم.
– قد تتسبب المناوبات الليلية أيضا في المشاكل الصحية القائمة مثل مرض السكري والأمراض النفسية على حد سواء.
– يمكن لنوبات العمل الليلية أن تعطل لدينا وظائف الجسم الطبيعية على مدار الساعة (عن طريق التداخل مع إنتاج الهرمونات في الجسم)، وتعكر النوم وتسبب التعب؛ فالتعب الشديد يمكن أن يؤدي أيضا إلى وقوع الحوادث.
و”هناك نوعان من المشاكل الصحية عندما يتعلق الأمر بوردية العمل الليلي”، كما يقول الدكتور فيكتوريا ريفيل من جامعة ساري، وهو خبير في إيقاعات الجسم، أو الساعة البيولوجية للجسم.
والذي يقول: أنه عندما يعمل الناس بالليل فانهم يعملون ضد إيقاعات الساعة البيولوجية للجسم والتي يمكن أن تشكل ضغطا على الجسم: فعلى سبيل المثال إذا كنت تتناول الطعام في 2:00 صباحاً فإن جسمك لن يستجيب لمعالجة الغذاء والحصول على ما يطلبه من مواد غذائية وهذا يمكن أن يكون له تأثير ضار ويؤدي في النهاية إلى أمراض مثل مرض السكري “. ولأنك لا تحصل عادة على الكثير من النوم إذا كنت تعمل بنوبات ليلية فيمكن أن يكون له تأثير على الصحة العامة لك.
ويقول الدكتور ريفيل:”تظهر الأبحاث أن مدة النوم القصيرة يمكن أن يكون لها تأثير على جهاز المناعة والتمثيل الغذائي الخاص بك.”
وتقول كارلا فينكليستين وهي أستاذ مشارك في العلوم البيولوجية في جامعة فرجينيا للتكنولوجيا الذي يجري ابحاثا حاليا للسيطرة الإيقاعية على تكاثر الخلايا عندما سئلت لماذا قد يؤدي العمل في نوبات ليلية إلى زيادة انتشار الأمراض، حيث قالت بأن ساعات عمل أطول والبقاء مستيقظا لعدة ساعات كل يوم يعني أن وظائف الجسم لم تعد متزامنة حقا مع بيئتهم بعد الآن.
وقد تبين أن اختلال الساعة البيولوجية الناجمة عن العمل في نوبات ليلية تؤثر على مستويات ضغط الدم ومستويات الدهون في الدم. وقالت: ” أنه قد لا يكون الشخص قادر على تغيير نوبات عمله الليلة لذلك تكون النتائج المترتبة على ذلك هي ظهور الأمراض المرتبطة بالنظام الإيقاعيي غير الطبيعي.”
وأضافت أن العمل من خلال التلفزيون وأجهزة الكمبيوتر مع عدد ساعات أطول من النشاط الاجتماعي يسهم أيضا في حدوث العديد من الأمراض والاضطرابات الجديدة التي هي أكثر وضوحا في المجتمعات الغربية.
فقد تم العثور على صلة بين المرض المزمن واضطراب الساعة البيولوجية فقد لاحظت العديد من البحوث أن زيادة التعرض للضوء يقمع إفراز مادة الميلاتونين في الجسم والتي قد تزيد من خطر الإصابة بالسرطان في العديد من الطرق، بما في ذلك تغيير تركيزات الهرمونات بالجسم. وقد لوحظ أيضا أن اضطراب الساعة البيولوجية يؤثر على ضغط الدم ومستويات الدهون في الدم، مثل الكوليسترول مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
لذلك لابد من المحافظة على الصحة جيداً ومحاولة العمل في الأوقات النهارية المعروفة حتى يستطيع الجسم الحفاظ على عمل وظائفه الحيوية بانتظام وبشكل جيد. دمتم بخير