كيفية صنع اللوحات الفسيفسائية
تعد الفنون و الحرف من اهم ما يميز جميع بلاد العالم حيث تمتاز كل بلد بأتقانها لحرفة معينة و تختلف معظم الفنون و الحرف بأختلاف البلاد المقامة فيها و المصنعة لها كما تتشابه ايضا العديد من الحرف و الفنون رغم اختلاف منشأهم فليس من الضروري ان تختص كل دولة بفن او حرفة معينة و لكن لكل دولة ذوقها الخاص في نشر فنونها حتى و ان كانت متشابهة مغ غيرها و من اهم تلك الفنون هو فن التشكيل بالفسيفساء
ماهو الفسيفساء :
الفسيفساء هو فن و حرفة صناعة المكعبات دقيقة الحجم و اسنخدامها في زخرفة الفراغات الأرضية و الجدارية و تزينيها و يتم هذا عن طريق تثبيتها فوق الاسطح الناعمة و تصميم الأشكال المتنوعة و المختلفة بالعديد من الألوان و من الممكن استخدام مواد معينة في تلك الصناعة مثل الزجاج , المعادن , الاصداف , الحجارة حيث توزع الحبيبات المصنوعة من تلك المواد بشكل فني لتكون ذات اسلوب مؤثر و معبر عن القيم الفنية الثمينة
صناعة الفسيفساء :
.
يعتبر ايقاع اللون و الخط هما اهم العوامل في صناعة فن الفسيفساء فمن خلالهما يتم تكوين الوحدة التشكيلية او الأرض المبنية من مكعبات صغيرة الحجم و ملونة متعددة المواد و العناصر و تكون هذه العناصر ذات اشكال هندسية مزخرفة
.
ترتكز صناعة الفسيفساء على جزئين و هما السطح المزخرف حيث يتكون من شريط الوصل اي المساحة بين الحدود المعمارية للأطار , الحاشية اي الوحدة المزخرفة , الحقل وهي تلك المساحة المزخرفة التي تحيط بحاشية الوصل و البناء المعماري و شريط الوصل و يكون الحقل مغطى بلوحات كلملة المساحة و اخيرا اللوحات و هي الوحدة الزخرفية الموضوعة على الحقل و الجزء الثاني هو الحامل و ينقسم الي نوعين و هما الحامل الأول و هو الحامل الأساسي المستخدم لحظة اكتشاف الفسيفساء اثناء عملية التنقيب و الحامل الثاني هو الحامل المستخدم لحماية الفسيفساء بعد اقتلاعه من موقعه و من ثم اعادة بنائه على الحامل
.
يدخل في صناعته الصلصال هو مادة لينة قابلة للتشكيل في حالتها الرطبة و حين وضعها على النار تصبح صلبة القوام و ايضا تدخل الأحجار الملونة و الصخور الرخامية في تصنيعها حيث يتم استعمالها على الرسم الأساسي و شكل القطعة و تكون تلك الأحجار عبارة عن تراكمات لمواد طبيعية مختلفة
خطوات عمل لوحات من الفسيفساء :
اولا ..
يتم رسم الصورة او المشروع المراد تنفيذه بالفسيفساء على قطعة من الورق كبيرة الحجم و يجب ان يكون ذلك بشكل معكوس
ثانيا ..
يتم عمل تجزئة لكل من المساحات اللونية من الرسم و تقسيمها الي اقسام صغيرة الحجم و من ثم يتم رصفها
ثالثا ..
يتم تركيب المكعبات الملونة على اساس الرسم المراد تنفيذه و عند القيام بهذا العمل يجب تصغير بعض القطع لكي تتناسب مع الرسم و من ثم استخدام المواد اللاصقة من اجل تثبيت المكعبات و القطع المراد تلصيقها
رابعا ..
يتم وضع الرسم في اطار مصنع من الحديد او مصنع من الخشب بشرط ان تكون وضعية الورقة في الأسفل
خامسا ..
يتم احضار و تجهيز الخليط المكون من الأسمنت و الرمل الناعم بالماء و سكب هذا الخليط فوق قطع الموزاييك الموجودة ضمن الأطار و من ثم تركها حتى تجف
سادسا ..
يتم قلب الأطار بما فيه و بعدها يتم احضار اسفنجة و وعاء من الماء البارد و تبلل الأسفنجة و تمرر على الورقة التي عليها الرسم و ذلك لتبليلها هي ايضا و يتم نزعها للحصول على اللوحة الفسيفسائية الملونة و تكون هذه اللوحة موضوعة ضمن الأطار و تثبت على الجدار
مراحل تطور الفسيفساء :
.
يرجع معرفة الفسيفساء الي عصر ما قبل الميلاد في معبد يسمي بمعبد الوركاء حيث كانت الفسيفساء تصنع من الأقلام و المسامير ذات الرؤوس الدائرية الملونة حيث كانت تغرس في الجدران لتشكل اعمال و اشكال فنية مزخرفة
.
وصل تطور الفسيفساء بعدها الي الفرس حيث قاموا بأقتباس ذلك الفن و استخدامه في بعض الأعمال في قصر دارا الفارسي و انتشر هذا الفن الي ان تطور و وصل الي اعلى درجات الدقة و الأتقان و الجودة في نهاية القرن الثالث قبل الميلاد
.
و في القرنين الرابع و الخامس اكتشفت اقدم فسيفساء و كان تواجدها في اليونان و من بعدها ظهرت الفسيفساء الرومانية حيث ان اقدم نموذج على الفسيفساء الجدارية ظهر في مدينة بومباي في جدران و اساسات الحدائق و انتشرت انتشارا هائلا في جميع انحاء البلاد الرومانية و منها الي شمال افريقيا , فرنسا , حوض البحر الأبيض المتوسط و سوريا و كان هذا الأنتشار في القرنين الأول و الثالث الميلادي
.
وصل انتشار الفسيفساء بعد ذلك الي الدولة البيزنطية و خاصة في بلاد الشام و روما و غيرها من الأقاليم التابعة لها
.
توسع استخدام هذا الفن و شاع استخدامه بكثرة حتي انشاء و قدوم الدولة الأسلامية حيث قام المسلمون بأستخدام هذا الفن في تزيين المساجد و زخرفة القصور
.
وبدأ هذا الفن في الأنتشار اكثر و اكثر و التوسع على مدى العصور الي ان اصبح من اهم الفنون الزخرفية المستخدمة حاليا حيث ان كثير من الشعوب تعتبره حضارة و ليس فنا نظرا لازدهاره و صوره الجمالية الراقية التي تواكب العصر فأصبح استخدامه منتشر في المنازل , الأسواق الحديثة , القصور , احواض السباحة و ايضا استخدمت في اللوحات الجدارية