دراسات تكشف : أدوية قلبية تواجه السرطان

أصبحت الدراسات الخاصة بأمراض القلب متطورة وتختلف بشكل كبير عما كانت عليه من قبل ، فالأمراض القلبية وزيادتها وتزايد خطرها مع الوقت أدى إلى تركز الإهتمام عليها ، فأصبحت الدراسات الحديثة تركز بشكل كبير على بحث أمراض القلب وكيفية علاجها ، وليس ذلك فحسب ، فقد اهتمت الدراسات أيضآ بعلاج أمراض القلب وبالادوية أيضآ التي تعالج هذه الأمراض الخطيرة ، وبمكونات هذه الأدوية ، والتعرف على ما هو ضار منها وما هو مفيد ، وقد ساهمت هذه الدراسات في إفادة الكثيرين ، خاصة مرضى القلب ، فقد أدى التزايد المستمر في دراسات أمراض القلب إلى إكتشاف العديد من أسرار المكونات التي يتم منها تصنيع أدوية وعلاجات أمراض القلب ، لدرجة أن العلماء استخدموا بعض مكونات أدوية أمراض القلب في تصنيع أدوية أمراض أخرى .

ولا يمكن أن يتم التعايش مع أمراض القلب أو علاجها دون استخدام الأدوية ، فصحيح ان أمراض القلب يجب أن يتم التعايش معها من خلال إتباع نظام حياة صحي وسليم ، إلا أن هذه الطريقة لا يمكن أن تعالج أمراض القلب أو تتحكم في مضاعفاتها ، لذلك فعلاجات وأدوية أمراض القلب لا غنى عنها  لأي مريض بأحد أمراض القلب ، فركزت الدراسات على بحث أدوية أمراض القلب والتعرف على مكوناتها وبحث هذه المكونات .

والقلب هو عضو شديد الحساسية ، فهو يتأثر بأعضاء الجسم الأخرى ، فعند إصابتها بأي مرض من الأمراض ، كما تؤثر أمراض القلب على أعضاء الجسم الأخرى ، فلا يتوقف تأثر أمراض القلب على القلب فقط ، بل تعد أمراض القلب ذات تأثير كبير على أعضاء الجسم الأخرى ، وقد شهدت الفترة الأخيرة حالة كبيرة من الزيادة الملحوظة في الإصابة بأمراض القلب ، فقد وصلت نسبة الزيادة في الإصابة بالأمراض القلب إلى 60 % ، كما تسببت هذه الأمراض في زيادة نسبة الوفيات بشكل كبير على مستوى دول العلم المختلفة ، فقد كشفت الإحصائيات الحديثة وصول نسب الوفيات نتيجة أمراض القلب إلى ثلاثة ملايين شخص حول للعالم ، وقد أكدت الدراسات التي أجريت مؤخرآ أن هذه النسب تشير إلى خطر مستقبلي كبير تسببه أمراض القلب للكثيرين ، حيث أصبحت العديد من الفئات العمرية أكثر تعرضآ للإصابة بأمراض القلب من قبل .

ومرض السرطان هو مشكلة العصر الحالي ، وهو المرض الأخطر بين كل الأمراض التي من الممكن أن تصيب أي شخص ، ويسبب السرطان وفاة الكثيرين ، وقد توصل العلم الحديث للعديد من أدوية علاج السرطان وقد تطورت هذه الأدوية بشكل كبير عما كانت عليه من قبل وأصبحت أفضل وأكثر فعالية .

والغريب بالنسبة لعلاج السرطان وأدوية أمراض القلب هو ما كشفته دراسة حديثة نشرت في مجلة السرطان البريطانية  ، حيث أكدت هذه الدراسة أن الأدوية التي تستخدم في علاج أمراض القلب والشرايين لها فعالية كبيرة في علاج السرطان ، وخاصة سرطان المبيض ، فالمادة الفعالة المكونة لمعظم أدوية أمراض القلب والشرايين أثبتت هذه الدراسة أنها تعالج سرطان المبيض ، وهذه المادة هي حاصرات بيتا .


حاصرات بيتا :

إن حاصرات بيتا هي مادة دوائية فعالة تعمل على حجب مستقبلات بيتا الأدرينيرجيّة ، وبالتالي فإنها تعمل على مناهضة الفعل الودّي في الجسم ، وحاصرات بيتا لها أنواع كثيرة ، مستقبلات بيتا1 ، وحاصرات انتقائيّة لمستقبلات بيتا2  .

وقد ربط الباحثون بين سرطان المبيض وما يفعله بتغير أنسجة الجسم ، وبين تأثير حاصرات بيتا عليه ، حيث تقوم حاصرات بيتا بمنع خلايا الجسم من الاستجابة لأي تغير يحدثه السرطان في خلايا الجسم وأنسجته ، مما يحمي الجسم وخاصة من المبيض من الأورام السرطانية الخطيرة .

وقد فسرت هذه الدراسة سر ندرة تعرض مرضى القلب وضغط الدم للإصابة بسرطان المبيض ، فهم يتناولون أدوية تتكون من حاصرات بيتا التي تكافح السرطان بكفاءة .

وقد أكد الباحثون القائمون على هذه الدراسة أن حاصرات بيتا يجب أن تدخل في تكوين أدوية علاج

سرطان المبيض

، نظرآ لكفاءتها الكبيرة في مكافحة السرطان .