تؤثر النظم الغذائية على الحياة والصحة بشكل كبير ، فطبيعة الغذاء الذي يتناوله شخص ما يؤثر على صحته وعلى حياته أيضآ ، فالغذاء السليم المتكامل يؤدي إلى الحصول على صحة جيدة وطبيعية ، بينما الغذاء الضار والغير متوازن قد يؤدي إلى الإصابة بعدد من الأمراض التي لا حصر لها ، لذلك فقد تركز إهتمام الكثيرين على أنواع التغذية المتبعة وأنواع أنظمة الغذاء الصحيحة المتكاملة ، حيث أثبتت دراسات عدة أن الغذاء الخاطيء يؤدي للعديد من الأمراض الخطيرة منها أمراض ضغط الدم وأمراض القلب وأمراض الكلى والكبد والكولسترول أيضآ ، فكل هذه الأمراض يمكن أن تحدث فقط نتيجة إتباع نظام غذائي خاطيء أو من عدم تناول الغذاء الصحي والمتكامل .

ومرض إرتفاع الكولسترول في الدم هو واحد من أخطر الأمراض التي أصبحت تصيب الكثيرين في الفترة الاخيرة ، وبالرغم من أن الكولسترول الزائد في الدم يصنف كمرض خطير إلا أنه من الخطأ أن يعتقد البعض أن جسم الإنسان لا توجد به نسبة من الكولسترول ، فالكولسترول هو نسبة من الدهون تتواجد في الجسم بقدر معتدل ، تساهم هذه الدهون في حماية الإنسان من العديد من الأمراض وعلى رأسها أمراض القلب ، وفي حال زيادة نسبة الكولسترول عن معدلها الطبيعي يصبح الشخص معرض للإصابة بأمراض قلبية خطيرة كأمراض تصلب الشرايين وضيق الصمامات وأمراض القلب التاجية ، بالإضافة إلى

انسداد الشرايين

القلبية ، ويصنف الكولسترول كمرض يشكل خطرآ على الصحة عندما يزيد في جسم الإنسان بشكل يتخطى المعدل الطبيعي ، ويصبح الكولسترول في الدم مشبعآ وبالتالي فإنه يترسب في الشرايين ويسبب إنسداد بالشرايين وغيرها من الأمراض الخطيرة .

ويؤكد أطباء القلب المتخصصين أن الإصابة بإرتفاع الكولسترول في الدم له أسباب عديدة لكن السبب الأهم والأبرز هو النظام الغذائي الخاطيء ، فالتغذية القائمة على تناول الخضروات والفاكهة والدهون المفيدة غير المشبعة ، تختلف عن النظام الغذائي المحتوي على الدهون الضارة والمشبعة بالإضافة للأطعمة الدهنية التي لا تفيد ولا تمد الجسم بالفيتامينات والمعادن التي يحتاجها ، لذلك فقد شغل هذا السبب الدراسات والأبحاث العلمية الحديثة ، فقد إهتمت الدراسات ببحث وتوعية الكثيرين بالأطعمة والأنظمة الغذائية التي تضر بنسبة الكولسترول بالجسم ، بالإضافة إلى الأطعمة المفيدة والتي تزيد من الكولسترول المفيد بالجسم لإمداد الجسم بنسبة الدهون النافعة له والتي تفيده ، وقد ساهمت هذه الدراسات في توعية الكثيرين بكيفية إتباع نظام غذائي صحيح ومتكامل للوقاية من إرتفاع الكولسترول بالدم .

والجبن هو أحد الأطعمة المحببة بالنسبة للكثيرين ، والجبن هو أحد مشتفات منتجات الألبان والذي يحتوي على عددآ كبيرآ من الفيتامينات والمعادن المفيدة للصحة ، ويقبل على تناول الجبن العديد من الأشخاص سواء كانوا كبار أو صغار ، لكن كان هناك إعتقاد شائع وهو ان الجبن تؤدي للإصابة بإرتفاع الكولسترول في الدم ، وأنه لا يجب على مرضى الكولسترول المرتفع في الدم تناول الجبن حتى لا يسبب ضررى على الصحة .

لكن المفاجأة كانت في ظهور دراسة أمريكية حديثة تؤكد أن الجبن أحد العوامل المساعدة على إنخفاض وتنظيم الكولسترول في الدم ، كما أن المصابون بإرتفاع الكولسترول الضار في الدم يمكنهم تناولها دون خوف من الإصابة بأي ضرر ، وقد أشارت الدراسة إلى أن الجبن من الممكن إضافته إلى أي نظام غذائي يهدف إلى خفض الكولسترول المرتفع .

وقد خضع لهذه الدراسة حوالي 500 شخص ممن هم مصابون بإرتفاع في نسبة الكولسترول الضار في الدم ، وعندما قام هؤلاء المرضى بتناول الجب لمدة 6 أسابيع متتالية من خلال نظام غذائي ، وتم بعدها قياس نسبة الكولسترول بالدم لدى هؤلاء الأشخاص ، وقد أكدت الفحوصات ظهور تحسن ملحوظ في نسبة الكولسترول الضار بالدم ، حيث إنخفضت نسبة الكولسترول بالدم ، كما حصل المرضى على حاجتهم اليومية من الدهون المفيدة غير المشبعة دون الحاجة إلى تناول أي كميات زائدة من الدهون الأخرى .

لكن شددت الدراسات أيضآ أن تناول الجبن لا يجب أن يكون بإفراط ، ويمكن أن يسأل مريض الكولسترول طبيبه حول الكمية اللازمة التي يمكن للمريض تناولها من الجبن ، ويعتمد تحديد ذلك على مدى إرتفاع نسبة الكولسترول في الدم التي تحدد من خلال الفحوصات الخاصة بالكولسترول .