العلاقة بين إرتفاع الكولسترول ومرض الزهايمر
يعمل جسم الإنسان بشكل منضبط ومنظم ، وكل ما به من مواد مفيدة توجد بنسب محسوبة لا ينبغي لها أن تزيد أو تنقص ، فأي تغير في النسب يسبب خللآ في الجسم ويسبب الأمراض أيضآ ، فقد خلق الله جسم الإنسان وهو يعمل بأفضل حال ، ولا يحتاج إبلى أي تغيير ، لذلك فإن أي تغير يطرأ على طبيعة الجسم وطبيعة عمله يعد تغييرآ خارجيآ يضر بالإنسان ولا يفيده ويسبب له العديد من المشكلات الصحية ، ومن أهم ما يعتمد عليه الجسم هو الكولسترول في الدم ، فيخطيء من يعتقد أن
الكولسترول
فقط عبارة عن دهون ضارة في الدم ، إلا أن الحقيقة غير ذلك ، فوجود الكولسترول في الدم بنسب معينة هو شئ يحتاجه الجسم ويعتمد عليه بشكل أساسي ، لكن إن زادت هذه النسبة أو قلت فإنها تسبب العديد من المشكلات الصحية أبرزها أمراض القلب وضغط الدم وداء السكري وغيرها من الأمراض .
والكولسترول هو عبارة عن نوع من الدهون يوجد بشكل طبيعي في الدم لا غنى عنه بالنسبة للإنسان ، وهو أيضآ عبارة عن مادة دهنية سائلة ، وبالرغم من أن الكولسترول يتواجد بالأساس في جسم الإنسان إلا أن هناك منه الضار والمفيد ، فالكولسترول ينقسم إلى نوعين ، لكن النوعان مختلفان إختلافآ كليآ ، فهناك الكولسترول المفيد الموجود طبيعيآ في جسم الإنسان، والكولسترول الضار وهو المكتسب من بعض الأطعمة أو العادات الصحية الخاطئة ، وهو يضر الإنسان ويسبب له الامراض وعلى رأسها أمراض القلب ، ويتركز الكولسترول المفيد بالجسم في بعض الأماكن أشهرها الكبد حيث أن الكبد كما يسميه الأطباء هو مصنع الكولسترول المفيد ، حيث ينتج الكبد الكولسترول المفيد ويمد به الجسم كله .
ومن المعروف للجميع أن الكولسترول له عدة أنواع فهناك الكولسترول النافع وهو الموجود في الجسم بنسبة معتدلة ، وهناك أيضآ الكولسترول الضار وهو الذي يكتسبه الإنسان ويضر بصحة القلب ، لكن ما ليس معروفآ لدى الكثيرين أن الكولسترول قد يكون مرضآ وراثيآ ، يرثه شخص ما نتيجة وجود أحد أفراد عائلته يعاني المرض ذاته ، والكولسترول الوراثي هو أخطر أنواع الكولسترول لأنه أكثر الأنواع إضرارآ بالقلب ، حيث يصعب علاجه ويؤثر بشكل سريع جدآ على القلب والشرايين .
والدراسات المتخصصة في بحث أسباب وأعراض وطرق علاج الكولسترول كثيرة ومتعددة ، وقد ساهمت الدراسات العلمية في إفادة مرضى الكولسترول المرتفع في الدم ، من خلال إمدادهم بأفضل طرق علاج الكولسترول المرتفع وتعريف المرضى أيضآ بكيفية الحصول على الكولسترول المفيد من الأطعمة بشكل طبيعي من خلال الغذاء ، بالإضافة إلى تعريف المرضى بكيفية علاج إرتفاع الكولسترول وما هي الأدوية المستخدمة في ذلك .
وقد ربطت عدة دراسات حديثة بين إرتفاع الكولسترول في الدم وبين الإصابة المبكرة بمرض الزهايمر ، حيث أجرى أطباء متخصصون في دراسة الأعصاب دراسة حديثة توصلت هذه الدراسة أن الأشخاص المصابون بإرتفاع الكولسترول في الدم معرضون للإصابة المبكرة بمرض الزهايمر ، وقد أوضح أحد العلماء المشاركين في هذه الدراسة أنه بعد قيام الأطباء بعمل فحوصات وأشعة على الدماغ لمرضى إرتفاع الكولسترول ، فقد تبين أنه يوجد في الدماغ بقع صغيرة تشير هذه البقع إلى أن هؤلاء الأشخاص على وشك الإصابة بمرض الزهايمر ، وبهذه النتيجة تشير الدراسة إلى مدى خطورة إرتفاع الكولسترول في الدم ، حيث أن هذه الدهون الضارة تؤثر على شرايين الدماغ والقلب وبالتالي قد يتعرض المرضى الكثيرين للإصابة بالزهايمر في مرحلة مبكرة من العمر .
وقد أقرت الدراسة في نهاية البحث أن الحل الأفضل والأكثر فعالية في حماية مرضى الكولسترول المرتفع من الإصابة بالزهايمر يتمثل في أهمية خفض نسبة الدهون المشبعة في الدم ، بالإضافة إلى أهمية السيطرة على نسبة الدهون والحد منها وإنقاصها ، ويمكن للأدوية والأنظمة الغذائية المتوازنة القيام بهذه المهمة الضرورية ، كما يجب على مرضى الكولسترول فحص حالة شرايين القلب والدماغ والتأكد من عدم ترسب وتراكم الدهون فيهم ، فالمتابعة الطبية المستمرة تحمي من الاصابة بالزهايمر المبكر .