أصبحت الأمراض المزمنة هي سمة عصرنا الحالي ، فقد أصبحنا في الفترة الاخيرة نسمع ونعرف عن الكثيرين من المصابين بأمراض مزمنة مختلفة والتي تتسبب في مشكلات صحية للكثيرين ، ويمكن تعريف المرض المزمن بأنه هو المرض الذي لا يتم علاجه بشكل نهائي ، لكن يتم التعايش معه وتناول أدوية وعلاجات تمنع مضاعفاته وتدهوره ، ويظل المريض يتناول هذه الادوية طوال عمره دون توقف عنها ، حيث يؤدي التوقف إلى إصابته بالمرض بالإضافة إلى التعرض للمضاعفات الخطيرة والأمراض المزمنة كثير ومتنوعة ، ولها أسباب عديدة أيضآ ، وأحد أخطر هذه الأمراض هو ضغط الدم المرتفع وأمراض القلب .

وإرتفاع ضغط الدم هو أحد أخطر الأمراض المزمنة والمنتشرة بشكل كبير بين الكثيرين حول العالم ، حيث يتزايد عدد المصابين بضغط الدم المرتفع على مستوى دول العالم المختلفة بشكل هائل حتى أن بعض الدول بلغ لديها نسبة الإصابة به إلى 40 % من نسبة مواطنيها ، وهو ما يدل على خطر كبير يشكله هذا المرض ، وخطورة مرض ضغط الدم المرتفع هو أنه يؤدي إلى أمراض أخرى أكثر خطرآ على رأسها داء السكري وأمراض القلب ، كما أن ضغط الدم حتى الآن مرضآ لا علاج له ، حيث أن مرضاه يتناولون أدوية طوال حياتهم ليتمكنوا من التعايش معه ، وتساهم الأدوية في منع احتباس المياه داخل الجسم وخفض ضغط الشرايين ، حتى يبقى ضغط الدم معتدلآ دون إرتفاع متكرر لأن تكرار إرتفاعه يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة بالقلب .

ودائمآ ما يرتبط ضغط الدم المرتفع بأمراض القلب ، فيقول عنهم أطباء القلب أنهما وجهان لعملة واحدة ، حيث دائمآ ما يتسبب

ارتفاع ضغط الدم

إلى حدوث امراض خطيرة بالقلب والشرايين أيضآ ، وضغط الدم المرتفع كما ذكرنا لهم نوعان ، إما أن يكون مرضآ مزمنآ أو إرتفاع مفاجيء في ضغط الدم ، والأهم هنا وهو ما يثير مخاوف لدى الكثيرين هو هل يعد الإرتفاع المفاجيء في ضغط الدم دليلآ على الإصابة بأحد الأمراض القلبية ، وما هي الأسباب الأخرى وراء ذلك الإرتفاع المفاجيء الذي لا يوجد تاريخ مرضي له .

وكانت تهدف الدراسات والأبحاث الخاصة بأمراض القلب وضغط الدم إلى الإجابة عن كل هذه الأسئلة المطروحة ، لكن مؤخرآ بدأت دراسات أمراض القلب وضغط الدم تتغير بشكل كبير ، حيث بدأ يركز العلماء والباحثين على أهمية العادات الصحية والحياتية ومدى تأثيرها على الإصابة بهذه الأمراض ومدى تأثير هذه العادات الجيدة على الوقاية من هذه الأمراض الخطيرة أيضآ ، لذلك فبدأت الدراسات الحديثة تدرس كل العادات الصحية التي تساعد على الوقاية من أمراض ضغط الدم وأمراض القلب ، وكيفية مساعدة المرضى على التعايش مع هذه الأمراض وإتباع عادات صحية مفيدة .

وقد أجريت دراسة حديثة في إحدى

جامعات المانيا

أكدت هذه الدراسة أن المشي يوميآ يخفض من ضغط الدم ويساهم في تحسن عددآ كبيرآ من أمراض القلب والشرايين ، فمن المعروف بشكل عام أن المشي يحسن الصحة العامة ويزيد من النشاط والتركيز ، لكن كشفت الدراسة عن فوائد المشي بشكل خاص لمرضى القلب وضغط الدم المرتفع ، كما يعالج المشي العديد من مشكلات شرايين القلب ، ويخفض نسبة الكولسترول أيضآ في الدم .

كيف تمارس رياضة المشي :

يجب عند البدء في ممارسة رياضة المشي أن تحدد الوقت الذي سوف تخصصه للمشي بالإضافة إلى تحديد المدة التي سوف تمشي فيها والمكان أيضآ ، فإذا كنت مريضآ بالقلب أو بضغط الدم المرتفع أو السكري يجب أن تستشر طبيبك أولآ ليحدد لك كل هذه العوامل بما لا يضر صحتك ، ويعد المعدل الأفضل للمشي بالنسبة للمرضى ما لا يزيد عن 30 دقيقة أو 45 دقيقة ، كما يمكن ممارسة رياضة المشي 5 أيام بالأسبوع .

ويجب أن يتم إختيار مكان جيد للمشي ، حيث يجب أن يكون المكان هادئآ مريحآ وطرقه ممهدة ، لا يجب أن تكون هناك طرق بها مرتفعات كثيرة ، حتى لا يصبح المشي مرهقآ للقلب ، كما يجب المشي بعيدآ عن أماكن السيارات والأماكن المزدحمة ، ويجب أن يكون المشي سريعآ لا يصل إلى الجري ، ويجب إختيار حذاء رياضي مريح يساعد على المشي بسلاسة .

وإختيار الوقت الأفضل للمشي هو أمر مهم أيضآ ، فالمشي في الصباح الباكر يعد أمرآ جيدآ ، والمشي أيضآ أي بعد تناول وجبة عشاء خفيفة وبسيطة ، فيساهم المشي في هذا الوقت في خفض ضغط الدم ، وزيادة شعور الشخص بالاسترخاء ، بالإضافة إلى زيادة قدرة الجسم على الحرق أثناء النوم ، فمن المفضل أن ينام الشخص بعد عودته من ممارسة المشي ليلآ .

وينبه الباحثون في هذه الدراسة أن يجب على المرضى خاصة مرضى القلب استشارة الطبيب قبل البدء في المشي حتى لا يتم الإضرار بصحة القلب و الشرايين .