العلاقة بين مرض الصدفية وأمراض القلب
بدأ الإهتمام في الفترة الأخيرة بدراسة أمراض القلب بشكل كبير ، ولكن إتخذت هذه المرة الدراسات شكلآ جديدآ ، حيث بدأ العلماء يدرسون أمراض القلب من زوايا أخرى جديدة ، فقديمآ كان الإهتمام بدراسة أمراض القلب يعتمد على دراسة أمراض القلب والتعرف على أبرز الأسباب المباشرة التي تؤدي للإصابة بها ، كما كان الإهتمام في الغالب منصبآ حول مضاعفات وأضرار أمراض القلب الخطيرة ، وكل هذه الامور هي أمور هامة بالتأكيد تستحق البحث والإهتمام ، لكن ما تم الإلتفات إليه والإهتمام به مؤخرآ ، هو الأهم ، وهو العلاقة بين أمراض القلب وبعض الأمراض الأخرى ، فقد تم الإهتمام بالأمراض التي تتسبب في الإصابة بأمر اض القلب ، وقد كشفت الدراسات عن العديد من الأمراض التي لم يتوقعها أحد ، والتي لم يكن متصورآ أنها تؤثر على صحة القلب بأي شكل من الأشكال ، لذلك فقد أضافت هذه الدراسات إلى مجال دراسات أمراض القلب إضافات هامة وكبيرة .
وقد أصبحت أمراض القلب في الفترة الاخيرة أحد أخطر الامراض التي تهدد صحة وحياة الكثيرين وتعرضهم للخطر ، فالأمراض القلبية وخاصة في الفترة الأخيرة أصبحت ذات إنتشار كبير على مستوى العالم ، وأصبح يعاني منها ملايين الأشخاص ، فقديمآ لم تكن أمراض القلب تحظى بالإهتمام الذي أصبحت تحظى به مؤخرآ ، والسبب في ذلك أنها لم تكن بنفس نسبة الإنتشار الذي أصبحت عليه الآن ، فلم تكن هذه الأمراض تمثل خطورة إلى أن إنتشرت وبدأ العديدين يعانون منها ومن مضاعفاتها الخطيرة ، وبالرغم من التطور الكبير في مجال الطب وتقدمه إلا أن أمراض القلب تزايدت بشكل كبير في الفترة الماضية ومازالت وفق الإحصائيات التي أجريت مؤخرآ تتزايد بشكل ملحوظ ، فقد ذكرت الإحصائيات التي أجريت في الفترة الأخيرة أن أمراض القلب زادت في السنوات الأخيرة بنسبة وصلت إلى 60 % ، كما أن نسب الوفيات الناتجة عن هذه الأمراض تجاوزت الثلاثة ملايين شخص سنويآ ، كما أن أمراض القلب أصبحت شائعة في دول العالم المتقدم بنفس درجة إنتشارها في دول العالم الثالث ، وكل هذه الإحصائيات زادت من إدراك الباحثين وأطباء القلب بمدى خطورة هذه الأمراض وضرورة العمل على منع زيادتها وإنتشارها بهذا الشكل .
ومرض
الصدفية
هو أحد أخطر الامراض التي تؤثر على الجلد ، فالصدفية هي إحدى الإضطرابات الجلدية المزمنة والتي تظهر كطفح جلدي له لون أحمر ملتهب ، و يُعد هذا الإضطراب في الجلد من أخطر المشاكلات الجلدية المزمنة التي قد لا يتماثل المريض فيها للشفاء بشكل كامل ، وقد تظهر الصدفية على أي مكان في الجلد لكن يلاحظ أن أكثر المناطق شيوعاً هي الركبة و فروة الرأس واليدين وأسفل الظهر أحياناً ، وتعد الفئة الأكثر تعرضآ للإصابة بالصدفية الأشخاص بين 15 لـ 30 عامآ ، لكن ذلك لا يمنع تعرض باقي الأفراد من الفئات العمرية المختلفة للإصابة بالمرض ، لكن هذه المرحلة هي الأكثر خطورة .
وقد ظهرت دراسات عديدة تؤكد العلاقة بين مرض الصدفية وأمراض القلب ، فقد نشرت الدورية الأمريكية لأمراض القلب دراسة تؤكد أن مرض الصدفية يؤدي في كثير من الأحيان للإصابة بأمراض القلب والشرايين ، وخاصة أمراض إنسداد و
ضيق الشرايين
، وأضافت الدراسة أنه كلما زادت فترة الإصابة بمرض الصدفية كلما زادت إحتمالات الإصابة بأمراض القلب ، .
وقد أكد أحد الباحثون أن مرض الصدفية ينشأ من خلال حدوث خلل في الجهاز المناعي للمريض يجعله يهاجم نفسه ، لذلك فلا يمكن إعتبار الصدفية مرضآ يقتصر على الجلد فقط ، وقد تم عمل فحوصات لبعض المرضى المصابون بالصدفية وتم فحص القلب والشراين ، فتبين أن الأشخاص المصابون بالصدفية معرضون للإصابة بضيق وإنسداد الشرايين القلبية ، وتظهر دلالات على إحتمال حدوث الإصابة في المستقبل .
وبحساب مدى إحتمال تعرض مرضى الصدفية للإصابة بأمراض القلب ، فقد تم التوصل إلى إحتمال تعرضهم للإصابة بأمراض الشرايين التاجية بنسبة تصل إلى 85 % ، وهي نسبة خطيرة تشير إلى مدى الضرر الذي يمكن أن تحدثه الصدفية .
والحل الذي نصحت به الدراسة هو محاولة علاج مرض الصدفية بأسرع وقت ممكن ، فطول مدة المرض وبقاءه دون علاج يرفع إحتمال تعرض المريض للإصابة بمضاعفات خطيرة بالقلب .