الإرهاب لا دين له ، مقولة يتداولها الكثيرين في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي ، وتحمل في طياتها المعنى الحقيقي للإرهاب الذي يختبئ باسم الدين ليسفك الدماء ويدمر المنشآت ويستهدف حماة الوطن لظنه أنه بإمكانه زعزعة الأمن والاستقرار لبسط نفوذه وسيطرته على العالم ، وكل هذا باسم الدين ! ، فأي دين هذا يسمح بالقتل وإباحة دماء الأبرياء والتخريب والتدمير في شهر فضيل كشهر رمضان المبارك وفي العشرة الأواخر تحديدا ، وأي دين هذا الذي يتحدثون عنه وهم يستهدفون أسمى وأقدس الأماكن التي حرم فيها القتل ، فكيف يستطيعون أن يتحدثوا باسم الدين وهم يستهدفون أطهر بقاع الأرض التي تمتلئ بها جماهير غفيرة من المسلمين لأداء العبادات في الشهر الكريم ، فأي دين هذا الذي يجعلهم يبيحون ما حرم الله ويحرمون ما حلله ! .

لم يمض سوى ساعات على إحباط محاولة الهجوم الإرهابي على القنصلية الأمريكية في جدة والتي اقدم فيها انتحاري على تفجير نفسه قبل أن يقوم بتفجير القنصلية المستهدفة بعد أن تم كشف نواياه من قبل رجال الأمن ، وقع ثلاثة انتحارية أخرى ولكن في هذه المرة وصل الإجرام الإرهابي إلى أبعد الحدود ليستهدف أرضا مباركة وطاهرة وهي أرض المدينة المنورة وبالقرب من الحرم النبوي الشريف! بالإضافة إلى تفجيرين في محافظة القطيف بالمنطقة الشرقية . تفاصيل الجرائم الإرهابية في مقالنا أدناه .

تفجيرات القطيف :

وقع تفجير مزدوج في حي المدارس بمحافظة القطيف وبالتحديد في مواقف السيارات بالقرب من جامع الشيخ فرج العمران في وسط المحافظة ، حيث حاول الإرهابيين الانتحاريين بالدخول إلى الجامع الذي كان يخطب فيه الشيخ حسين العمران ، إلا أنهما لم يتمكنا من الدخول إلى المسجد بسبب الطوق الأمني الذي يحيط بالجامع ، فما كان منهما إلا بتفجير أنفسهما بأحزمة ناسفة داخل المركبتان اللتان كانا يستقلانها للدخول إلى المحافظة ، وذلك في نفس الوقت الذي ارتفع به آذان المغرب .

نتائج التفجير الإرهابي :

أسفر عن التفجير الإرهابي المزدوج مشاهدة أشلاء لجثث لم يتم التعرف عليها بعد ولكن من المرجح أن تعود للإرهابيين الانتحاريين ، هذا ولم يصب أي أحد من المصلين بأذى ولله الحمد ، كما نتج عن العمل الإرهابي احتراق مجموعة من السيارات التي كانت تقف في مواقف السيارات التابعة للجامع ، بالإضافة إلى إصابة البعض بإصابات طفيفة تم معالجتها في نفس موقع الحادث .

تفجير بالقرب من الحرم النبوي الشريف :

بعد دقائق من وقوع تفجيرات القطيف ، وقع تفجير إرهابي آخر استهدف موقف السيارات الذي يقع بالقرب من الحرم النبوي الشريف والمقر الرئيسي للمحكمة الشرعية في المدينة المنورة ، حيث استهدف إرهابي انتحاري سبعة من رجال الأمن عندما كانوا يتناولون وجبة الإفطار بعد آذان المغرب ، وأعرب الانتحاري عن رغبته في تناول الإفطار معهم ، فوافق رجال الأمن بنية صافية لمشاركتهم الإفطار ، فما كان من يد الإرهاب الغادرة إلا ونفذت إجرامها حيث قام الانتحاري بتفجير نفسه بحزام ناسف وهو جالسا بين رجال الأمن ، ولم يتمكن الانتحاري من الدخول إلى باحة الحرم النبوي الشريف قبل تنفيذ جريمته ، وأشارت المصادر إلى أن حركة السير في الحرم النبوي الشريف تسير بشكل طبيعي ومازال المصلين يتوافدون إلى الحرم لأداء صلاة العشاء والتراويح ، وذكر شهود العيان بأن المصلين اعتقدوا ان الانفجار هو مدفع آذان المغرب أو مدفع رؤية الهلال المكمل لرمضان ، ولم يتوقعوا أن يكون تفجيرا إرهابيا .

نتائج التفجير الإرهابي :

أسفر عن التفجير الانتحاري الغاشم وقوع ضحايا من رجال الأمن ، حيث استشهد أربعة من رجال الأمن ، وأصيب أربعة آخرين بإصابات بالغة وخطيرة ، كما قتل الإرهابي على الفور بعد تفجير نفسه ، هذا وقد اندلع حريق هائل في موقف السيارات نتيجة التفجير .

مواقع التواصل :

اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي فور وقوع الحادث ، و بادر النشطاء بنشر صور حية ومقاطع فيديو مباشرة للحوادث التفجير عند وقوعها ، وأطلق المغردون هاشتاق بعنوان #تفجير_المدينه_المنوره ، وصل إلى أعلى تريند للوسوم الأكثر تداولا في السعودية ودول الخليج العربي ، حيث انهالت التعليقات الغاضبة والمستنكرة لاستهداف الأماكن المقدسة ورجال الأمن ، ووقوع التفجيرات في وقت رفع آذان المغرب ووقت الإفطار ! .